شهداء الحزب

الشهيد المناضل جبار جاسم (أبو عبيس) / محمد علي محيي الدين

حفل تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بالكثير من الكوادر الفذة التي أسهمت بشكل كبير في النضال الوطني وعملت بتفان وإخلاص لإرساء القواعد التنظيمية والأسس السليمة لبناء حزب ماركسي لينيني تميز بالأصالة الثورية والقوة والثبات ، وكان لهؤلاء الأفذاذ ألأثر الكبير في بناء القاعدة الصلدة لحزب أوسع الجماهير، لما تميزوا به من صفات نادرة وصلابة مبدئية، ونكران ذات وبساطة متناهية وصوفية شيوعية حقيقية بعيدة عن المطامع والمنافع الشخصية والذاتية، وكان لقيادة الشهيد الخالد فهد أثرها في إرساء التقاليد الثورية التي سارت عليها أجيال من الشيوعيين الثوريين، وكانت منهلا للكوادر الشيوعية والمدرسة التي تربوا فيها، وأخذوا من مبادئها الشيء الكثير، لذلك جعلوا من هذا القائد الملهم مثلا أعلى للتضحية والفداء ونكران الذات والمبدئية العالية البعيدة عن الصغائر وتوافه الأمور.
والفرات الأوسط بما تميز به مجتمعه من صفات نادرة لها خصوصيتها بما تمثل من وعي متطور وأرضية صلبة لنشوء تيارات رافضة لكل أنواع القهر والاستبداد والتسلط أغنى الحركة الوطنية والشيوعية خصوصا بالكثير من الكوادر البارزة في تاريخ العراق في مختلف الأصعدة والمجالات، ولا زالت هذه الأرض المعطاء ولوداً في رفد العراق بالشخصيات السياسية المؤثرة في صناعة الأحداث، وشكلت علامات بارزة في تاريخ العراق والمنطقة، ولا زالت الأم الفراتية تنجب وتربي وترسل أبناءها إلى سوح النضال الوطني وهي تقول: (يا موت أطحن وأنه ألهيلك)، ولا زالت الأمثولة الفراتية ماثلة في الأذهان عندما أستشهد ولدها فجاء اخوها ليخبرها باستشهاده قائلا: (چن لا هزيتي ولوليتي) أي كأنك لم تتعبي في تربيته، فأجابته بالصلابة الثورية: (هزيت ولوليت الهذا) أي أني أعددته لهذا اليوم، وفي قوافل المجد والشهادة كان للفراتيين مكانهم المميز وموقعهم المثالي، وسجل الشهداء الخالدين حافل بآلاف الأسماء التي لا زال صدى نضالها يدق في عالم الذاكرة، ليرسم للآتين صوراً رائعة من صور التضحية والفداء.
ومن هؤلاء شهيد حزبنا الشيوعي العراقي المناضل (أبو عبيس) جبار جاسم، الذي ولد في أسرة عمالية كادحة، ذاقت مرارة البؤس والعوز والحرمان، ورأى بأم عينيه عمق المعاناة الأليمة لهذه الطبقة، وما لاقت من عنت واضطهاد بسبب الممارسات الضارة للطواغيت ومصاصي الدماء المضاربين بأقوات الشعب، والمستغلين لجهود الآخرين، فتولد في نفسه حس طبقياً جارفاً، ونمى في تفكيره منذ طفولته النزوع للتمرد على الواقع المأساوي الذي تعيشه طبقته المحرومة، فأندفع في صبا باكر للانتظام في الفصيل الجهادي للحركة الوطنية الحزب الشيوعي العراقي، الذي ولد من رحم المعاناة الحقيقية للشعب المذبوح والوطن المستباح، فكان اندفاعه الثوري وراء المشاركة الفاعلة في نشاطات الحزب ونضاله الوطني في قيادة الجماهير نحو الغد المشرق السعيد، فصار لصيقا بالحزب متفرغا للعمل في منظماته، يدفعه لذلك شعوره الطاغي بالمعاناة التي لمسها في طفولته وصباه، وانحداره الطبقي الذي أهله ليكون قائدا في حزب الطبقة العاملة، فاستنارت أفكاره بالنظرية الثورية التي تولدت عنها الحركة الثورية في العراق.
