ناجي رحيم يحلق في سماء سومر / زكي عطا

أقام اتحاد الأدباء والكتّاب في الناصرية الخميس الماضي وضمن الموسم الثقافي، أمسية شعريـة احتفى فيها بالشاعر المغترب ناجي رحيم على قاعة المركز الثقافي في الناصرية.
المحتفى به غادر العراق في بداية التسعينات هاربا من بطش النظام المخلوع، حيث شارك في الانتفاضة عام 1991 ودخل عالم النازحين في مخيمات رفحاء واستقر أخيرا في هولندا. ورغم الغربة والمعاناة مازالت عالقة في ذاكرته بيوت الطين القديمة ونهر الفرات وحبيبته والمدرسة التي تعلم فيها وهو يحلم بالحرية.
في داخله آهات المدينة لكونه شاعراً وكما قالت الشاعرة رسمية محيبس ان القصيدة جعلت من ناجي رحيم إنسانا ممسوسا دون ان يدري. أدار الجلسة الإعلامي والشاعر علي الشيال الذي قدم المحتفى به بعد أن دعاه الى خشبة المسرح ليحل ضيفا يرافقه الفنان المغترب حيدر محسن صاحب الصوت العذب والذي رافق الشاعر في وصلات غنائية تتغنى بحب المدينة والعراق. امتاز شعر ناجي رحيم بروحية الحزن وألم الفراق من خلال قراءاته الشعرية التي أمتعت الحضور من أجيال تقترب من جيل الشاعر وربما تبتعد. انها أجيال من الأدباء والفنانين الذين قدموا شهادات إطراء لشاعرنا المحتفى به، حيث قال الشاعر المغترب كريم الزيدي عنه " لقد امتدت علاقتي بناجي من خلال عالم التواصل الاجتماعي، واليوم التقيت هو وانا معه في مسافة واحدة من نهر الفرات، عرفته شاعرا متمردا وجريئا وهو يحمل مجموعة من التناقضات المؤلمة وهذا يتضح من خلال قصائده المعبرة عن الحزن والألم وويلات مخيمات رفحاء بحيث لم نجد الفرح في صوره الشعرية". وأكد أن ناجي ينير الناصرية من خلال مملكة الكون الشعري. أما الشاعرة رسمية محيبس فقد عبرت عن فرحتها بلقاء ناجي الذي تعرفت به في عام 1985 حيث خرج من بيوت الطين وبرد الشتاء والفقر.
بعد ذلك قرأ الشاعر عباس ريسان قصيدة مهداة إلى المحتفى به اتسمت بتناقضات السلوك الشعري الذي جعل من ناجي يتمرد على ذلك النظام الدكتاتوري لنشم في مفرداته عالم الألم والتمرد، علما انه كان هناك سياق في الجلسة بين شهادة وأخرى، قصيدة من دواوين شعره مع تقاسيم عود. وابرز القصائد التي قرأها قصيدة النوارس وقصيدة بأول صديقي. وأخيرا قدم الناقد السينمائي احمد ثامر شهادته عن ناجي رحيم الذي يعرف ما يعانيه شعبه ويعبر عن ذلك من خلال المفردة الشعرية..