الى زوجي الغائب الحاضر ../ فريال احمد سعيد

بمناسبة ميلادك التسعين الذي يصادف يوم 15/8/2013 ، أقول الى روح نصفي الثاني الذي فقدته مبكراً من حياتي منذ ثلاثة وثلاثين عاماً في 4/2/1980 .
لقد كنت لي زوجاً حنوناً وفياً صادقاً يقدر المرأة ويحترمها بكل معنى الكلمة ، أعطيتني كافة حقوقي طلبت منك عند عقد قراننا أن يكون لي حق الطلاق عندما أريد ذلك مثلما هو لديك ووافقت على ذلك دون اي تردد، وكان جوابك لي ولحد الآن أذكره بالنص " أنا واثق أنني حتى لو طلبت منك ان تطلقيني سوف ترفضين " ، كم انت واثق بنفسك يا أبا عمار ، كنت تقول لي دائما أي شيء كنت تتمنيه قبل الزواج أنا سوف أحققه لك وقد كنت صادقاً بذلك.
لا اذكر إلا الشئ الجيد منك طيلة حياتي معك البالغه ثمانية عشر عاماً وأنا مدينة لك طوال حياتي لأنك كنت لي خير مُعلم لجميع أمور الحياة من صغرها إلى كبيرها ، انا في ذكراك الطيبة دائما وأبداً ومادام الدم يسري في عروقي .
تركتنا وأطفالك صغاراً وأكملت المسيرة التي بدأناها معاً في تربية اولادنا الخمسة عمار وريم ونوار ورند وعلي، ومثلما كنت تريد دائماً أصبحوا الآن خير خلف لصفاء الحافظ وهذا بإجماع الأقارب والأصدقاء.
إنتظرناك ثلاثة وعشرين عاماً علنا نسمع عنك ولو أي خبر نسعد به ولكن دون جدوى ... الجواب كان دائماً هو أنه "غير موجود لدينا " أبتداءً من صدام حسين وإنتهاءً بزبانيته الأمن العامة والمخابرات، علماً بأننا كنا نعلم منذ البداية أنك كنت في سراديب الأمن العامة وعرفنا ذلك بطريقتنا الخاصة.
وفي سنة 2003 عند سقوط صدام حسين كنا نأمل خيراً علنا سوف نعرف مصيرك هل انت حي ام ميت ! ... ولكن الكارثة أننا لم نعثر على ملفك كالرفاق الآخرين وأصبحت في حينها مفقوداً ومغيباً.
كم كنت أتمنى أن يكون لك قبر مثل كل البشر كي أزورك بين الفينة والأخرى لأشكي لك همي وأوجاعي طيلة هذه السنين الطويلة التي تركتني وحدي فيها أعاني من قسوة الحياة. إن يد الأرهاب والخيانة منعتنا من ابسط حقوقنا ما هذه القسوة ! كيف يعاني انسان كل هذه الصعوبات في حياته وتعاني عائلته من بعده لا لجرم اقترفه سوى فكر آمن به ليعيش شعبة حراً سعيداً، ودفع حياته من أجل ذلك.
يا أعز الناس لدي .. نحن فخورون بك ياقمة هرم عائلتنا الصغيرة أنا والأولاد ، حتى احفادك .. آية وشهد وعلي وعمر وفرح وأحمد وصفاء ويوسف .. فخورون بك لما سمعوه عنك فقد تركت لنا ثروة لا تقدر بثمن الا وهي حب الناس واحترامهم لك وهذا يكفينا .
وأخيراً تحية اجلال واكبار لذكراك ،،،
زوجتك ام عمار