اعمدة طريق الشعب

فلسفة أم عشوائية.. موسم ومواسم كروية ؟ / حسين الذكر

عكس تيارات العالم ، بلا شبيه لنا حتى في الدول التي تعد اسوأ من ظروفنا كسوريا واليمن وليبيا ... واشقاء واصدقاء اخرين .. انتهى الدوري عندهم منذ حين ، بعد ان صدرت المناهج وفقا لرؤية واضحة تاخذ بنظر الاعتبار الموسم كله والذي بعده وظروف البلد الداخلية والخارجية، وقد كانت تجارب ناجحة وعدت بامتياز ، في ظل قهر واجواء يصعب التكهن بها ، بمجرد لعب الكرة الشعبية ، فضلا عن اقامة مواسم كروية ودوريات قائمة، تعد منتخبات قوية ومستويات فنية لا يستهان بها .
في العراق للاسف الشديد ، ما زال الاخوة في اتحاد كرة القدم لا يفيدون من التجارب الماضية برغم خدمتهم الطويلة في الملاعب العراقية ومضى وقت ليس قليل وهم يتصدون إلى قيادة الملف الكروي، مما ابعد فرضية حداثة التجربة وقلة الخبرة والتجربة ، مما جعل بقاء الدوري الكروي بهذه الصورة ولهذا الوقت المتأخر يبدو انها ظاهرة سيئة ستنعكس على الواقع الكروي بصورة اوضح اكثر مما هو فيه ويعانيه ، بعد ان دخلنا قمة الصيف والحر ، وانتهت دوريات العالم اجمع ، فيما مازال لاعبونا حائرين ومدربونا تائهين ، بكيفية انهاء الموسم ، فيما الاندية في حيرة اشد على الموسم الحالي والمقبل ولاعبيها وتعاقداتها وجماهيرها وكل بنود اللعبة المفترضة ، خاصة في ما يتعلق بالتصاريح التي على ما يبدو سوف لن تقدم و لن تؤخر شيئا على واقعنا التوافقي الترقيعي ..
بعيدا عن البكاء على الاطلال والحديث عن ماض لا يعود وواقع صعب التغيير ، قال لي قبل شهرين تقريبا الاستاذ باسم جمال ، بانه بعد اختياره ضمن لجنة الخبراء نسب كمساعد للجنة المسابقات ، ووضع خطة بالتعاون مع الاتحاد ، يعتقد انها واقعية وتتماشى مع ظرف الموسم الحالي والمقبل والذي بعده ، يمكن ان تزيح عن تفكيرنا الكثير من اشكالات وتقاطعات وتداعيات مراحل سابقة ، حيث عمل مع اللجنة والاتحاد على رسم ما قال عنه خطة استراتيجية تعمل على مراحل يكون الموسم المقبل فيها (24) فريقا بمجموعتين ، ثم تحسم بمربع ذهبي ، لتحديد البطل ووصيفه وتنزل من كل مجموعة اربع فرق الى الدرجة الاولى ، ليكون الموسم الذي بعده بستة عشر فريق وهذا هو الرقم المثالي المناسب للكرة العراقية .
قطعا ان التجارب الماضية ، لم ترسخ الثقة بين المؤسسة الكروية والاعلام والاندية والجماهير نتيجة التراجعات عن قراراتهم ، السابقة والعودة الى اخطاء عديدة يمكن تاشيرها بسهولة ، لكن نتمنى هذه المرة ان يكون الاخوة في الاتحاد ، قد ارسوا معالم خطة استراتيجية تعتمد على التحقق على ارض الواقع ، من خلال مواسم قادمة تاخذ مصلحة الكرة العراقية عامة ، بعيدا عن المصالح الانتخابية والشخصية والنادوية التي دمرت كرتنا واخرتنا إلى ما نحن فيه . فقد آن أوان التخلي عن السلوكيات الماضية والتطلع الى الامام كقيادات رياضية مسؤولة عن تصحيح المسار الكروي ، الذي طالبنا ونادينا به منذ سنوات طويلة .. امنيات ودعوات بان يتمكن الاتحاديون من تحقيق هذا البرنامج والارتقاء بواقعنا الكروي لما نطمح اليه حقا وفعلا وبما يتناسب مع تاريخنا وامكاناتنا .. والله ولي التوفيق .