ايها المتنفذون ..انتم المسؤولون !/ محمد عبد الرحمن

تعددت الوسائل التي يحاول المتنفذون استخدامها لتابيد سلطتهم وادامتها وتنفيذ وعد بعضهم بالتمسك بها مهما كلف ذلك . والامر سيان بالنسبة الى هؤلاء ، سواء احتلت داعش ثلث اراضينا ، ام ارتفع خط الفقر الى 30 في المائة ، وتفشت البطالة حتى بين الخريجين لتصل رقما قياسيا ، ويعجز عدد متزايد من المواطنين حتى عن تأمين ثمن الدواء ، ويترافق ذلك مع انهيار نظام الخدمات الصحية والتعليمية .
ومن المؤكد ان جماعة التمسك بالسلطة غير معنيين بانتشار المخدرات بين الشباب ، اليس الفساد الذي ساهموا فيه وشجعوا عليه احد اسباب انتشار هذه الظاهرة المخيفة التي بدأت تزحف الى كل مدن بلدنا ؟! فاحد المسؤولين الحكوميين يقول كان العراق سابقا ممرا لهذه المخدرات والان اصبح مستهلكا لها ، من المسؤول عن ذلك ؟ من المؤكد ان الشباب المدني ليس مسؤولا عن ذلك ، وهو الذي يقود حملات التوعية بالضد منها والتحذير من مخاطرها بعكس من يفتح الحدود لها( وهي جهات متعددة) لتدخل بسلام وامان لتصل الى ايدي المساكين ، ضحايا الضياع والاغتراب والفقر والعوز والتشاؤم من المستقبل وانسداد الافق . ومرة ثانية ان كل عناوين هذه الظواهر لا تمت بصلة الى التيار المدني وشبابه ، الصادق في توجهه والمحارب للفساد ولمحاصصتهم التي وفرت الغطاء للفاشلين والفاسدين ليمضوا في تنفيذ جرائمهم بحق شعبنا ووطننا . ألم يدخل الشاب المدني المعتقلات وقت الحكومة السابقة والحالية ويتم اختطافهم وتعذيبهم ، ومن الثابت ان لا تهمة فساد او تعاطي مخدرات ، او تصرف غير سوي ، وجهة اليهم ، بل كان الضغط وتحت التعذيب والويل والثبور لانتزاع تعهدات بان لا يستمروا في مشاركة ابناء شعبهم في حملة مكافحة الفاسدين والخلاص من المحاصصة ومطالبتهم بالاصلاح والتغيير .
فالمسؤول الاول والاخير عن حالة ضياع عدد متزايد من شبابنا ، بل وحتى انتشار حالات الانتحار بين صفوفهم التي تزايدت مؤخرا ، هو من اوصل بلدنا الى هذه الحالة وهم على وجه التحديد وبوضوح تام من امسك بالسلطة ويصر حتى اللحظة على عدم إعطائها ملوحا بسلاحه . ولا تنفع هنا اثارة العواطف الدينية في التغطية على هذه المسؤولية ، اواللجوء الى استخدام مفردات ورموز موضوع اعتزاز وتقدير ، مثل الاشارة الى الملحمة الحسينية ، فاين انتم ايها الفاسدون والفاشلون من مأثرة الامام الحسين ( ع ) ، فانتم لا تمتون الى قيم الحسين بشيء وانتم الغارقون حتى فروة رؤوسكم في ملذات الدنيا وجمع المال السحت ، و تفضيل مصالحكم الخاصة على مصلحة الوطن والشعب ، واعتماد المحاصصة التي فرقت الصفوف وحفرت الاخاديد بين اطياف مجتمعنا ، وشجعتم النعرات العنصرية والطائفية ، وايقظتم « الفتنة « التي كانت نائمة ، فمثل هكذا سلوك لا علاقة له من بعيد او قريب بالامام الشهيد الثائر.
من المفرح ان اعداد متزايدة من ابناء شعبنا اخذت تدرك زيف ما يقوله المتنفذون بما في ذلك الاسئلة من قبيل لماذا الترويج الان لهذه الاتهامات الجاهزة والمستلة من ازمان اكل الدهر عليها وشرب، من « الميوعة « الى الالحاد» ، ولماذا هذه الهرولة من بعضهم للملمة اوراقه ، واعادة تبييض وجوه البعض التي اسودت بل تفحمت وعلى ان يتم ذلك قبل الانتخابات؟ .
ومن المؤكد ان ذلك لن ينفع كثيرا ، ولن ينفع ايضا فرض دكتاتورية المتنفذين عبر قانون انتخابي جائر ، فهذه ،وامثالها ، كما بينت التجربة لن تبني دولة مستقرة ، بل قد لن تبقيها موحدة . وتبقى الكلمة الفصل للشعب ليقولها في الوقت المناسب .