اجراءات ملموسة.. بدل المناشدة !/ محمد عبد الرحمن

وجه رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، في الاونة الاخيرة ، رسائل الى جهة او جهات معينة ، وكرر ذلك في اكثر من مؤتمر او ايجاز صحفي اعتاد ان يعقده يوم الثلاثاء من كل اسبوع .
العبادي حذر من ترويع المواطنين لاهداف ومرام سياسية ، وعدّ اختطاف افراح شوقي فعلا سياسيا- جنائيا ، ونصح من يريد التخلص منه ان يتوجه الى البرلمان لا ان يوجه السيارات المفخخة الى المواطنين بهدف ارعابهم واظهاره وكأنه بلا حول ولا قوة. ودعا الجهات ذاتها ، وهي على حد قوله تمتلك اجهزة ومعلومات، الى ضبط منتسبيها ، وكان الحديث يدورعن الخطف بهدف الحصول على الاموال او لحماية الفساد والفاسدين ، وعن الجريمة المنظمة ، طالبا من هذه الجهات التعاون مع الاجهزة الامنية بدل طعنها من الخلف وهي تخوض معركة شرسة ضد الارهاب .
ولا ادري ان كان الملثمون الذين فرقوا المواطنين بالقوة في ساحة التحرير ، او الذين دخلوا الى مدرسة في البصرة او في غيرها العديد من الافعال المشابهة، ينتمون الى تلك الجهات التي ناشدها السيد العبادي التعاون مع الدولة ومؤسساتها ، والامنية منها على وجه الخصوص !
كسر بجمع يبدو في احاديث السيد رئيس الوزراء ان هناك جهة او جهات مارقة على الدولة، وليس لاحد دالة عليها الا أولي امرها ،الداخليين او الخارجيين ، فهي تفعل ما يحلو لها ويطيب، ضاربة هيبة الدولة عرض الحائط ، وما من سبيل الا مناشدتها ودعوتها الى التعاون والى ان تأخذ بنظر الاعتبار الظرف الحساس الذي يمر به البلد ومعركته الضارية ضد داعش والارهاب عموما .
ومن احاديث السيد العبادي يتبين ان هذه الجهات او الجهة معروفة له ، ومعروفة امكانياتها وقدراتها وما تنوي القيام به او ما قد قامت به حتى الان . ومن المؤكد ، والمصدر هو العبادي دوما ، ان هذه الجهات تمارس السياسة وهي قريبة من السلطة او هي من عناصر السلطة ، ولكنها تلعب « خشن» وتحرج الجميع بمن فيهم رئيس الوزراء .
ومن المؤكد ان ما قاله وسيقوله السيد رئيس الوزراء ليس بالأمر غير المعروف للمواطنين ، بل ربما معروف حتى اسم هذه الجهة او تلك ، التي يصر السيد العبادي على عدم الاشارة اليها بالاسم وهوالعارف بكل التفاصيل عنها .
لم تعد هناك غرابة في ما يحصل ، لكن المشكلة ان الدكتور العبادي يكرر المناشدة وهو المسؤول التنفيذي الاول ، والقائد العام للقوات المسلحة . والغريب انه عندما يتقدم المواطنون للدعم والاسناد باشكال مختلفة ، تتبرم الاجهزة المعنية، او لنقل بعض عناصرها ، ولا تسمح للفعل ان ياخذ مداه ، وكأنها مصابة بحساسية مفرطة من كلمات « خيم « و « اعتصام « .
ان القناعة كبيرة بان ردع ما تقوم به بعض هذه الجهات التي لم يسمّها السيد العبادي ، لا يحصل بالمناشدة والدعوة وحسن الموعظة. فهي تعرف جيدا ما تقوم به وعلى الاقل اولي الامر فيها. بل تبرز الحاجة ماسة الى الاقدام على مجموعة افعال ، منها وفي المقدمة تحويل شعار « حصر السلاح بيد الدولة « الى واقع فعلي وعملي ، وان تكون الدولة حقا هي المسؤولة عن امن وحماية المواطنين ، كذلك التشجيع ، عبر مختلف الوسائل ،على ان تاخذ حركة الاصلاح والتغيير مداها الفعلي ، افقيا وعموديا