لقد شارك وهو في ريعان الصبا في حماية التظاهرة التي انطلقت في مدينة الحلة أبان الحملة الانتخابية لفقيد السلم والتحرر والديمقراطية علامة الحلة الكبير الشيخ عبد الكريم الماشطة عام 1954 وكان يشكل الحزام الأمني لحماية الزعيم الوطني الكبير وأمام المدينة الديني بدون منازع، وكان يرافقه في فصيل الحماية شباب الحلة الأبطال محمود أبو غريبة وبرهان ونسه وغيرهم من الشباب المغاوير، وقد اصطدموا بالشرطة التي جاءت لتفريق التظاهرة وأثخنوهم بالجراح التي لا زالت أثارها باقية فيمن بقى حيا منهم.
وله مشاركته الفاعلة في نشر الوعي الثوري بين الجماهير ، ومساهماته النشطة في الاحتفاليات التي يعقدها الحزب في المناسبات الوطنية والقومية رغم أنف السلطة السعيدية وجلاوزتها والمدافعين عنها.
وكانت تقام في البساتين المحيطة بالمدينة وتلقى فيها الكلمات والقصائد والأناشيد بحضور شعبي كبير، يوم كان الحزب متفردا في قيادة الجماهير في نضالها لإسقاط الحكم الملكي المهان بعد أن تخلت الأحزاب البرجوازية عن النضال الوطني وأعلنت اعتزالها العمل السياسي كما يعتزل الفنانون الفن، وهو ما كانت عليه تلك الأحزاب في العهد الملكي المقبور فما أن تشعر بوطأة السلطة وهجومها حتى تترك ساحة النضال وتعلن تخليها خشية الحبس، فيما بقي الشيوعيون العراقيون يناضلون بوحدانية في الساحة العراقية، وشارك في جميع التظاهرات التي كان الحزب دائبا على إخراجها لتحقيق الأهداف المطلبية للمواطنين ويشكل مع بعض الشباب المندفعين رأس الرمح في المواجهة والاصطدام مع القوى الأمنية.
وبعد ثورة تموز المجيدة كان الشهيد في مقدمة العاملين والناشطين لبناء الحزب فعمل في منظماته المختلفة ومارس دوره الوطني ناشطا في المنظمات المهنية التي وجدت فرصتها بعد الثورة وتمكنت من تحقيق المكاسب الكبيرة للطبقات الشعبية وإقرار قانون العمل والأحوال الشخصية وتشريع قانون الإصلاح الزراعي، وكانت جماهيرية الحزب في تلك الفترة فوق حدود التصور.
وهنا يبرز دور الفرد في العمل الجماعي، فكان الشهيد شعلة من النشاط والحيوية في متابعة التنظيمات، وتفقد الخلايا والعقد التنظيمية، وكان يعمل كالداينمو يخلط الليل بالنهار دون كلل أو ملل، فاخذ المد الشيوعي بالتعاظم حتى أكتسح الشارع العراقي، وتحول العمل الحزبي إلى خلية نحل لتشعب المهام وكثرتها، حتى تعددت مسؤوليات الكوادر الحزبية، وتوزعت ضمن قطاعات واسعة، وتزاوج بين العمل المهني والتنظيم الحزبي، وتحول الشارع العراقي إلى كتلة متراصة تقف خلف حزبها المجيد، وانزوت العناصر الرجعية في جحورها بسبب الفورة الجماهيرية الطاغية، وانصرفوا للتآمر بالتنسيق مع الأطراف المعادية للشعب العراقي من بعض فئات القوميين وشاهنشاهيين وأمريكيين وغيرهم، ومهدوا الطريق للانقلاب الأمريكي الأسود في 8 شباط 1963 .
