اعمدة طريق الشعب

وَثائِقُ بَنَما العِراقِيَّةُ! / يوسف أبو الفوز

تواصلت الضحكات عالية، بعد نهاية تقرير تلفزيوني عن فضيحة ما سمي ب»وثائق بنما»، اذ قالت زوجتي : اعتقد بالنسبة للفاسدين في العراق، يمكن نحتاج قناة بنما نفسها لطمر وثائق فسادهم وفضائحهم.
وبشكل مباغت التفت صديقي الصدوق أَبُوسُكينة، الى أبي جَلِيل وسأله بجدية:
ــ بروح موتاك، من فلوس التقاعد مالتك ما ضام لك هناك مليون لو مليونين دولار بدون ضرايب؟يعني اكو احتمال اسمك يكون موجود بالقوائم التي ما انكشفت بعد؟
تركت الجميع منشغلين مع أَبُوسُكينة وقفشاته مع أَبُو جَلِيل، وانشغلت مع جَلِيل في تبادل الافكار حول تطورات الامور في البلاد. كنا متفقين على ان الانتصارت العسكرية الميدانية التي تحققت ضد قوى الارهاب، ستساهم برفع معنويات الناس، ولكن عموم الاوضاع لا تزال صعبة،خصوصا مع البطء في تنفيذ عملية الاصلاح التي تواصل حركة الاحتجاج السلمي المطالبة بإنجازها. اتفقنا بأن هذا البطء يمكن ان ينعكس سلبا على مجمل الاوضاع، فالكتل السياسية ذات النفوذ، صار مفهوما بشكل جيد انها لا تريد التنازل عن مكاسبها، بل وتحاول الالتفاف، بطرق مختلفة، لاجل عرقلة اي عملية إصلاح حقيقي.
سُكينة الجالسة قريبا منا، قالت بصوت عال سمعه الجميع: تابعت كل حديثكما، واود ان اضيف ان هناك قوى عديدة داخلية واقليمية متحفظة وغير راغبة بالاصلاح، الا ترون أنها ــ شاءت أم أَبت ــ تتفق في موقفها هذا مع موقف أعداء العملية السياسية في البلاد، واقصد موقف الاطراف التي انخرطت في اعمال اجرامية ضد أبناء شعبنا العراقي؟
لم يعلق احد منا بشيء، فما قالته سُكينة اصبح حقيقة يمكن تلمسها كل يوم، فالاصلاح اذا طبق بالشكل الذي ترغب به الجماهير، بمساندة القوى الوطنية المخلصة والمدنية، سيشكل ضربة موجعة لمصالح وطموحات الكثيرين، افرادا وجماعات، داخل العملية السياسية وخارجها.
عندها التفتنا كلنا صوب أَبُوسُكينة الذي سعل منبها لرغبته بالكلام : وهل تعتقدون ان الفاسدين في بلادنا يرغبون بالاصلاح حقا ويتركون كل هذه الفرص للنهب والانتفاع على حساب الشعب؟ أن حراميتنا لا يحتاجون للذهاب الى بنما لإخفاء ما ينهبونه منا، انهم اصلف واوقح حرامية فاسدين بالعالم، يقتلون الميت ويمشون بجنازته، يسرقون وينهبون وعينك عينك يظهرون على شاشات التلفزيون يطالبون بالاصلاح، .. على مقاساتهم طبعا !