المنطق وقت الأزمات / عيسى مسلم جاسم

الغني والفقير، افراد وحكومات في ارجاء المعمورة، يمرون بازمات، ويكتوون بنارها، ثم يستعيدون عافيتهم بعد دفع غالي الاثمان، جراحا ونكبات، ضحايا وويلات. يقيناً لن تزول محنتهم ويتجاوزوها برفع الأكف الى السماء وكيل الابتهالات والدعوات فقط، بل بالتلاحم والعمل الجاد المثمر. وبهذا يتجاوزون الملمات ويعبرون المسافات وبوقفة واحدة، وهي مهمة تضامنية جماعية تنهض بها الجماهير الشعبية والحكومات.
ان بلادي ارض السواد، بلاد الرافدين الميسورة جدا، جديرة ان تكون نائية عن الازمات، لأنها بلاد نفط وحديد وخزائن مقفلة من المعادن، وتتوفر فيها شروط النهوض بالثروة الاقتصادية صناعياً وزراعياً.
في بلادي نستورد كل شيء. نستورد المحاصيل الزراعية وأرضنا خصبة معطاء. بيت القصيد وأس البلاء، اننا نستورد النفط ومشتقاته والغاز وتقنياته. ومع شروط البنك الدولي حصلت زيادة في الاسعار، سيما أسعار مشتقات النفط، وحتى في ظل انخفاض أسعار النفط عالمياً بقيت الأسعار على زيادتها.
راشد بائع قناني الغاز، أثير لدينا، ونحن مواظبين على التعامل معه لأنه يخدمنا، ولا نستبدل قنانينا إلا لديه، نعاتبه احياناً لعدم امتلاء البعض من القناني فيقول: «وزن القنينة كاملة ممتلئة 35 كيلوغراما، وسعرها ربما نصف السعر الحالي، وتحت يافطة التقشف والغلاء وزيادة الضرائب على المواطن اصبح وزن القنينة يتراوح بين 15و 18 كيلوغراما».
عجب.. عجب.. الحكومة تسلب المواطن مرتين، اولا بالغلاء الذي وصل من دون ازمات الى (7000) آلاف دينار للقنينة الواحدة، وثانيا بتقليل كمية الغاز إلى أدنى من النصف.