ادب وفن

نحو مؤتمر للتغيير والتجديد / فاضل ثامر

يتطلع ادباء العراق وكتابه الى المؤتمر الرابع للاتحاد العام العام للادباء والكتاب في العراق لكي يكون مؤتمرا للتغيير والتجديد .
وانا اضم صوتي بقوة الى هذا الطموح من اجل ان يحتل الاتحاد مكانة اقوى وارسخ في حياتنا الثقافية والسياسية والاحتماعية تمكنه من ان يلعب دوراًً اكبر في المرحلة القادمة نظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا ويواجه فيها تحديات مصيرية تهدد وجوده واستقلاله ومستقبله وتتطلب من الادباء والكتاب الارتفاع الى مستوى المسؤولية لمواجهة هذه التحديات من خلال تفعيل دورهم الوطني والاجتماعي والسياسي وعدم الاكتفاء بالنشاط الابداعي وبالمنجز الثقافي على الرغم من اهميته .
ان قضية الدفاع عن الوطن وقضية الدفاع عن الحرية والمطالب الديمقراطية والمدنية المشروعة هي متلازمة لا يمكن الفصل بين عناصرها الذاتية والموضوعية وتمثل حزمة مطالب ومسؤوليات وادوار تقع على عاتق الادباء والكتاب في المرحلة القادمة .
وكل ذلك يتطلب اعادة هيكلة هيئات الاتحاد المختلفة وبرامجه وضخ دماء شابة جديدة فيه قادرة على ان تقدم مستوى افضل واعلى من العطاء المهني والثقافي كفيلة باحداث نقلة نوعية محسوسة في مستوى عمل الاتحاد وتوجهاته العامة. واتطلع الى ان يمتلك الفائزون في المجلس المركزي القادم الديناميكية والحيوية والجدية في العمل كفريق عمل واحد لانجاز هذه المهمات وعدم ترك ذلك للمكتب التنفيذي او لعدد محدود من قيادات الاتحاد ومن خلال توزيع واضح للمسؤوليات والادوار وتنشيط كافة مفاصل الاتحاد واماناته العامة ومنتدياته ومراكزه الثقافية لتفعيل الحياة الثقافية ولتحقيق تفاعل اكبر مع المجتمع العراقي واحتضان الطاقات الادبية والنسوية الشابة التي يعول عليها كثيرا في تحقيق مثل هذا التغيير المنشود. وانا اؤيد اعتماد المزيد من مبادئ الشفافية والمكاشفة في عمل الاتحاد وتقديم كشف دوري لفعالياته وانشطته وميزانيته ومصروفات وعرضها امام الادباء لكي تكون الصورة واضحة ، والتعريف باهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد في الفضائين العربي والدولي من خلال عضويته في الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب واتحاد كتاب افريقيا واسيا وتحديد علاقة واضحة مع مؤسسات الدولة وسلطاتها الثلاث وفي المقدمة منها وزارة الثقافة والاصرار على رفع شعار اخراج وزارة الثقافة من المحاصصة الطائفية العمل على اصدار تشريعات ثقافية تحمي الادباء والكتاب وتدعم نشاطهم الادبي ومبادراتهم الثقافية وتلزم الدولة بالاضطلاع بمسؤوليتها التي حددها الدستور لرعاية وتطوير الفعل الثقافي والوقوف ضد الدعوات الظلامية التي تدعو الى تأثيم الثقافة وتكفيرها، والاهتمام بشكل خاص برفع مستوى العمل الثقافي والادبي في المحافظات وتطوير عمل اتحادات الادباء في المحافظات ومنحها المزيد من الصلاحيات والامكانيات لكي تنهض بدورها. وذلك بعيدا عن الاصوات النشاز التي تنطلق بين آونة واخرى والتي تشكك بعمل الاتحاد ونزاهته وهي اصوات لا تهدف (في الغالب ) الى تحقيق الاصلاح واسداء النصح بل تضمر العداء للاتحاد بوصفه مؤسسة ثقافية مستقلة وتنويرية وتخطط لتدمير العملية الثقافية والسياسية لاهداف مختلفة. كما ان بعض هذه الاصوات النشاز بعيدة عن الوسط الادبي ولا تمتلك عضويتها في اتحاد الادباء، لكنها تزج نفسها في ما لا يعنيها من باب التطفل ليس الا.
وبعيداً عن كل ذلك نقول ان صندوق الاقتراع هو الفيصل في فرز الاصوات المسؤولة وغير المسؤولة وان بعض دعاة التغيير الكاذب يهدفون للاتيان بعناصر ضعيفة او غير مؤتمنة تمهيداً لتدمير سمعة الاتحاد ومكانته في الثقافة العراقية. ومعروفةٌ للجميع اهداف بعض طبالي وسماسرة النظام الصدامي المقبور في العودة الى قيادة الاتحاد بطرق ملتوية لم تعد تنطلي على أحد.
نريد لاتحاد الادباء ان يظل خيمة لجميع الادباء العراقيين ومظلة آمنة لكل ابداع ثقافي عراقي اصيل ومتجدد، وان يظل الاتحاد حلماً مستحيلاً للانتهازيين والطامعين والوصوليين ولكل الظلاميين وضيقي الافق من أعداء الثقافة العراقية.