- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 23 أيار 2015 21:21
رشيد غويلب
عادت الحركات الاجتماعية والحركة الطلابية الى الإحتجاج مجددا، وشهدت شوارع العاصمة الشيلية ومدن اخرى تظاهرات واسعة، دعت إليها الإتحادات الطلابية، واتحاد المعلمين. وفي العاصمة سانتياغو اشترك 100 الف في التظاهرة التي سارت تحت شعار "شيلي ينبغي ان تقرر"، (تحدثت الشرطة عن اشتراك 50 الف فقط في التظاهرة) وطالب المتظاهرون بضرورة المشاركة الواسعة في مناقشة خطط اصلاح النظام التعليمي. وفي مدن أخرى واجهت الشرطة التظاهرات الواسعة بخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع.
وفي ميناء فالبارايسو اسهم 6 آلاف في التظاهرة، وعلى هامش التظاهرة حاول شابان، احدهما يبلغ ويبلغ من العمر 18 عاما،والثاني هو عضو في الشبيبة الشيوعية البالغ من العمر 25 عاما، ارادا خط بعض الشعارات على جدار احد الدور القريبة من مكان التجمع. وبعد شجارمع صاحب الدار انبرى احد ابنائه ليطلق الرصاص من مسدس كان بحوزته على الشابين ، اللذين توفيا بعد نقلهما الى المستشفى، في حين القت الشرطة القبض على القاتل.
و عبرت جماهير الطلبة عن غضبها على الجريمة، وقالت المتحدثة باسم اتحاد الطلبة في شيلي: "من غير المسموح به ان يكلف الدفاع عن الأملاك الشخصية ارواح المتظاهرين". وقال اتحاد الشبيبة الشيوعية في بيان له بالمناسبة: " نحن نناضل من اجل شيلي مختلفة، والحادث اكد لنا ان شيلي التي تضمن الحقوق لم تتشكل بعد". وقدم قادة الحراك الطلابي الذي فجر الحركة الإحتجاجية التي اجتاحت البلاد في عام 2011، ومنهم اثنان يمثلان الآن الحزب الشيوعي الشيلي في البرلمان الوطني، تعازيهم لأسر الضحايا.
وتجمع آلاف الأشخاص في ساحات مركزية في العاصمة، وفي مدينة فالبارايسو، التي شهدت الجريمة وغيرها من المدن، وأوقدوا الشموع لاحياء ذكرى الضحايا. وفي العاصمة، سار المشاركون إلى مبنى الجامعة الرئيسي، الذي يحتله الطلبة منذ ليلة الاربعاء. وهناك، أيضا هاجمت الشرطة المتظاهرين بعد ان بدأ بعض الطلبة ببناء التاريس.
ونظمت الشبيبة الشيوعية في شيلي تشييع مهيبا لشهيدها، اكدت فيه استمرارها في النضال في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة التي سقط من اجلها هو ورفيقه الآخر.
وشهدت شيلي منذ عام 2011 حركة احتجاجية واسعة، اطلق شرارتها التلاميذ والطلبة وعوائلهم، والهيئات التدريسية، مطالبين بالغاء نظام التعليم الخاص الموروث من نظام بنوشيت الدكتاتوري. وتسعى رئيسة الجمهورية بلاشيه، التي استلمت مهام عملها في اذار 2014 وبالتعاون مع تحالفها اليساري الذي يشارك فيه الحزب الشيوعي الشيلي ، تسعى للوصول الى نظام تعليمي مجاني، بما في ذلك الدراسة الجامعية.
وكانت الحكومة قد نجحت في العام الفائت بتمرير قانون الإصلاح الضربيبي، الذي يعتبر الخطوة الأولى على طريق توفير مصادرلتمويل عملية اصلاح النظام التعليمي. كذلك شرع البرلمان، في كانون الثاني الفائت، قانونا ضد ممارسة الربحية في المدارس التي تمولها الدولة. ومع ذلك هناك مخاوف لدى اتحادات الطلبة ، واتحاد المعلمين، بان لا تذهب الإصلاحات الى الحدود المرجوة، لهذا يطالبون بالإشتراك الفعلي في المناقشات، وعدم اهمال المقترحات التي يطرحونها. وقد تجددت منذ نيسان الفائت الاحتجاجات الطلابية بشكل منتظم، ونقلت جريدة "السيغلو" الشيوعية تصريح المتحدث باسم المنظمة الإتحادية للتلاميذ قوله في السادس من نيسان" لا تتحمل شيلي مساومة بعد الآن، لا مع اليمين، ولا مع القوى المترددة في التحالف الحاكم. وهذه التظاهرات هي رسالة الأكثرية، التي تريد عودة نظام التعليم بالكامل الى يد الدولة".