ادب وفن

نصوص / عبد الكريم الكاصد

خسارات
حين نعدّ الخسارات وهي لا تُحصى
يبدو النصرُ حقيقةً
حتّى في الضئيل من الأشياء
*
السفينة القادمة على بحرٍ من الدّم
سمّها ما شئتَ
إلاّ تسمية واحدةً:
"سفينة النصر"
*
ما نتوقّعهُ لا يحدثُ
وما يحدثُ لا نتوقّعهُ
منْ نحنُ إذنْ؟
*
حتّام ترى
نبقى كالأرض
صبورين على وطء الأقدام؟
*
أنت
يا من تتشدّق بالألفاظ
مهلا..!
أفمٌ هذا
أم بوقٌ تنفخهُ في الأدغال؟
*
العربات التي سقناها ذات يوم إلى الربّ
ها هي تعود
مجللة بالسواد
*
الكلّ هنا يندفعون إلى الجنّة عارين
بلا أكفانْ
وقد يقتتلون هنالك..
وسط صراخ الحوريات
*
كلّ شيءٍ يعود إلى أصله
إلاّ الحرب
لا ذاكرة ولا نسيان
لا وطنَ ولا منفى
معلقون أبداً
في فضاءٍ يمتدّ...
أسد بابل
على بعد أمتارٍ من النهر
يجلسُ أسدُ بابل
لا مصاطبَ تحيط به ولا أطفال
لا جنائنَ ولا أبراج
وحين يمرّ به الناس
ولا يلتفتون
يهزّ رأسَهُ أسفاً
مردّداً جملةً واحدةً
لا يسمعها أحدٌ
وإن سمعها لا يعيرها انتباهاً:
"أنا أسدُ بابل
أنا أسدُ بابل"
إرث
كثيراً ما تبدأ المجازر بقطرة دم
وتنتهي بقطرة دم
وحين تسأل عن الآثار
لا تجد
كأنّ كلّ ما فعلناه
وما نفعلهُ
وما سنفعلهُ
لم يكن أيتها المدينة
غيرَ جسرٍ ممدود
نعبرُهُ بين ضفتين
لنهرٍ يابس
من "صورة" الكهف
كلما جئتَ
أبصرتُ كهفاً وراءك
ماذا ستفعلُ بالكهف؟
تدخلهُ حين يفجؤك الوحشُ؟
ترسمُ فوق جدارهِ وحشاً تطاردهُ؟
وتسمّرهُ بالسهام
وما أبصرُ الآن؟
وحشٌ ترى فوق ظهرك
أم بشرٌ؟
أم ترى أنتَ ما عدتَ
غير طريدٍ
بذاك الجدار؟
دعاء من أجل إرهابيّ
أبتهلُ إلى الله
أن تعودَ إلى الكهف
بساطورك الحجريّ
وأنيابك التي لا تعرفُ الابتسامة أبداً
مشيّعاً بالصلوات والأدعيهْ
وإن شئتَ
جئنا نزفّك
وسط ابتهال الطرائد
في الاحتفال