وما أن أدارت الثورة ظهرها لجماهير الشعب وطليعتهم الحزب الشيوعي العراقي حتى بدأت فترة المطاردة والتخفي والسجن والاعتقال فنال نصيبه، وبرز في تلك الفترة مناضلا ثوريا بقدراته الرائعة على العمل السري والتحرك اليقظ المدروس، وتنقل بين مدن الفرات الأوسط لتأدية واجباته الحزبية والنضالية متفرغا للعمل في صفوف حزبه، وظهرت مواهبه وقدراته على العمل في مختلف الظروف مما أهله أن يكون في مقدمة الكوادر على مستوى المحافظة، وفي أواخر الستينيات أصبح عضوا في محلية بابل، وأصبح بعد الجبهة سكرتيرا لها، وعضو لجنة منطقة الفرات الأوسط ، وانتخب لعضوية مكتبها.
كان يتمتع بصفات نادرة، وتميز بالبساطة المبدئية، ونكران الذات، والمتابعة الجيدة للتنظيم، والعلاقات الشفافة مع رفاقه ، ومعلما لأجيال من الشيوعيين وأعطى مثالا رائعا في الأساليب التنظيمية، وقاد محلية بابل بإبداع لأدارته الناجحة للاجتماعات، رغم كثرة عدد أعضاء المحلية، وما يتم تدارسه، فكان يشبع نقاط الاجتماع بحثا ودراسة دون أن يدع للقضايا الجانبية أن تأخذ دورها في إضاعة الوقت.
وكان من الرفاق الذين يحاولون الرد بقوة على التجاوزات الصادرة من قيادة البعث في زمن الجبهة، وحريصا على متابعة قضايا المعتقلين، وفي صراع وخلاف مع الرفاق الذين يقودون العمل الجبهوي، وخصوصا مع الفقيد معن جواد "أبو حاتم" بسبب ما يعتقده سكوتاً عن تجاوزات السلطة، ويطالب باتخاذ إجراءات أكثر شدة وصلابة في مواجهة البعثيين وعدم السكوت عن أي خرق لقواعد العمل الجبهوي.
وقد أتسم الشهيد الكريم بالهدوء والتروي في اتخاذ القرارات، رغم ما كان يعانيه من مشاكل وصعوبات في العمل بسبب علاقاته مع السلطة ومشاكله العائلية، وكان لصفته الطبقية وانحداره العمالي أثر في مبدئيته العالية ، وأحاطته التامة بما تعاني طبقته من مشاكل، وكانت علاقته المتميزة تصب في مصلحة الحزب والعمال، فقد كان للحزب حضوره الفاعل في الأوساط العمالية وانشدادها له، مما عزز مكانته بين الكوادر الشيوعية لأنه يمثل الطبقة العاملة بصلابتها وإمكاناتها في الدفاع عن طبقتها، مما أبعده عن التذبذب في المواقف واتخاذ القرارات .
وكان الحزب حريصا على أبقاء صفته الحزبية سرية ، ودفع إلى الظهور من هم أدنى درجة منه حفاظا على حياته لما له من أهمية معروفة، وكانت قيادة البعث تعلم أنه سكرتير محلية بابل، ويطالبون بتواجده في المقر، وأن يظهر الشخص الأول للعلن أذا كنتم صادقين في إعلان الجبهة، مما جعل قيادة الحزب مضطرة لإشراكه في العمل العلني، لأنه كان يعمل بشكل سري تحسبا لعواقب التحالف مع البعث، وقد تمكن بما يمتلك من مؤهلات قيادية وثقافة نظرية، من تسيير أمور المنظمة.
