الشيوعي الأمريكي.. تحالف عابر للطبقات لهزيمة ترامب

رشيد غويلب
على الرغم من ان فرصته في الفوز في الانتخابات التمهيدية اصبحت غير ممكنة، لكن ساندرز يصر على الاستمرار في حملته السياسية والتعبوية، ومن جهة اخرى يعلن بوضوح انه سيدعم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون في اطار توجه عام لقوى اليسار الأمريكي بضرورة هزيمة ترامب لانه يمثل الوجه الأكثر يمينية وعنصرية في الحزب الجمهوري.
ان من المهم ايقاف قطار ترامب. ولعكس موقفه بشكل واضح قال ساندرز: "سأفعل كل ما في وسعي لهزيمة ترامب، واعتقد ان انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة يمثل كارثة لبلدنا" وان الهدف الأرأس الآن هو هزيمة ترامب.
وسيستمر ساندرز بحملة ترشيحه حتى انعقاد المؤتمر الانتخابي العام للحزب الديمقراطي في فلادليفيا. ويهدف ساندرز الى الضغط على الحزب الديمقراطي لتبني اكثر ما يمكن من مفردات برنامجه الانتخابي. ويبدو ان توجهات ساندرز بدأت تقطف بعضا من ثمارها، فقبل ثلاثة اسابيع قدم الفريق الانتخابي لكلنتون بعض التنازلات التي بموجبها سيتمكن المرشح اليساري من المشاركة في صياغة برنامج الحزب، وكذلك ستطرح آليات انتخاب ما يسمى بالمندوبين فوق العادة للمناقشة. ومعروف ان هؤلاء المندوبين يقفون منذ بداية الانتخابات التمهيدية الى جانب كلنتون. وساندرز يعتبر الآليات الحالية غير شرعية فقيادة الحزب الديمقراطي هي التي تقترح هؤلاء المندوبين، على حساب المندوبين الآخرين الذين لا يتمتعون بدعم المركز القيادي.
وللذين يطالبون ساندرز بإنهاء حملته الانتخابية لتوفير فرصة اكبر لدعم منافسته، يقول ساندرز: " لماذا علي ان افعل ذلك، ما دمت مقتنعا بالنضال في سبيل افضل منبر حصلنا عليه، ونحن مازلنا نملك امكانية الحصول على معظم المندوبين؟
دعوة مبكرة
ينطلق الحزب الشيوعي الامريكي من ضرورة النضال من اجل اكثرية تقدمية في الحزب الديمقراطي. لقد جسد بيرني ساندرز في الأشهر الأخيرة وجه السياسية التقدمية، و سيتحقق تحول ملموس في حالة تنفيذ برنامجه الانتخابي. والبرنامج يحتوي على مقاومة التمييز ضد السود والاقليات العرقية والاجتماعية، ويرفض الهجوم على حقوق العمال. وفي الجانب الآخر يتمثل الخطر القادم من مرشح الحزب الجمهوري ترامب، الذي يعده الحزب الشيوعي " فاشيا بامتياز" ويمتلك قاعدة جماهيرية،ولهذا يعطي الحزب الأولوية لمنع انتخابه.
ويؤكد سكرتير الشيوعي الأمريكي جون باشتيل على عدم امكانية فوز ساندرز، وانه استطاع تسيس الشبيبة وتحريكها. والسؤال المهم بالنسبة للقائد الشيوعي هو كيف يستطيع الشيوعيون تعزيز دور اليسار؟ وكيف يستطيع اليسار تعزيز دور الحزب الديمقراطي؟ باشتيل ينطلق من عدم امكانية بناء حركة جماهيرية تقدمية خارج اطار الحزب الديمقراطي، وان المطالبة بذلك تعني المبالغة بقدرات اليسار، والاستخفاف بسلطة الشركات. ولهذا يجب النضال في اطار "تحالف متعدد الطبقات" في داخل الحزب الديمقراطي للوصول الى اكثرية تقدمية. وان ذلك هو التعبير الطبيعي عن الصراع الطبقي في الظروف الحالية في الولايات المتحدة. وبالمقابل يطرح سكرتير الشيوعي الأمريكي وجوب بناء حزب ثالث على يسار الحزب الديمقراطي. ومن الضروري ان يكون هذا الحزب قادر على جمع نضالات النقابات مع النضال من اجل الحقوق المدنية وضد التمييز. وعلى صعيد البلديات يرى امكانية تحقيق نجاحات، ويعطي امثلة تحققت حديثا. وعلية يدعو الحزب الى دعم حملة كلنتون الانتخابية، ويرى السكرتير السابق للحزب الشيوعي سام ويب ان عدم دعم كلنتون يعني اضعافا للحركة المضادة لليمين، ولهذا يناقش الحزب الشيوعي فكرة انهاء ساندرز حملته الانتخابية مبكرا، لتعزيز فرص كلنتون كبديل لترامب. ان الأمر يتعلق بتوحيد الديمقراطيين. وواضح للحزب الشيوعي ان برنامج كلنتون بعيد عن المطالب التي تطرحها الحركة الاجتماعية، ولكنها اصبحت هدفا لهجوم اليمين المتطرف، ولهذا يجب الدفاع عنها في اطار الصراع الإيديولوجي ضد ترامب. وهذه هي السياسة التي اتبعها الحزب لدعم حملة اوباما باعتباره اول سياسي اسود يصل الى دفة الحكم، واليوم يدعم الشيوعيون فكرة ايصال اول امرأة الى البيت البيض.
ومعروف ان اصوات كثيرة ومبادرات عديدة طرحت في صفوف اليسار الأمريكي الموزع على عدد كبير من المنظمات والمجموعات طالبت ساندرز بتحويل فرصة حملته الانتخابية الى حزب ثالث يقف على يسار الديمقراطيين وساهم في دعم هذه المطالبة شخصيات ثقافية يسارية مهمة في الولايات المتحدة. ولا يزال النقاش مستمرا داخل صفوف اليسار حول امكانية تحقيق هذا الهدف. وفي كل الاحوال فان حملة ساندرز قد نجحت في تحريك مياه اليسار ودفعه إلى التفكير ببدائل اكثر قدرة على التأثير.