نتائج متواضعة لليسار الاسباني في انتخابات كاتالونيا

رشيد غويلب
بنسبة مشاركة غير مسبوقة، بلغت 77 في المائة، انتهت في السابع والعشرين من ايلول الفائت الإنتخابات البرلمانية في ولاية كاتالونيا الأسبانية.
واسفرت نتائج الإنتخابات عن فوز، التحالف الداعي لإستقلال الولاية "معا من اجل نعم" ، ويضم هذا التحالف حزب "تقارب كاتالونيا الليبرالي الديمقراطي" بزعامة رئيس الوزراء الحالي ارتور ماس ، وحزب "اليسار الجمهوري"، حزب يساري قومي، والعديد من المرشحين المستقلين من المثقفين والفنانين والرياضين، وحصل التحالف على 62 مقعدا، ويحتاج 6 مقاعد اخرى لتشكيل الأكثرية المطلقة في البرلمان، التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وقام التحالف على هدف اساسي مشترك هو تحقيق استقلال كاتالونيا عن اسبانيا. ويضم معسكر القوى المطالبة بالإستقلال ايضا الحزب القومي اليساري المناهض للرأسمالية CUP ، الذي حصل على 10 مقاعد من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 135 مقعدا. وفي الوقت الذي يتفق هذا الحزب مع التحالف الفائز بشأن الاستقلال، فانه يرفض انتخاب رئيس الوزراء الحالي لدورة جديدة،لإرتباط شخصه بسياسة التقشف، وخصخصة شركات القطاع العام. ولذلك من الضروري طرح بديل عنه، يمكن التوافق عليه، وغير متورط بملفات فساد، ويجب عليه خلال عملية التفاوض الحرص على نيل الاستقلال، وتبني سياسة تشمل ، ضمن امور اخرى، مكافحة الفقر. ويذكر ان الحزب يربط بين الإستقلال عن اسبانيا، وضرورة القطيعة مع املاءات المراكز الراسمالية. ومن هنا تأتي صعوبة الوصول الى تحالف حاكم.
نتائج متواضعة لقائمة قوى اليسار الأسباني
دخلت القوى السياسية لليسار الاسباني الانتخابات في قائمة مشتركة ضمت "اليسار الأسباني المتحد"، الذي يشكل الحزب الشيوعي الأسباني قوته الرئيسية، وحزب "نحن قادرون"، واليسار البيئي، واليسار الأخضر. وخلافا للآمال المعقودة بحصول القائمة على الموقع الثاني في البرلمان، جاءت نتائجها متواضعة جدا، اذ حصلت على 8,9 في المائة، منحتها 11 مقعدا في البرلمان الجديد، مقابل 13 مقعد في انتخابات عام 2012 ، على الرغم ان القائمة كانت لا تضم حينها حزب "نحن قادرون"، المتصدر لقوى اليسار في اسبانيا حاليا.
اليسار الأسباني المتحد
اقر البرتو غارثون ، مرشح اليسار الاسباني المتحد في الإنتخابات العامة، التي ستجري في العشرين من كانون الأول المقبل، ان النتائج التي حصلت عليها قائمة اليسار كانت مخيبة للآمال. وان النتائج خلقت مصاعب لتحالف اليسار المنشود "الوحدة الشعبية" في الإنتخابات العامة. وان الاستقطاب والنقاش حول مسألة الاستقلال خلال الحملة الانتخابية، دفع بالقضايا الاجتماعية الى الخلف، وسيكون الامر مختلفا تماما في الانتخابات العامة المقبلة.
ووجه غارثون نقدا لحزب "نحن قادرون" لإحتكاره الحملة الإنتخابية للقائمة. ويرى اليسار المتحد ان الخطأ الأساسي يكمن في عدم اجراء انتخابات تمهيدية، لاختيار مرشحي القائمة، كما تم ذلك استعدادا للإنتخات البلدية، التي اسفرت عن فوز اليسار برئاسة بلدية مدريد، وبرشلونة، كما ان برنامج القائمة لم يعد بصورة تشاركية. وعليه يجب ان يتم تشكيل قائمة "الوحدة الشعبية" في الانتخابات العامة بعملية ديمقراطية،و بمشاركة فاعلة للقواعد، على ان يشمل هذا تسمية المرشحين، ومناقشة البرنامج الإنتخابي. اذلا يمكن اطلاق قائمة "الوحدة الشعبية من الغرف المغلقة، وعلى اساس مفاوضات بين القيادات فقط،وشدد القائد الشيوعي على " ان ذلك سيحبط الذين يشاركون، والذين يرغبون في المشاركة".
حزب بودوموس (نحن قادرون)
واعتبرالسكرتير العام لحزب بودوموس "نحن قادرون" اليساري بابلو اغليسياس النتائج "سيئة ومخيبة جدا للآمال"، ولكنها لا تمثل صورة الوضع السياسي في اسبانيا، وتعكس التعقيدات القائمة في كاتالونيا. وان اسم حزبه علامة اساسية، ومن الصعب العمل باسم آخر، ولكن في السياسة يتخذ احيانا مثل هذه القرارات. واعلن انه في الانتخابات العامة، ستحمل ورقة التصويت اسم وشعار بودوموس. وبشأن كاتالونيا، اعلن انه سينظم استفتاء عاما بشأن استقلال كاتالونيا في حال فوزه برئاسة وزراء اسبانيا في الإنتخابات العامة المقبلة. وفي حال اختار الناس استقلال كاتالونيا، سيطلق عملية لتحديد العلاقة بين اسبانيا وكاتالونيا، ولكنه عبر عن قناعته بوجود امكانات تغري كاتالونيا بعدم انفصالها من اسبانيا. واقترح بابلو اغليسياس تشكيل حكومة تقدمية في كاتالونيا، تضم قوى اليسار الأسباني، واليسار القومي في الولاية، والحزب الاشتراكي (وسط)، والدفع بحزب رئيس الوزراء الى مقاعد المعارضة البرلمانية. ويتوقع اغليسياس ان يلاقي رئيس الوزراء الأسباني اليميني راخوي نفس المصير في انتخابات كانون الأول المقبل.
ورفض السكرتير العام للحزب الإشتراكي الأسباني مقترح تشكيل حكومة يسارية في كاتالونيا، لانه يتنافى مع الواقع في الولاية، ومن غير الممكن للحزب الإشتراكي التحالف مع احزاب اليسار القومي، التي يعدها متطرفة.