- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 28 حزيران/يونيو 2015 19:00
اعداد: رشيد غويلب
*
شهدت كرواتيا في السنوات الأخيرة، وليس بعيدا عن التطورات الأخيرة في اليونان، حراكا في خارطة الاحزاب السياسية القائمة فيها. وكما هو الحال في سلوفينيا تمثل هذا الحراك في تحقيق ثلاثة احزاب يسارية حديثة التشكيل نجاحات انتخابية، وهذه الاحزاب هي: العمال الكرواتيين، تنمية كرواتيا المستدامة،حركة الجدار الحي.
والتنظيمات الثلاثة غير مكتملة الإنتشار السياسي، وفي طور استكمال بنائها التنظيمي، ولكنها جميعا تقف على يسار الحزب الإجتماعي الديمقراطي. حزب العمل الكرواتي بزعامة الكادر النقابي راغوتين، الذي يركز على قضايا الظلم الإجتماعي، وحزب تنمية كرواتيا المستدامة، الذي جاء تأسيسه على اثر انشقاق في الحزب الإجتماعي الديمقراطي بزعامة ميريلا هولي النائبة في البرلمان الكرواتي ووزيرة البيئة السابقة، ويهتم الحزب بقضايا البيئة. اما حزب حركة الجدار الحي فعرف بالتعبئة للإحتجاج ضد الإخلاء القسري للمساكن ومصادرة ممتلكات الناس الثمينة بقرارات قضائية جائرة، وقد حصل المتحدث باسم الحزب ايفان فيليبور سنسج في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، في كانون الأول 2014 ، على 16,4 في المائة، وشكل بذلك مفاجأة انتخابية.
ويتميز حزب جبهة العمال، الذي تاسس اخيرا ، بملامح اكثر وضوحا لليسار الإشتراكي، ويطرح الحزب نفسه بوعي باعتباره «سيريزا الكرواتي». ويضم الحزب مجاميع اليسار المناهض للرأسمالية، وعددا من الشخصيات النقابية. ويتواجد الحزب حاليا في بعض المدن مثل العاصمة زغرب، أوسييك، رييكا، بولا، وسبليت. واستطاع الحزب خلال اشهر قليلة ان يحقق حضورا اعلاميا واسعا، وسيشارك في الإنتخابات البرلمانية القادمة، التي ستجري في خريف العام الحالي.
وهناك على المدى المتوسط امكانية لتشكيل حزب جامع لليسار الإشتراكي، ومؤشرات اكثر من واعدة لقيام تحالف الحمر - الخضر المناهض للرأسمالية، ويلعب هنا قبل اي شيء آخر موقف المنظمات اليسارية غير الحكومية، والنقابيين، والمثقفين النقديين دورا حاسما. وفي هذا المجال حدث في السنوات الأخيرة تطور هام باتجاه «يسار مجتمعي». وكانت الاحتجاجات في الجامعات الكرواتية 2009 محطة رئيسية على هذا الطريق. وخلال حصار الكليات والمعاهد في زغرب، والذي استمر 35 يوما تبلورت حركة جماهيرية ذات توجه مناهض للرأسمالية. وفي عام 2010، حدثت في زغرب احتجاجات قوية ضد تحويل المساحات الحضرية الى مشاريع تجارية بحته. و على خلفية هاتين الحركتين - والعديد من الاحتجاجات الأخرى مثل الإحتجاجات المناهضة لانظمام كرواتيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي نشأت حركة يسار جذري شابة، تمكنت منذ ذلك الحين من تأكيد حضورها في مجالات البحث العلمي والثقافة والإعلام، والنقابات العمالية والحركات الاجتماعية.
لقد نظمت العناصر ألآساسية في الإحتجاجات الطلابية في عامي 2009 /2010 على سبيل المثال « مهرجان المشاكسين» Subversive، الذي عد في سنوات 2011 2013/ احد اكبر الملتقيات للمثقفين اليساريين في اوربا. وفي الأعلام استطاعت مجموعة كبيرة من الصحفيين اليساريين ان تأخذ دورها كممثلة لخطاب سياسي مناهض للرأسمالية. وفي عام 2012 صدرت طبعة كرواتية جيدة جدا من جريدة «لوموند ديبلوماتيك». وبدأ نشطاء يساريون تعاونا مثمرا مع الجناح المتبني لموضوعة الصراع الطبقي في النقابات. وتشكلت جبهة النساء في سبيل حقوق العمل والحقوق الاجتماعية، والتي ضمت المنظمات النسوية اليسارية، ولجان المرأة في النقابات العمالية. ونظمت حملة ناجحة من قبل المجموعات اليسارية بالتعاون مع النقابات ضد خصخصة الطرق السريعة، وكذلك مشاريع لإقامة دورات اقتصادية محلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- عن مقالة تفصيلية لـ»بوريس كانزلايتر» رئيس مكتب مؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية في جنوب اوربا، ومقره بلغراد