وعندما تعقدت الأوضاع، وبدأت العلاقة الجبهوية مع البعث تسير في طريق متعرج قد يفضي إلى اللاعودة أواسط 1978 وكشر البعث عن أنيابه ، ومارس الكثير من الأعمال المخلة بالعمل الجبهوي، وبدأ في ممارساته الضارة باستهداف أعضاء الحزب الشيوعي لإنهائهم بمختلف الوسائل بما في ذلك الاعتقال والاختطاف والاغتيال أو الإسقاط السياسي، ارتأت قيادة الحزب ولو متاخراً- الانصراف للعمل السري ومحاولة أبعاد العناصر غير المكشوفة عن العمل الحزبي تحسبا للمستجدات، فبلغ بعض الرفاق القياديين والآخرين من غير المكشوفين الابتعاد عن المقر وعدم المشاركة في النشاطات.
نسب الرفيق أبو عبيس و كاظم عبيد"أبو رهيب " لقيادة العمل السري واستأجرت حينها البيوت السرية وجهزت بما تحتاجه من أدوات الطباعة وما يتطلبه العمل السري من مستلزمات، والبدء ببناء المرتكزات التنظيمية التي يمكنها العمل في أشد الظروف حراجة، فأضطر للاختفاء عن الأنظار، واتخذ من أرياف بابل التي يتمتع الحزب فيها بمكانة عالية محطة لنضاله الجديد، فكان يتنقل بين البيوت السرية وبيوت الرفاق من فلاحي ريف القاسم والكفل والمدحتية، وشكلت في حينها محلية ميدانية مصغرة أخذت على عاتقها أعادة ربط الهياكل التنظيمية في ظل ظروف صعبة لم تمر بها البلاد من قبل، ولم يشهد لها التاريخ مثيلا.
كان أبو عبيس يتنقل بين المدن الفراتية متنكرا بأزياء مختلفة فتارة افنديا حليق اللحية والشارب، وأخرى فلاحا يرتدي ملابس بسطاء الفلاحين، أو عاملا يرتدي ملابس العمل التي تبعد عنه الأنظار، فتراه صباحا في مساطر العمال بحثا عن رفيق أو بناء على موعد، وتارة يحمل المسحاة كأنه أجير للعمل في الحدائق، وقد تمكنت محلية بابل من تنظيم اتصالها بقيادة الحزب الميدانية واستلام التعليمات وإرسال التقارير عن سير العمل وما تتطلبه طبيعة التنظيم.
أستطاع الرفاق مد الجسور مع تنظيمات المحافظات الأخرى وربطها بالمركز، ويبدو أن هناك خرقاً أمنياً كان وراء ما يحدث من اعتقالات فقد تمكنت المخابرات الصدامية من شراء البعض من أصحاب الضمائر الميتة ممن باعوا أنفسهم للسلطة، وتمكنت من ألقاء القبض على بعض الرفاق في أماكن مختلفة، دون أن تتمكن من كشف الخلايا الأخرى بسبب طبيعة التنظيم السري الذي أخذ أشكالاً جديدة بعيدا عن الأساليب القديمة ، وأعتمد الاتصال الفردي وخيطية الخلايا لذلك ما أن تلقي السلطة القبض على مجموعة حتى تكون المجموعات الأخرى بمنأى عن الاعتقال لعدم وجود ارتباط تنظيمي بين الهيآت المختلفة وانحصار الأمر بالقيادة العليا البعيدة عن الاختراق والموثوق بصلابتها وعدم انهيارها في أقسى الظروف، وبذلك تمكن الحزب من الحفاظ على وجوده الدائم وعمل منظماته دون الخشية من إنهائها رغم الضربات الموجعة التي وجهت إلى التنظيم وإلقاء القبض على قياداته التي فضلت الموت على الهزيمة وقاومت السلطة حتى النفس الأخير، وفي حالة إلقاء القبض عليها يكون صمودها مفخرة للشيوعيين العراقيين، ولم تتمكن السلطة رغم إمكانياتها العالية من إنهاء الركائز المختلفة الموزعة على المحافظات بسبب الطرق التنظيمية المبتكرة التي لجأ إليها الرفاق الذين تفوقوا بعقلياتهم المبدعة على كل ألاعيب السلطة وخبراتها الكبيرة في القضاء على المعارضين.
