من الحزب

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي : لتكن ذكرى ثورة ١٤ تموز حافزا لهزيمة الارهاب والفساد وبناء دولة المواطنة والعدالة

نحتفل هذا العام بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 14 تموز المجيدة، ونحن نعيش فرحة الانتصارات الكبيرة والرائعة التي حققتها قواتنا المسلحة الباسلة من جيش وشرطة وبيشمركة ومتطوعين في الحشد الشعبي ومن المقاتلين المحليين ، على الإرهاب والإرهابيين، وإنهاء "دولة الخرافة"، هذه الانتصارات التي أعادت لثورة تموز ألقها، وأوقدت جذوتها من جديد في نفوس وقلوب العراقيين الساعين إلى تحقيق حلمهم في دولة المواطنة، دولة المؤسسات والقانون .
كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية - الاجتماعية في العهد الملكي، لا تسر أحداً، فالقمع والإرهاب كانا هما السائدين، خصوصا في أيام الوزارات التي ترأسها «نوري السعيد»، فأعتقل وعذب وشرد الآلاف، وأعدم العديد من خيرة أبناء وبنات شعبنا العراقي وفي مقدمتهم قادة حزبنا الاماجد (فهد، حازم، صارم)، وجوبهت التظاهرات السلمية بقوة الحديد والنار.
أما على الصعيد الاقتصادي – الاجتماعي ، فقد بلغ التفاوت الطبقي مديات غير مسبوقة، سواء في المدينة أو الريف، وأضحى الثالوث المشؤوم (الجهل، والفقر، المرض) هو الذي يهيمن على حياة العراقيين.
على هذه الخلفية السيئة والمتخلفة، تقدم التغيير الثوري، أذ انعدمت كل امكانيات التغيير الاخرى لهذا النظام الرجعي، فجاءت ثورة 14 تموز رداً حتمياً على هذا الواقع المأزوم، وضرورة لحل تناقضاته العصية لصالح الشعب العراقي.
وخلال الأربع سنوات ونصف السنة من عمر الثورة، تحققت الكثير من المنجزات السياسية والاقتصادية الاجتماعية، التي يفخر العراقيون بها، كالإصلاح الزراعي وقانون الأحوال الشخصية وخروج العراق من الأحلاف العسكرية وإنشاء الصناعة الوطنية من خلال الاتفاقيات الاقتصادية الفنية والتجارية النزيهة مع الدول الاشتراكية، وتمتع الجمعيات والاتحادات والنقابات وسائر منظمات المجتمع العراقي بالعمل العلني، ومشاركة الجماهير الشعبية الغفيرة في العمل السياسي لأول مرة في تاريخها، خاصة في السنة الأولى من عمر الثورة.
أن ثورة (14) تموز الرائدة، والتي فجرها الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم، ومعه تلك الكوكبة الرائعة من القادة الميامين، لم تستطع مع الاسف الشديد تجذير مسيرتها، بسبب تنامي الميول الفردية واللاديمقراطية في قيادتها تدريجياً، الأمر الذي يسر اغتيالها في 8 شباط الأسود عام 1963 على أيدي أعداء الشعب والوطن.
وفي هذه المناسبة العزيزة، مناسبة الاحتفاء بثورة 14 تموز، لابد من التذكير بدروسها الغنية وعبرها الفائقة الأهمية، وأهمها اليوم استعادة الوحدة الوطنية، لاسيما بعد تحرير الموصل ووقوف كل أبناء شعبنا خلف القوات المسلحة الباسلة، لإنهاء ملف الفكر الداعشي المتطرف والمغرق في الوحشية.
ولعل التخلي عن المحاصصة المقيتة، يأتي في طليعة المهام المطلوب إنجازها بعد القضاء على داعش، لأنها حقا السبب الرئيس في ما ألت إليه الأوضاع من بؤس وتدمير وخراب طال حياة العراقيين بجميع تفاصيلها، نتيجة الاحتلال وسياسة القوى المتنفذة التي استمرأت الفساد المالي والإداري والسياسي المستشري في كل زوايا المجتمع، والحريصة على تأبيد بقائها في السلطة رغم فشلها الذريع في قيادة البلد، كذلك عدم وجود الخدمات، حتى الضرورية منها، وازدياد نسبة الفقر والبطالة، وغياب الرؤية الاستراتيجية في الاقتصاد وعلى جميع الأصعدة، والإصرار على الشحن الطائفي، والاستقواء بالأجنبي من قبل العديد من أركانها، فضلا عن عدائهم للحراك الجماهيري السلمي المنصوص عليه دستورياً، والذي بدونه لا يمكن احداث التغيير والاصلاح لمجمل العملية السياسية، واطلاق المصالحة الوطنية للحفاظ على وحدة وسيادة البلاد، والذي يتطلب إبعاد المسؤولين الفاشلين عن مواقعهم وفسح المجال لمن يتحلون بالكفاءة والنزاهة الوطنية، والمؤمنين حقا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، في قيادة العراق شعباً ووطناً الى الدولة المدنية الديمقراطية، التي تضمن حقوق جميع العراقيين بصرف النظر عن أديانهم وطوائفهم، وقومياتهم ومشاربهم الفكرية السياسية.
عاشت الذكرى التاسعة والخمسون لثورة ١٤ تموز الناصعة
عاش الشعب العراقي، صانع الثورات والتحولات الجذرية.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
١٢ تموز ٢٠١٧