أجمع خبراء عسكريون عراقيون وأمريكان، على أن انسحاب القوات العراقية من مدينة الرمادي، خطأ ستراتيجي اوقع المدينة بيد تنظيم داعش الارهابي.

وفيما بين وزير الدفاع العراقي، أن الانسحاب لم يكن مبرراً، ألمح إلى محاسبة المتسببين في سقوط الرمادي. ورأى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي، إن قوات الجيش العراقي التي كانت موجودة في مدينة الرمادي اختارت الانسحاب من المدينة ولم تُجبر عليه.

عد وزير الدفاع خالد العبيدي، أمس السبت، انسحاب القوات الأمنية من مدينة الرمادي "لم يكن مبررا"، مؤكداً أنه ستتم محاسبة المقصرين.

وقال العبيدي لعدد من وسائل الإعلام إن "الانسحاب من الرمادي لم يكن مبررا مهما كانت الأسباب"، مشيراً إلى أنه "سوف تتم محاسبة المقصرين".

وأضاف العبيدي أن "العراق يمر بظروف عصيبة ونحن بحاجة إلى إعلام وطني ينقل الحقيقة وما يجري على الأرض".

رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي : القوات العراقية خرجت طوعا من الرمادي ولم يجبرها داعش على ذلك".

أعلن عضو مجلس الانبار فرحان محمد، الخميس، موافقة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي على طلب حكومة الانبار فتح تحقيق في أسباب سقوط مدينة الرمادي، مبيناً أن العبادي أمر بفتح التحقيق وإحالة المتسببين في السقوط الى المحاكم العسكرية.

وقال محمد في حديث لـ السومرية نيوز، إن "رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وافق على طلب حكومة الانبار بكتاب رسمي بشأن فتح تحقيق في أسباب سقوط الرمادي بيد تنظيم داعش".

وأضاف محمد أن "العبادي امر بفتح التحقيق واحالة القيادات الامنية المتسببة في سقوط المدينة الى المحاكم العسكرية".

قال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي، إن قوات الجيش العراقي التي كانت موجودة في مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار اختارت الانسحاب من المدينة ولم يجبرها على ذلك تنظيم "داعش".

وتابع ديمبسي قائلا للصحفين في طريقه إلى بروكسل: إن القائد العسكري لهذه القوات في الرمادي "اختار بصورة فردية على ما يبدو الانسحاب بقواته إلى نقطة أكثر قابلية لعمليات الدفاع،" لافتا إلى أن السلطات العراقية والأمريكية تجري تحقيقا لمعرفة ما حصل بالضبط في الرمادي. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي قال فيه مسؤول في الإدارة الأمريكية إن سقوط الرمادي "يعتبر ضربة قوية في جهود محاربة تنظيم داعش."ويذكر أن ديمبسي قال في تصريحات سابقة، في نيسان الماضي: "إن مدينة الرمادي ليست رمزا بحد ذاتها، أفضل ألا تسقط ولكن إن حصل وس?طت فلن تكون هذه نهاية الحملة."

عزت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) انسحاب القوات العراقية من الرمادي الأحد الماضي إلى قرار اتخذه قائد ميداني ظن أن قواته لن تحصل على دعم جوي أمريكي نتيجة لهبوب عاصفة رملية حينها.

و قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيفن وارن الخميس 21 أيار: إن القوات العراقية اعتقدت أنها بسبب العاصفة الرملية "لن تتمكن من الحصول على دعم جوي"، مضيفاً "نحن نعتقد الآن أن هذا كان أحد العوامل التي أسهمت في قرارها الانسحاب من هذه المدينة التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الأحد الماضي."

وأشار وارن إلى أن تخوف القوات العراقية لم يكن في محله، لافتاً إلى أن "الطقس لم يكن له أي تأثير في قدرتنا على شن غارات جوية (..) ولكن تبين لنا أن القائد الميداني كان يعتقد عكس ذلك".

وشدد المتحدث باسم البنتاغون على أن انسحاب القوات العراقية من الرمادي كان نتيجة "قرار أحادي" اتخذه هذا المسؤول بناء على تحليله الخاطئ، مضيفاً أن حالة الاتصالات التي كانت قائمة في تلك اللحظة بين القائد العراقي والتحالف "ليست واضحة" حتى الآن.