أمل يتجدد !/ محمد عبد الرحمن

بعد ايام قلائل نودع سنة 2016 ونستقبل عاما جديدا، وترحيبا به تتعدد الامنيات وتتكاثر والكل يريد ان يرى في 2017 شيئا اخر مختلفا عما عاشه او اجبر واضطر إلى ان يتحمله في 2016 .
وهروبا الى امام فان اناسا كثرا ، وربما شعوبا مبتلية بامور عدة ، منها ظلم حكامها يحملون السنين قساوة ما يعانون وما يواجهون ، ويشعرون ان لا حول ولا قوة لهم .
ولعل من الواجب الاشارة اليه ان السنين محايدة امام الجميع ،وهي لا تضيف عبئا على احد ، والدليل ان شعوبا ودولا عدة تعتبر من بين اسعد شعوب ودول العالم ، فيما اخرى تعيش في ظروف قاسية لدرجة ان اوضاعها لا تليق بحياة البشر فتفتك بهم الحروب والامراض والجهل والفقر ، انها حقا شعوبا تعيش خارج الزمن وسيان لها ان ذهبث سنة 2016 وجاءت 2017.
فمن الجلي انه لاتوجد سنة خير واخرى تحمل الشر والبؤس ،ربما استثناء ما يحصل في الكوارث الطبيعية وهو خارج ارادة ومشيئة الناس ،اما ما تبقى فالامرمتروك للناس ذاتها ان تبني سعادتها ومستقبلها كما تريد وتشتهي هي .
ومن المؤكد ان الوصول الى هذا ليس بالامر السهل ، فهو احيانا يبدووكأنه السهل الممتنع ، حيث الرغبة هنا لا تفعل فعلها لوحدها ، انما تقترن باشياء اخرى عديدة ومنها التمكن من الوسائل والادوات المفضية الى تحقيق الهدف والغاية المبتغاة .
فليس من المعقول ، ولا حتى المقبول ان تكون السنون شماعة تعلق عليها الاثام والخطايا والموبقات وسوءات البشر ، فهم، وخصوصا ، من يديرشؤون البلاد والعباد ، من يتوجب ان توجه إليه اصابع التقصير والنقوص ، ومسببات الكوارث والمآسي والنكبات .
فاي ذنب مثلا تحمل سنة 2014 التي شهدت تمددا لداعش في اراضي وطننا ، فهل الذنب عليها أم على من كان يسوس قضايا الوطن والمواطنين وسمح لهؤلاء الاوباش ان يقترفوا ما طاب لهم من الجرائم التي سيبقى يندى لها جبين هؤلاء الحكام والساسة ، مهما تقادمت السنون ؟ .
الزمن كان ولا يزال صديقا ودودا للانسان ، وما على الاخير الا ان يحسن الصنع والتدبير والتصرف السوي ، وبخلاف ذلك فلا نهاية لمسلسل المآسي ، ولاسيما اذا وجد من يضيق ذرعا باي تقدم يحرز لصالحه ، بل هو يسعى إلى ايقاف عقارب الزمن وصولا الى غاياته في الحاق المزيد من الاذى ببني جلدته.
في سنة 2017 يتجدد الامل وتكبر مساحة التفاؤل في عراقنا الحبيب المبتلى ، ولكن بالقطع لن يتحقق ما يريده العراقيون تلقائيا ، ومن دون فعل مؤثر يفضي الى التغيير الذي تمس الحاجة له . فلتحمل لنا 2017 ارهاصات التغيير في عراقنا القابض على الجمر .