اختتام فعاليات ملتقى الرواية الثاني في البصرة

«طريق الشعب»
تحت شعار "الرواية العراقية آفاق تتجدد"، انطلقت يوم الجمعة الماضي فعاليات "ملتقى الرواية الثاني - دورة فؤاد التكرلي"، التي نظمها "اتحاد الأدباء والكتاب - فرع البصرة"، بدعم من وزارة الثقافة ، والسياحة والآثار، ومجلس محافظة البصرة، وبالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. واستمر الملتقى لمدة يومين 2و3/10/2015.
وكان في استقبال المشاركين لدى وصولهم الى محافظة البصرة عدد من السادة أعضاء اللجنة التحضيرية للملتقى وهم: كريم جخيور- رئيس اتحاد أدباء البصرة، وباسم الشريف وعبدالسادة البصري وعلي الامارة وواثق غازي وحبيب السامر ود. محمد الأسدي ومؤيد حنون، اضافة الى جمع من أدباء وكتاب ومثقفي البصرة.
وقال كريم جخيور- رئيس الاتحاد: إن فعاليات الملتقى لهذا العام تشمل قراءة بحوث ودراسات نقدية حول المنجز الروائي في البصرة، وذلك بمشاركة أكثر من "60" شخصية روائية وأدبية حضرت من مختلف محافظات العراق للمشاركة في المؤتمر، من المحافظات العراقية كافة باستثناء إقليم كردستان والمحافظات الساخنة أمنيا.
وبيّن جخيور انه "رغم كل الظروف المالية والأمنية الصعبة التي يمر بها بلدنا، فأننا استطعنا أن نكمل استعداداتنا لاقامة هذا الملتقى احتفاء منا بالحياة، ولأننا نريد أن نرسل رسالة الى العالم تفيد بأن البصرة ليست برميل نفط، بل مدينة ثقافة وأدب وفن".
وأضاف انه بدعم مادي ومعنوي من وزارة الثقافة أكملت الهيأة الإدارية في اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة استعداداتها لإقامة ملتقى الرواية الثاني وذلك بعد جهود حثيثة بذلتها الهيأة الإدارية واللجنة الثقافية لأكثر من سبعة أشهر في التحضير للملتقى.
واستطرد جخيور قائلا: يشارك في الملتقى 60روائياً وناقداً وشخصيات ثقافية عراقية على مدى يومين، ويتضمن الملتقى جلسات وبحوثا نقدية وشهادات روائية، بمعدل جلستين يوميا، صباحية ومسائية ومن أربعة محاور، وعرض فيلم مع افتتاح معرض فوتوغرافي وفي الختام ستوزع شهادات تقديرية للكتاب والروائيين".
وأضاف ان هناك مقترحا يطرح خلال الملتقى بإقامة مسابقة كل سنتين للرواية العراقية وتشكيل أمانة خاصة لها وفي حال وجود الدعم الكافي لها فإنها ستعلن في ختام الملتقى الذي يستمر يومين.
من جانبه قال رئيس نادي السرد في بغداد محمد علوان ان أي حراك ثقافي يقام في الوقت الحالي يراد منه إعادة الحياة لوطن على وشك الموت ولكنه حي ويحيى بهذه النشاطات الثقافية التي تقام في المحافظات العراقية كافة وتحتضن بكل جدية.
واضاف ان احتضان محافظة البصرة هذا الملتقى تؤكد فيه أنها ما زالت شعلة الثقافة العراقية منذ عشرات السنين ومازالت تحتفظ بنهج السياب ومحمود البريكان وغيرها من الأسماء الأدبية الأخرى التي لها وزنها في الثقافة العراقية.
الشاعر كاظم الحجاج صرح بأن ما يحتاجه الأدب العراقي هو أعادة تأسيس من نقطة الصفر ابتداء من الشعر والرواية والقصص حتى المناهج الدراسية.
وفيما يتعلق بإقامة الملتقى بيّن الحجاج انه يعتبر نوعا من أنواع النجاح والتحدي في البصرة والعراق بصورة عامة في ظل ما يعيشه العراق من ظروف أمنية ودموية عكرت صفو الحياة الثقافية في العراق.
وقال عضو اللجنة التحضيرية لملتقى الرواية باسم الشريف ان فعاليات اليوم الثاني للملتقى تضمنت محورا نقديا بعنوان التمثلات الجديدة في الرواية العراقية مع تقديم شهادات روائية لسعد محمد رحيم وفاروق السامر وغيرهما.
واشار الشريف الى أن "ملتقى الرواية الثانية- دورة فؤاد التكرلي, أُقيم تحت عنوان "الرواية العراقية أفاق تتجدد"، ويشارك فيه أكثر من 60 روائياً وناقداً من مختلف مدن العراق.
