الخبل / عريان السيد خلف

كان زورقه مسرعاً...
وكانت خواطره الأشرعة
تعلَّمَ..
ان لا يخاف الرياح مشاكسة الطبع
أم وادعه
تَرَجَل يوماً بأرضِ النساءْ
وفي راحتيه حبوب وماءْ
وفي حلقِهِ آهة جائعةْ
رمى الحَبَّ فوق التراب
وأسقط من مائِه قطرةً.. ثم غابْ..
كان يشعل في حزنه
كأسه الثالثة
حين قالت له: هل تنام؟
مهدجةً صوتها نبرة لاهثةْ
تَوَسَدَ احزانه كلها
وأيامه كلها..
ولما أفاقَ.. رأى انها كانت الكارثةْ
تذكّر يوماً
حبيباته واحدةً واحدة
قصائده.. واحدةً واحدة
وكانت تلف أصابعه بعضها
تعِدُّ
وتبدأ إذ تنتهي عائده
أحسَّ بشيءٍ من الجهد
شيءٍ من البردِ
وحين انتهى..
لم يجد في يديه..
سوى جمرةٍ باردة..
كان مكتئباً عَطِشاً
للغناءْ
رطب الدمع خاطرهُ
فأمسك خافقهُ في يَدَيهِ
وغنى... لا تنهروا المتيّم لو شكى حاله
في حبهم حالتي ما مثلها حاله
بستان زاه حياتي والمحب حاله
أجرد شجر ما بِه..
طير غَرِد غَنى
عاد زورقه متعباً
جَرَفَتْه الرياحُ
لارض النساء
قهقهت واحدة
واستدارت لبركتِها راجعهْ
قالت الثانية:
سوف تعصفُ به
تلكم الزوبعة
قالت الثالثة:
لنسأله.. ما الذي صَدَعَهْ..؟
اوقد الجمر.. في مقلتيه
وفك إسارَ الأسى عن يديه
وعادَ على عهده ينشر الأشرعة
خَبَل قالت الرابعهْ