ففي نيسان 1982 كان الشهيد أبو عبيس في منطقة الكفل بناء على موعد اجتماع مسبق لأحدى الهيآت، وفيما هم جالسون في صحن الدار، طرقت الباب من قبل الشرطة بحثا عن جندي هارب - كما قيل - والظاهر أنهم أخطؤوا في الباب المطلوب، وعندما فتح صاحب الدار الباب فوجئ بمجموعة من الشرطة والبعثيين.
وكان الرفاق الجالسون ينظرون فشاهدوا المفوض شاهرا السلاح فطلبوا من (أبو عبيس) مغادرة المنزل إلا أنه رفض وترك رفاقه عرضة للاعتقال فالقائد يجب أن يكون أسوة حسنة لرفاقه، فأشهر مسدسه الذي يحمله بشكل دائم تحسبا لمثل هذه المواقف، وفي هذه اللحظة أصبح الشرطة داخل صحن الدار، فشاهد المفوض (أبو عبيس) وبيده المسدس فأطلق عليه النار إلا أن الشهيد البطل عاجله بأطلاقة أردته قتيلا وأصيب الشهيد بأطلاقة غادرة في صدره، وقد تمكن رفاقه من الهروب بعد أن أمن لهم طريق الانسحاب بتصديه للمهاجمين وأشغالهم عن متابعتهم، ثم تحامل على نفسه رغم الألم وشدة النزف، وتسلل إلى خارج الدار زاحفا لمسافة طويلة في أحراش الحنطة .
ولكثرة ما نزف من دماء لم يتمكن من مواصلة التقدم بالسرعة العادية، وقامت الشرطة بالاتصال بقيادتهم لإرسال تعزيزات لمتابعة الهاربين ، فطوقت المنطقة من جميع الجهات وكان عتاده قد نفد عند تصديه للمهاجمين فالقي القبض عليه ونقل إلى مستشفى الحلة بصورة فورية لمعالجته بعد أن وصلتهم التعليمات بضرورة إنقاذه مهما كان الثمن بغية الحصول على معلومات تعينهم في القبض على القيادات الحزبية وعناصر التنظيم وقد طلب الشهيد من الدكتور الذي يعالجه عدم الاهتمام بإنقاذه لأن السلطة لابد لها من إعدامه(وأنه يريد أن يبقى شريفا) وقد أستشهد بين أيدي القتلة والجلادين من جلاوزة السلطة يوم 28 نيسان في مولد الفأر المدحور صدام حسين وقد ذكر أحد الرفاق أن رفاقه قد أعدوا خطة لاختطافه من المستشفى إلا أن الأمر لم ينفذ بعد أن علموا بأنه قد فارق الحياة.
وبذلك انطوت صفحة لامعة من صفحات النضال البطولي لشهيد الحزب الشيوعي والحركة العمالية، ولكن فات هؤلاء الموتورين أن الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس، فهاهي الرايات الشيوعية التي أستشهد تحت لوائها الألوف ترفرف خفاقة في سماء العراق، وهاهم البعثيون مشردين في بقاع الأرض يبحثون عن جحر يؤويهم لجرائمهم البشعة بحق الإنسانية، وما جنته أيديهم بحق أبناء الرافدين.
الخزي والعار للقتلة السفاكين، والنصر المؤزر للشيوعيين العراقيين أحفاد فهد وسلام عادل والعبلي والحيدري وغيرهم من الميامين النجب الذين ما زالوا شموعا تضيء سماء العراق، وما زال حزبهم العتيد يناضل لبناء وطن حر وشعب سعيد، وستشرق الشمس في سماء العراق وأن طال الزمن وبعدت المسافات، وألف تحية لشهداء العقيدة، شهداء النضال والدرب الطويل في عيدهم الكبير، فهاهم شهداء الحزب الشيوعي حمامات سلام تحلق في سماء العراق، تغرد بنشيدها الأزلي"سنمضي سنمضي إلى ما نريد ونبني عراقا جديدا سعيد.