معـراج الشــهـيد / فلاح هاشم

كان معـراجُـك للحـلم بهـياً
في ســماءٍ طازجهْ
وشــذا روحك يدري ما يريد ْ
أيها الصـاعـدُ من جـيكورَ حتى
بشــت آشــانَ على حبل الوريـد ْ
وحـدك الرائي
وعـميانُ النوايا لوثـوا حـتى الهـواءْ
وثـبـة الجهـل انكـفاءْ
ضـحكة ُالذل بكاءْ
لهـبة ُ الجـورانطـفاءْ
مالذي نفعل ُ قـل لي
في زمان تـنهـشُ الردة فيه والعـماءْ ؟
مالذي نـقـرأ في ليل المـتاه
لم يعد للعـشــق معـنى
وافـتـقـدنا
قـبلة الحـب صـلاة ً للشــفاه
هـبـط الكحلُ على الخدِّ ،
وغارت في قلوب البابليات ِآه
****
كنتَ في المعـراج لا تـملك ُالا
حفـنة َ الـتـمـر وصـدرَكْ
لم يكـن ظهـرُك جســراً
كي يطيل َالـرب ُعـمـرَكْ
لم تمد النفـط َ من جـوع المسـاكين ِ،
الى مائـدة النهـب ِ،
لكي ترفع َعـند الله أجـركْ
لم يكن بـيـتـُك دكان َفتاوى
لا ولم تـُخرج من المـنـديل قطاً
أو حمـامـه
ليرى المـخـدوع ُســحرَكْ
لم تكن تـزرع ُوهـما ًفي هـباءْ
كانت الأرضين ُأرضـاً
تحت أقـدامـك والعـلة ُعـله
وخدوش ُالصخـر لاتأكل ُصـبـرَكْ
غـيرُك الراجـف ُمن لســعة بـرد ٍ،
وتغني
عندما تأخـذ ُ من شـريانك الأبهـر ِحـبرَكْ
****
كنت َ تـدري ما تـريـدْ
مطـمئـنا ًقـلـبـُـك الجـذلان ُ إذ غـنى وغـنى
في زمان ٍكان للـمـوت على كـفـيهِ معـنى
أهـلك الـيوم ســبايا
بين تجارِ الخرافات ِوأنياب ِ البهائمْ
أهلك اليوم شــظايا
تحت أقـواس الغـمائـمْ
أهـلك اليوم بـقـايـا
وأضـاحٍ ، في حـروب التافـهـيـنْ
قـف بعـيـداً
ســمك ُالـنهـر ِ تعافى من خـدود المـيـتـيـنْ
ودمانا ضـد ّمجهولٍ تلاشـــتْ
بين شــك ٍ ويقينْ
لا تقل اني أراها
عندما نـُذبح باسـم الله ِ،
لا جـنة َ الا للـبغايا القاتـلـيـنْ
****
كلهم صـا مـوا وصـلـوا
فرشـوا الأرضَ سـجـاجـيدَ .. وداروا
ثم حـلوا في ثـياب المـتـقـيـنْ
واســتباحـوا كـل شئٍ ..وأطـلوا
من شــبابيك لحاهـم بـوجـوه الـورعينْ
وأعادوا دورة َالتســبيح ِ زورا ً
لأله ِالعالمـيـنْ
ثم لما رفـعـوا الأعـيـن َللعـرش اسـتفاقوا
بذهول ٍقارئينْ :
أقربُ الخلقِ الى اللهِ .. شــيوعي ٌ حـزينْ
****
آه كم أنت نـقي ٌ،
لم يعلمْـك الشـيوعـيون يوماً
أن تغـش اللهَ كي تملأ جيباً
طهرُ كفيك َ صلاة ٌ،
وعطاياك َعباده
يا غـنيا ً.. يا ضـميرَ الزاهدينْ
ســيلوذون بـما تـملكُ من
حـظـوة صـدق ٍوشــفاعه
ســوف يأتون حشــوداً
يوم حشــر ٍنادمينْ
وســتغـدوا مـثلما كـنت َ..شــفـوقاً
يا شــفـيعَ المـخـطـئـيـنْ
****
آه كم كـنت َودودا ً
وصـبوراً
حـين رمـمـتَ وجـوهاً
جعدتـْها نظرات ُالحاقدينْ
لم تـقـل هذا نـقـيـضي
لم تمارِ الأقربيـنْ
دينـُك الناسُ جميعاً
وألهُ الحب لا يختارُ لونا ًأو لســاناً
ويـُبـيـدُ اللآخـريـنْ
....
....
آه لوعـدت َالـينا
كم ســـتبدو مســتـريباً
مـُنكرا ًرؤية عـينيك .. غـريبا ً
في دروب ٍ ..كل ما فـيها و من فيها حزين