منشقون عن داعش: المعنويات منخفضة لدى عناصر التنظيم

طريق الشعب
اكد منشقون عن داعش ما لاحظه كثير من المراقبين منذ بعض الوقت من ان المعنويات تنخفض بين ارهابيي التنظيم، فيما أشاروا الى ان أحد الأسباب التي أدت الى ذلك هو أن المقاتلين الأجانب يُنظر إليهم بشك ويعاملون بطريقة سيئة. وهم تعبوا وملوا من هذا الوضع ويتطلعون الى قيادة بديلة. وذكرت قناة "الآن" الفضائية الاخبارية، أنها تحدثت الى أعداد كبيرة من المنشقين عن داعش لفهم الأسباب التي أدت الى تركهم التنظيم. فاجابوا ان الأمور ليست على ما يرام في داعش. خصوصا بين المقاتلين العرب والأجانب.
مقاتلو داعش من الأجانب قلقون من السيطرة العراقية على القيادة. حيث اطلقوا عليها تسمية "المافيا العراقية."
وبحسب القناة، فأن الكثير من المقاتلين الأجانب يشعرون بأنه تم تضليلهم بواسطة "بروباغاندا" داعش التي وعدتهم بأدوار أكبر ضمن التنظيم، من ضمنها أدوار قيادية، ولكن عوضا عن ذلك تم حصر أدوارهم كجنود عاديين وواجبات ادارية.
داعش الأجنبية تُطالب بالموت وليس بالقيادة
المقاتلون من اوروبا وروسيا أصبحوا حانقين لأنهم يشعرون بالتهميش بسبب عدم وجود ميزة الاثنية. هم لا يبرعون باللغة العربية، ليسوا معتادين على التقاليد والثقافة العربية، ويفتقرون للشبكات الموسعة التي يملكها المنتمون للاثنية العربية. نتيجة لذلك، كثير من هؤلاء المقاتلين غير العرب الذين وضعوا في وحدات مفصولة للمقاتلين الأجانب أدركوا بسرعة بأنه ليس صدفة بأن وحداتهم تشتبك في معارك ضارية أكثر من غيرها من الوحدات. وأن داعش ترسلهم للموت من أجل أن تتخلص منهم.
تهميش الروس والاشتباه بهم
من بين الوحدات الحانقة الأكثر شهرة، الوحدات التي تتحدث بالروسية، وهي تتألف من مقاتلين جاءوا من دول الاتحاد السوفيتي السابق والبلقان. كثير منهم خاض كثيرا من المعارك القاسية ولديهم خبرة في القوقاز، البلقان، أفغانستان وباكستان. تواجد هؤلاء في الصفوف الأولى عندما تحققت الكثير من مكتسبات داعش كما كانوا مسؤولين عن النجاحات الكبيرة في التجنيد والجهود الاعلامية (مثلا: الطفل الكزخي الذي أعدم الجواسيس)- فهم من بين أكثر المستائين من ترقيتهم المحدودة في داعش، مما أدى إلى ترك داعش من قبل الكثير منهم.
التجمع حول الشيشاني
المقاتلون الأجانب المستاؤون من السيطرة العراقية على التنظيم يتطلعون لأبي عمر الشيشاني في أن يساعدهم في تصحيح الوضع. يُنظر للشيشاني على أنه قائد ناجح قاوم داعش العراقية من أجل أن يتقدم على سلم القيادة.
لكن تزايد هزائم التنظيم تكشف تنامي الإحباطات والصدوع بين المهمشين، كذلك تظهر بوضوح الإحباطات والصدوع بين القادة. لطالما نُظر الى الشيشاني بعين ملؤها الشك بصفته ضابط مخابرات سابق عمل في الجيش الجورجي وابن أب مسيحي.
تحدي الشيشاني أصبح علنيا
في الوقت نفسه، وبتراكم الخسائر، وفقا لمنتمين لداعش يفضلون البقاء مجهولين، فإن الشيشاني أصبح أكثر جرأة في التعبير عن عدم اتفاقه وبعض القرارات الاستراتيجية التي يتخذها أبو دعاء، وفي بعض المرات رفض ارسال وحداته لمعارك مسندة لهم. في مرات أخرى، قام الشيشاني بأمر وحدته بشكل علني بأن يتجاهلوا اوامر معينة اصدرتها داعش.
وماذا بعد؟
في الوقت الحاضر، لاتوجد طريقة تمكن من معرفة أي الطرق سيسلكها الصراع بين الشيشاني والبغدادي. ولكن ماهو واضح بأن التنظيم الذي وُلدَ كفتنة، سيصرف كثيرا من طاقته في التعامل مع النزاع الداخلي.