- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 07 أيلول/سبتمبر 2016 20:18
فيينا – رشيد غويلب
احتضنت حدائق «براتر يوستن» وسط العاصمة النمساوية فيينا يومي 3 و 4 ايلول الحالي العيد السنوي لجريدة الحزب الشيوعي النمساوي «فولكسشتمه» (صوت الشعب) في نسخته السبعين. وفي حديث لـ «طريق الشعب» قال الرفيق فلوريان بيرن غروبه منسق القيادة الاتحادية للحزب الشقيق، ان المهرجان انطلق لاول مرة في عام 1946 ، وهو يعد اكبر فعاليات اليسار النمساوي، ويمثل عيدا وطنيا للنمساويين.
واضاف ان حجم المهرجان وطابعه تغيرا بعد انهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية، حيث كانت مشاركة الأحزاب الشيوعية الحاكمة واسعة على جميع الصعد، فضلا عن الإمكانات المالية الكبيرة التي كان يتمتع بها الحزب الشيوعي النمساوي سابقا. ولكن المهرجان حافظ على محتواه السياسي وطابعه التضامني.
وشاركت في المهرجان هذه السنة جميع قوى اليسار النمساوي بمختلف اتجاهاتها ومدارسها الفكرية، إلى جانب كتلة اليسار في اتحاد النقابات النمساوي، والعديد من المنظمات والمبادرات الاجتماعية والتضامنية. واكد المهرجان طابعه الأممي بمشاركة العديد من قوى اليسار الأوربية واللاتينية، الى جانب منظمات الأحزاب الشيوعية واليسارية العاملة في النمسا، ومنظمات الجاليات الأجنبية المقيمة في البلاد ومنظمات التضامن مع اللاجئين.
وضمت ساحة المهرجان، الى جانب قرية الحزب الشيوعي النمساوي، قرية الحركة النقابية، والقرية الأوربية، وقرية التضامن، التي ضمت مخيم الأحزاب والمنظمات الأجنبية، وقرية المبادرات الخاصة بالمنظمات الشبابية والطلابية، وقرية خاصة بالمنظمات النسوية.
وساعدت ظروف الطقس الجميل خلال يومي المهرجان على تدفق اكثر من 10 آلاف زائر، تمتعوا بالبرنامج السياسي والثقافي والفني المتنوع للمهرجان. وشهدت خيمة المناقشات ثماني طاولات حوار اهتمت بمحورين أساسيين: الأول هو السبل المطلوبة لبناء يسار نمساوي متحد، والثاني هو سبل مواجهة احتمال فوز مرشح اليمين المتطرف في الجولة المعادة من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الأول المقبل.
الى جانب ذلك ضم البرنامج السياسي للمهرجان فعاليات حول الفضائح التي أثارها تسريب «وثائق بنما»، وتطورات القضية الكردية في تركيا وسوريا على وجه الخصوص، واليسار والحركة النسوية، وجديد قوى اليسار الأوربية.
وشمل البرنامج الفني والثقافي مشاركة العديد من الفرق الموسيقية النمساوية، واخرى قادمة من المانيا توزعت على ثلاثة مسارح كبيرة، إضافة الى الفرق الفنية في الخيمة الكوبية. وكان الكتاب حاضرا هو الآخر من خلال مشاركة عدد من دور النشر وتنظيم قراءات ادبية ساهم فيها ثلاثون كاتبا، سيتم نشر ما قدموه من قراءات في كتاب خاص خلال الأسابيع القادمة.
وشاركت «طريق الشعب» في المهرجان بخيمة كبيرة، كانت محطة للقاء جمع من العراقيين المقيمين في فيينا والمدن النمساوية الأخرى. وجرت في الخيمة حوارات مع ضيوف الخيمة من غير العراقيين وفي مقدمتهم الرفيق فالتر باير السكرتير السابق للحزب الشيوعي النمساوي ومنسق شبكة «تحول» التابعة لحزب اليسار الاوربي، والذي جرى معه حديث ضافي عن الأوضاع السياسية في العراق والظروف التي يعمل فيها الشيوعيون والديمقراطيون العراقيون. فضلا عن الحوار مع ضيوف الخيمة من كوادر الحزب الشقيق، والرفاق الإيرانيين والسودانيين، وفنانين يساريين زاروا خيمة الطريق. يالإضافة الى تقديم الأكلات العراقية المتنوعة لجمهور المهرجان.
هذا وتم لقاء مع الرفيق فلوريان بيرن غروبه منسق القيادة الاتحادية للحزب الشقيق، ولقاء مع ممثلي حزب العمال الايرلندي القادمين من العاصمة دبلن. وحضر رفاق المنظمة عددا من طاولات الحوار وقدموا مداخلات فيها. وكانت لرفاقنا في الحزب الشيوعي الكردستاني خيمة، ركزت على التطورات الجارية في الإقليم وقامت بدور مماثل خلال يومي المهرجان.