ادب وفن

أنا ونامق سبنسر.. رواية جديدة لـشاكر الانباري

كوبنهاكن: مزهر بن مدلول
في مساء يوم الجمعة 27/ 3/ 2015 وبمبادرة من تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك، ضيف نادي الكتاب والسينما التابع له، الروائي العراقي شاكر الانباري في امسية للحديث عن روايته الجديدة، التي تحمل عنوان (أنا ونامق سبنسر)، والتي صدرت عن منشورات الجمل في عام 2014، والرواية هي التاسعة للكاتب شاكر الانباري بالاضافة الى المجاميع القصصية الكثيرة والكتب والدراسات التي تتناول الميدان الثقافي العراقي بحقوله المتنوعة.
قدّم للامسية التي حظهرها عدد من المهتمين بالشأن الثقافي العراقي والادب القصصي والروائي بشكل خاص، الاستاد الكاتب حسين السكَاف، مستعرضا سيرة الانباري الابداعية الغزيرة، أما عن رواية (أنا ونامق سبنسر) فقال السكَاف: بأنها عمل يصوّر المنفى العراقي خارج وداخل العراق، فالروح المعذبة التي تستنشق رائحة البارود واللحم البشري المشوي على نار المفخخات، ماهي الاّ روح منفية خارج اطار الزمن الانساني، هذه الروح ترصدها تفاصيل الرواية في بلد يحترق بنار مازالت مشتعلة الى الان.
ثم تحدث الانباري عن الظروف التي نبعت منها فكرة كتابته للرواية، حيث طفحت الفكرة عندما عاد الى الوطن في عام 2010 وعاش في منطقة الدورة ببغداد، ويقول الكاتب: كانت ايام حارة من ذلك الصيف، وانقطاع التيار الكهربائي يزيد من قيظها ومعاناتها، مما دفعني لأن اتذكر كوبنهاكن واولئك الاشخاص الذين عانوا من الغربة في المنفى، والظروف الاسرية الصعبة التي مروا بها، وتذكرت الايام الاولى في المنفى حيث الهجرة الجماعية للعراقيين، التي وصلت ذروتها عندما اشتعلت الحرب بين العراق وايران، كل تلك الاسباب كانت الدافع الاساسي لكتابة (أنا ونامق سبنسر).
اما الناقد هاشم مطر، فقد اعتبر الرواية عملا مكينا واحترافيا ناجحا بما قدمته من لغة جميلة ومتحررة من القيود وسرد تخيلي صاحبَ تفاصيلها بشكل عام، وذلك من خلال سيرة ذاتية عبّرت عن مقدار ما عاناه ويعانيه العراقيون سوى في داخل الوطن او خارجه، كما اشاد الروائي سلام ابراهيم برواية (انا ونامق سبنسر) قائلا: انها عمل متميز من اعمال شاكر الانباري الذي عودنا ان ينقل الصورة الحقيقة لروح العراقي التائهة في بلد يتشظى ويتفتت كما ارادوا له ان يكون، وابدتْ القاصة بهار رضا اعجابها بهذا المنجز، قائلة: انّ الاحداث لامست روحي واستفزت مشاعري فهي تعكس الشعور العالي للعراقيين بالفقدان، اما الاستاذ جاسم الحلوائي، فقد اثنى على ماتحمله الرواية من رسالة سياسية وانسانية، هذه الرسالة التي تتلخص في اهمية توفير الامن والاستقرار في بلد الانسان الذي ولد فيه وترعر في كنفه، كشرط لمتابعة حياته بشكل اعتيادي.
وبعد استراحة قصيرة، علق الكاتب على الاسئلة والاستفسارات والمداخلات التي شارك في اثارتها عدد غير قليل من المثقفين، فساد الحوار الادبي والمعرفي النوعي والمتميز، مما منح الامسية المزيد من المتعة والحيوية، وفي ختام الامسية، قدّم نادي الكتاب والسينما باقة ورد للروائي شاكر الانباري متمنين له المزيد من العطاء والابداع.