الارشیف

ذکریات من دفتر النضال.. الیوبیل الذهبي- الذکری الخمسون لتأسيس الحزب الشیوعي العراقي /من مفکرة: آسو علي محمد البرزنجي

کنا في موعد مع حدث کبیر، ذکری' خمسین عامآ تمضي من عمر الحزب شبابآ تجري في عروقنا دم حار کالجمر، نحن في منظمة الحزب الشیوعي العراقي في مدینة السلیمانیة.
بحثنا و تحاورنا تناقشنا مدة من الزمن عن شيئ غیرمألوف ننجزه‌ للأحتفال بهذه‌ المناسبة العزیزة ، شیء یترك أثرا کبیرا عند الکل، فکان فکرة أغاني للحزب و الشعب...کان الموضوع غریبآ و صعبا في ذات الوقت.
أغاني أم أناشید ، من یغني و من یعزف وفوق هذا و ذاك کان کیفیة الحصول علی الآلات الموسیقیة والمصیبة الاکبر مکان تسجیل تلك الاغانی....!
فاتحنا الحزب بمشروع إنتاج فنی (کاسیت) بمناسبة الیوبیل الذهبي عبر الرفیق مسؤل تنظیمات الحزب السریة فی مدینة السلیمانیة، فأتت الموافقة بسرعة ومرفق بعدد من التوصیات و المقترحات.
بدایة قمنا بمفاتحة عدد من الرفاق و آصدقاء الحزب الملمین بالموسیقی و الذین بامکانهم الحصول علی آجهزة موسیقیة...فعلی سبیل المثال کانت آلة الاورغن تأتینا بشکل سري کل أیام التمرینات من صدیق قریب من أحدی عضوات إتحاد نساء البعث في السلیمانیة ، وآلة الکیتار من صدیق قدیم للحزب و آلة الإیقاع من رفیق کان یمتلکه‌ و آلة الکمان من عازف کمان کان طالبآ في معهد الفنون الجمیلة.
إخترنا أناشید جمیلة منها(31 آذار الخالد) ـ ( في أول أیام الحرب الصعبة – للشاعرالکردي عبدالله‌ به‌شێو) کذلک (نحن دعاة السلام ـ للشاعر الکردي الخالد گوران) و عدد آخر من الاغاني والاناشید الثوریة الجمیلة .
بدأنا التمارین بصورة سریة غایة في الصعوبة داخل مدینة السلیمانیة ، آلات وأجهزة موسیقیة تنقل من مکان لمکان خوفاً من عیون البعث و أجهزته‌ الامنیة المتمرسة في ملاحقة الشیوعیین.
کان أول مکان بدأنا التمارین منه‌، بیت خالي في محلة الادارة المحلیة و أبن خالي کان عازفاً جیداً لآلة الکیتار و شیوعیاً و ناقداً لاخطاء الحزب لکنه‌ کان محل ثقتي و ثقة الرفاق..
تمرنا بشکل جید الی ان حددنا موعدآ لتسجیل الاناشید وکان البیت التي کنا قد أخترناه‌ قریبآ من بیت احد مسؤلي الامن في المدینة و داخل منطقة سکنیة غایة في الخطورة ، لکنه‌ في نفس الوقت بعید عن الشبهات، کان أحد بیوت الحزب السریة عائلة معروفة متمکنة مالیاً في أحد الاحیاء الراقیة.
بدأنا التسجیل من الصباح الیوم الاول حتی صباح الیوم التالي، أنشدنا لعید العمال والفلاحین والمثقفین،لکل شرائح المجتمع ، احدنا ینصب الاوتار والآخر یو‌جه‌ المطربین بالبدء هنا والتوقف هناك،کم نصعد باصواتنا السلالم الموسیقیة،کیف ننطق الکلمات، نشد علی الاحرف. واقتربنا من تکملة المهمةعندما سمعنا صوتاً مدویاً کأن أمرنا قد إکتشف والمفارز الامنیة تحاصرنا...ضربة بعد ضربة کدنا نتأکد من هذه‌ الفرضیة حتی هرعنا نحو الطابق الاول للبیت عسی أن نتمکن من التصدی أو الهرب خارج حدود المنطقة المحاصرة فاذا بنا قد وصلنا غرفة المطبخ والاب صاحب البیت قد أنهکه‌ العطش ولم یجد بداً من (کسرقطعة کبیرة من الثلج) لکي یثلج صدره‌ بماء مثلج، رفع رأسه‌ ناظراً الینا باستغراب شدید وقد تجمعنا فوق رأسه‌ سائلاً ما جاء بنا الی السطح بهذه العجلة....؟ وعندما أجبناه‌ ضحک کثیرا و ضحکنا معه‌ وشربنا من الماء المثلج و عدنا أدراجنا لتکملة العمل.
بعد أن اکملنا العمل الفني کنا علی موعد مع الرفاق والرفیقات لأذاعة الاناشید المسجلة لأول مرة علی قبر الشهید البطل کامران أحمد مساح کان یومآ ملتهبآ زادها الاناشید الثوریة حماسة..نسینا التعب و الغناء و کسر الثلج.....
أذیع بعدها ومن منبر صوت الشعب العراقي کل الأغاني الوطنیة والأناشید الثوریة في العید الحزب الیوبیلي .هنا إذاعة الصوت الشعب العراقي ...إذاعة الحزب الشیوعي العراقي..
کان فرحتنا کبیرة بالنجاح و تبقی ذکریات من سفر النضال الثمانیني......