وقال مسؤول العلاقات العامة في اتحاد أدباء البصرة الشاعر علي الإمارة: إنّ الملتقى في دورته الثانية يعزز خطوات النجاح، إذ وجهت الدعوات إلى روائيين من أغلب محافظات العراق ليدلوا بشهاداتهم عن تجاربهم في مجال الرواية والانعطافات الفنية فيها، ومختصين أكاديميين ممن كتبوا عن الرواية العراقية وصدورها نقديا عبر تحولاتها من خلال الأجيال السردية المتعاقبة". وأشار الإمارة إلى أنّ الهدف منه تكريس الفعل الثقافي العراقي من خلال انفتاحه على كلّ أشكال الأدب العراقي ومنها الرواية العراقية، وقد حملت هذه الدورة اسم الروائي الراحل فؤاد التكرلي لما له من دور رائد وفاعل في مجال الرواية العراقية، وبدورنا نثمن قيام وزارة الثقافة والسياحة والآثار بتقديم أشكال الدعم كافة لإتحاد الأدباء والكتاب في البصرة لإقامة الملتقى".
أما الناقد محمد السعيدي فقد أشار الى أن إقامة هذا الملتقى الثاني في محافظة البصرة يعتبر من النشاطات المهمة جدا لكونه من الملتقيات التي بات انعقادها أمرا نادرا جدا خصوصا بعد ان باتت الرواية أكثر الاجناس شيوعا في العالم، مبينا ان ما ينقص الرواية العراقية خصوصا والأدب الثقافي عموما هو عدم تسليط الضوء الإعلامي على الرواية والشعر وافتقار المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية الى عرض برنامج تلفزيوني يعنى بذلك.
وفي صبيحة يوم الجمعة ابتدأت على قاعة اتحاد رجال الأعمال في البصرة، جلسة افتتاح الملتقى بعزف النشيد الوطني ثم تلاوة آي من الذكر الحكيم.
وبعد كلمات قصيرة للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ألقاها الشاعر كاظم الحجاج وأخرى لاتحاد أدباء البصرة ألقاها رئيسه الشاعر كريم جخيور- تمت دعوة المشاركين لافتتاح معرض صور بعنوان "خان زمان" للشاعر والصحفي صفاء ذياب الذي بين ان الهدف من اقامة المعرض خلال الملتقى هو البحث عن الجمال في أي مكان, خصوصا ان الملتقى الذي يرعى عرضا للروايات العراقية يعتبر من الأماكن الحاضنة للجمال الأدبي.
وبين ذياب ان الصور الفوتوغرافية عبرت عن جمال شط العرب الذي بدأ يندثر بسبب النفايات والملوحة وغيرها من المشاكل التي يعانيها ، والشناشيل التي بدأت تندثر أيضا وتهدم وتحول الى أماكن للسكن العشوائي، مفضلا ان تبقى أثار تلك المعالم الحضارية بصور فوتوغرافية تعلق على الجدران تراها الأجيال القادمة.
وتضمنت أعمال الجلسة الصباحية الأولى التي ترأسها الناقد الدكتور شجاع العاني المحور النقدي: الرواية البصرية، وساهم فيها كل من الأستاذ الدكتور حسن سرحان وجميل الشبيبي وبشير حاجم ومقداد مسعود وعبد علي حسين. ثم تليت شهادتان, الاولى للروائي خضير الزيدي والثانية للروائي نصيف فلك.
وفي مساء الجمعة تواصلت فعاليات الملتقى على قاعة فندق العيون، حيث أقيمت الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ الدكتور سلمان كاصد، وكان محور الجلسة: موقع الرواية العراقية في السرد العربي- فؤاد التكرلي أنموذجا، ساهم فيه محمد رشيد السعيدي، وفي محور الرواية النسوية/ رؤى وتجارب, اشترك كل من عبدالغفار العطوي وأشواق النعيمي في قراءة فصول من بحثيهما. كما قرأ الروائي عبدالكريم العبيدي شهادة روائية بعنوان: الحلم السردي.. سياحة من الغرائبي إلى الواقعي. ثم جرت مداخلات عدة من قبل السادة الحضور. وفي صبيحة اليوم التالي السبت عقدت أعمال الجلسة الثانية من الملتقى على قاعة اتحاد رجال أعمال البصرة، وكان محورها النقدي: التقنيات السردية المجاورة في الرواية، وساهم فيها كل من: الأستاذ الدكتور باقر جاسم والأستاذ الدكتور ضياء الثامري والدكتور محمد أبو خضير والدكتور عقيل عبدالحسين وصادق ناصر الصكر، واختتمت الجلسة بمداخلات عدة من قبل السادة الحضور.
وشملت الجلسة المسائية التي أقيمت على قاعة "فندق العيون" وترأسها الدكتور طالب الشبيب القاء فصول من دراسات نقدية، كما شملت توزيع شهادات تقديرية لعدد من الباحثين والروائيين، لتختتم بعرض فني جميل أحيته فرقة الخشابة البصرية.