الحزب الشيوعي الأردني يحيي ذكرى يوم الأرض

أحيا الحزب الشيوعي الأردني، مساء أمس الذكرى الأربعين ليوم الأرض الثلاثين من آذار، واستضاف في هذه الندوة السياسية كل من السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العربية لعرب الداخل 48، والدكتور عقل الطقز القيادي في حزب الشعب الفلسطيني، والدكتور منير حمارنة رئيس المجلس الاستشاري للحزب الشيوعي الأردني..
وفي بداية الندوة تحدث الرفيق بركة عن أهمية وضرورة إحياء هذه الذكرى التي جاءت رداً جماهيرياً على استمرار سياسة إسرائيل العنصرية وسياستها في تقويض الأرض الفلسطينية وطرد أهلها. وإن الثلاثين من آذار قد جسد مرحلة جديدة للنضال الفلسطيني أكد فيها إمكاناته وقدراته وتصميمه على الدفاع عن الارض والتمسك بها. وان هذه السياسة العنصرية تأتي إنسجاماً مع سياسة حكومة نتنياهو في تهجير الشعب الفلسطيني.
واستعرض بركة سياسات اسرائيل في إقتلاع الشعب الفلسطيني حيث اكد بأن مساحة الارض الفلسطينية التي بقيت بأيدي الفلسطينيين عقب نكبة 48 كان يمثل 80-85% من مساحة الاراضي الفلسطينية التي خصصت لقيام إسرائيل. في حين أن هذه الأرض الان في عام 2016 لا تزيد عن 2.3% فقط بفعل سياسة الاستيطان والسيطرة العسكرية على الارض، وتزحيم الفلسطينيين بأكبر عدد في أقل مساحة ممكنة.
وأكد بركة بإن اعتراف اسرائيل بمواطنتنا الشكلية كان بفعل الضغط الدولي كشرط لقيام دولتهم آنذاك.
واستمرار لنهج إسرائيل في سياسة خلق واصطناع الاعداء فإنها تقوم الان باصطناع عدو خطير عليها!!! الا وهو الشعب الفلسطيني في الداخل بعد أن سقطت فزاعة عدوانية إيران!! لها اثر الاتفاق النووي – الايراني فقد أكد استطلاع رسمي في اسرائيل بأن 54% من الاسرائيليين يقترحون تهجير عرب فلسطين الـ 48.
وإن 79% منهم يؤيدون انتهاج سياسة تفضيل اليهود على العرب، بمعنى ان هناك نظام تمييزي عنصري.
وأكد بركة بان كل محاولات اسرائيل قد أفشلها صمود وتضحية أبناء شعبنا في فلسطين، وانه رغم الظروف الصعبة المتمثلة في هزالة النظام الرسمي العربي وتناسي القضية الفلسطينية، وحالة التشتت والانقسام الفلسطيني، الا ان إرادة الفلسطينيين في الداخل أكدت صلابتها ومتانتها رغم كل الظروف الصعبة والقاسية في المنطقة العربية.
وخير دليل على هذا الصمود والصلابة ما تحقق أخيراً في توحيد الصف الفلسطيني بكافة أطيافه السياسية والمجتمعية وإنجاز القائمة العربية الموحدة في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة. ثم أخيراً توحيد كل المكونات الفلسطينية في الداخل في إطار لجنة المتابعة العربية الموحدة، ويفخر الشيوعيين في الداخل برئاستها ديمقراطياً وان هذا سيلقى عبئاً كبيراً علينا ولكننا على قدر كاف لهذه المسؤولية المجتمعية والوطنية والمعاشية.
ثم تحدث الدكتور عقل الطقز القيادي في حزب الشعب الفلسطيني حيث في كلمته قال :
اليوم وبعد اربعين عاما من يوم الارض الخالد يمكننا القول وبدون اي نردد ان الصراع ما زال يدور حولها ليس فقط في الداخل بل اتسعت رقعته لتمتد الى كامل الارض الفلسطينية . وما الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تقوم بها حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل والتي تعبر عن الخط السياسي لأكثر غلاه المستوطنين تطرفا الا الوجه الاخر لتلك الهجمة على الارض في الداخل والتي بدأت منذ بدء تنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين وتفاقم بقيام دولته منذ العام 1948.
وان القضية الفلسطينية ورغم التضحيات الهائلة التي قدمها شعبنا منذ بدايات القرن الماضي ما زالت دون حل و بل يمكن القول انها شهدت تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة بسبب الاحداث الكبيرة التي تمر بها المنطقة ودول المحيط العربي حيث لم تعد على جدول اعمال الدول المؤثرة في السياسة الدولية الامر الذي اتاح للحكومات الإسرائيلية استغلاله لخلق الوقائع على الارض مما يجعل امكانيه الحل تتراجع , حيث تستفيد الحكومة الإسرائيلية مما يسمى الحرب على الارهاب للادعاء ان القضية الفلسطينية ليست جوهر الصراع وان تحالفا دوليا لمواجهه الارهاب يضم اسرائيل الى جانب بعض الدول العربية يحتل الأولوية !!!.
لقد ادرك شعبنا تلك الحقيقة فخرج معبرا عن رفضه لاستمرار الحاله الراهنة وليعلن ان الهدف ما زال هو الهدف المتمثل بإنهاء الاحتلال واقامه الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعوده اللاجئين على اساس قرارات الشرعية الدولية واطلاق سراح الاسرى. كما عبر شعبنا وفي كافه المناسبات عن رفضه لاستمرار الانقسام البغيض داعيا لإنهائه كشرط اساسي لتحقيق الحلم الفلسطيني.
واختتم حديثه قائلاً: ان حزب الشعب الفلسطيني لنؤكد من جديد على رفضنا لاستمرار التعاطي مع القضية الفلسطينية بنفس الاسلوب القديم , ومن هنا نرفض العودة لأيه مفاوضات ثنائيه على النهج السابق القائم على الاحتكار الامريكي لرعاية المفاوضات وندعو الى عقد مؤتم ر موسع ودور اكبر للأمم المتحدة بهدف تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين وليس التفاوض عليها وجوهرها انهاء الاحتلال والاستقلال الوطني. وانه لا بد من مراجعه فلسطينية جديه للمرحلة السابقة واعاده النظر فيها واننا بحاجه الى صياغه استراتيجية فلسطينية جديده من خلال حوار وطني شامل وضرورة مغادره حاله الانتظار السائدة مستندين الى الاعتراف الدولي بفلسطين دوله غير عضو في الامم المتحدة تحت الاحتلال وضرورة تحمل المجتمع الدولي لالتزاماته بهذا الخصوص
ثم تحدث الدكتور منير حمارنة حيث أكد على أن صدام يوم الارض في 30 آذار قد شكل علامة فارقة في نضال الشعب الفلسطيني والتمسك بالأرض والدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة. وكشفت معركة يوم الارض بكل وضوح السياسية الاسرائيلية التي تستهدف تجريد المواطنين الفلسطينيين من أرضهم وتشريدهم بمختلف أنواع الحجج، كالحجج الأمنية وشق الطرق الالتفافية وتوسيع الاستيطان وغير ذلك.
واليوم فان مقاومة الاستيطان تعتبر واحدة من أقسى المعارك التي يخوضها الشعب الفلسطيني سواءً في أرض 48 او في الضفة الغربية. وأفشلت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الرئيسية كل المحاولات التي بذلت لشجب الاستيطان باعتباره غير مشروع، ويتناقض مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وفي ظل تزايد العدوانية الاسرائيلية في السنوات الاخيرة وارتكابها للعديد عن الجرائم الانسانية، فقد اتسع التأييد العالمي للشعب الفلسطيني وكفاحه العادل. وتجلى ذلك في مجموعة من القرارات التي انتصرت للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، ولا سيما القرار المتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كمراقب في الأمم المتحدة، مما مكنها من الانضمام الى العديد من المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة، وكذلك القرار الاستشاري لمحكمة العدل العليا الدولية الذي شجب جدار العزل العنصري، وكذلك قرارات التضامن مع الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية.
وإن هذه التطورات الهامة تواجه كوابح مؤثرة وليست قليلة. وفي مقدمة هذه الكوابح الوضع العربي المتردي. فإسرائيل هي المستفيد الأول من الانقسامات العربية
واما الكابح الثاني، الذي لا يقل خطورة عن الأول فهو الانقسام الفلسطيني، والذي لا يؤدي فقط الى اضعاف الموقف الفلسطيني محلياً وعربياً بل إضعافه دولياً وتأمين فرصة مؤاتية للعدوانية الاسرائيلية ولاستمرارها في التنكر لقرارات الشرعية الدولية. هذان العاملان العربي والفلسطيني يشكلان خطورة كبيرة على نضال الشعب الفلسطيني ويقدمان خدمة كبيرة لإسرائيل.
واختتم حديثه قائلاً :- ونحن في الاردن على وجه التحديد نرى ان التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق يشكل دعامة لأمن واستقلال الاردن. ولذلك فإنه يتوجب علينا توسيع حملة مقاطعة اسرائيل من جميع الجوانب في التجارة وفي المشاريع المشتركة كالمياه والكهرباء او الارتباط بروابط تجارية ، كشراء الغاز او غير ذلك.
إن توطيد علاقات الكفاح المشترك مع الشعب العربي الفلسطيني يشكل مدخلاً هاماً لنضالنا الوطني، وحماية ً لمستقبلنا وأمتنا ويساهم في رفع سوية النضال العربي المشترك من أجل القضية الفلسطينية ومجمل القضايا القومية.