اغتيال الكاتب الاردني ناهض حتر: عائلته ترفض استلام جثمانه وتطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها

عمان- وكالات
رفضت عائلة الكاتب اليساري ناهض حتر استلام جثته احتجاجا على ما اعتبرته في حديثها لصحيفة "رأي اليوم" الصادرة في لندن، تقصيرا من جانب السلطات في حماية ابنها، في حين تداعت عشائر اردنية لاجتماع عصر الاحد لبحث القضية، والتعبير لعائلته عن حزنها والمها لما حل به، الامر الذي يأتي بعد بدء موجة تضاد في الآراء بين الاردنيين حول قتل الكاتب على مدخل قصر العدل.
وكان حتر في خطواته الاولى نحو بوابة قصر العدل الذي يكون في العادة محاطا بالحرس، ومكتوب في اعلى مبناه الآية الكريمة “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”، مع بعض اصدقائه حين جاءته 3- 6 رصاصات من الخلف في ظهره وعنقه، من احد المتشددين.
شهود العيان رووا للصحيفة العربية الصادرة في لندن، ان "الفاعل، والذي بدت عليه مظاهر التشدد من اطلاق اللحية وارتداء ثوب قصير، هرب ليمسكه الموجودون ويسلموه إلى الامن لاتخاذ الاجراء".
وعبرت العائلة عن صدمتها وذهولها مما جرى محملة السلطات المسؤولية خصوصا مع وجود شخصيات معروفة طالبت بسحله وقتله دون اتخاذ اي اجراء بحقها، وفق ما قالته.
القاتل إمام جامع سابق
لاحقا، اعترف الرجل الذي أطلق النار على الكاتب الأردني وتسبب في مقتله أنه قتل حتر بسبب منشوره والذي تمت محاكمته عليه بتهمة "اثارة النعرات المذهبية" و"اهانة المعتقد الديني"، وذلك وفق ما أفاد مصدر أمني لموقع “خبرني” المحلي.
وقال القاتل خلال التحقيقات إنه قتل حتر على خلفية كتابته منشورا على صفحته الشخصية على فيسبوك اتهم على اثرها من قبل القضاء الأردني بـ “اثارة النعرات المذهبية” وإهانة المعتقد الديني”.
وقالت الأجهزة الأمنية أن القاتل هو امام جامع سابق في حي الزغاتيت بمنطقة الهاشمي الشمالي يدعى “رياض اسماعيل احمد عبدالله”، وغادر الأردن وعاد إليها مؤخراً. وكان المتهم الاول قد فصل من عمله بسبب تطاوله على مقامات عليا سابقا وفق تقارير اعلامية.
الحكومة تتحمل المسؤولية
وحملت عائلة الكاتب (56عاما)، مسؤولية مقتلة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء هاني الملقي، وفق ما ذكر قريبه الاعلامي سعد حتر لوسائل اعلام، مبينا أن الحكومة تتحمل كامل المسؤولية إثر مقتل ناهض، خاصة أنه تلقى العديد من التهديدات خلال الفترة الماضية أمام أعين أجهزة الدولة.
ونقلت الاجهزة المختصة جثمان حتر الى مستشفى البشير، تمهيدا لتشريح جثمانه من قبل الطب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة، واستكمال التحقيقات في مقتله، في وقت اعلنت فيه عائلة حتر رفضها استلام جثة ناهض، محملة الحكومة المسؤولية الكاملة عن مقتله .
اجتماع طارئ لعشيرته
وقالت مصادر مقربة من عائلة حتر، ان ديوان العائلة سيشهد ظهر الاحد اجتماعا طارئا لمناقشة تطورات القضية .
واثار قتل الكاتب الاردني، والحامل درجة الماجستير في الفلسفة، ردود فعل عنيفة والكثير من التضاد بين رفض القتل بهذه الصورة والمزيد من الادانة للتهمة التي سُجن حتّر جراءها أصلا، والتي لها علاقة بنشره رسما كاريكاتوريا اعتبر مسيئا لله ورسوله، بينما وضّحه الكاتب في حينه بأنه يسخر من التشدد الديني.
ووجه رئيس الوزراء هاني الملقي، وزير داخليته سلامة حمّاد، آنذاك بالتحقيق في ما نسب إلى الكاتب ناهض حتر حول نشره رسماً كاريكاتورياً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يمسّ الذات الإلهية.
وفي ذلك الوقت، ثارت موجة غضب عارمة ضد الكاتب المذكور، قامت اثرها السلطات المحلية بالقبض على حتر بإيعاز من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، وبتوجيه تهمة “إثارة النعرات المذهبية والعنصرية” وفقاً لأحكام المادة 150 من قانون العقوبات الأردني وبدلالة المادة 15 من قانون الجرائم الإلكترونية.
ورُفض تكفيل حتّر عدة مرات قبل أن تتم الموافقة على تكفيله بعد يومين من الموافقة على تكفيل الداعية الاسلامي امجد قورشة قبيل عيد الاضحى.
ادانة اغتيال حتر
واحتج وزير البلاط الملكي الاسبق مروان المعشر على الحادثة بقوله: “اغتيال الكاتب ناهض حتر يجب ان يدان من قبل الجميع بغض النظر عن آرائهم و مواقفهم. اما اننا دولة قانون و مؤسسات او اننا نسمح لشريعة الغاب ان تسود. التعبير عن موقف موحد يعكس الوحدة الوطنية مطلوب اليوم. “
واعتبر عدد كبير من الاردنيين ان ما جرى يأتي ضمن سلسلة خروق امنية حصلت في العاصمة الاردنية خلال الايام الماضية، بدءا من الانتخابات وما جرى فيها وليس انتهاء بإطلاق العيارات النارية في مقرات النواب الجدد.
إلى ذلك، استنكر التحالف الوطني للإصلاح جريمة قتل الكاتب حتر، مؤكدا ادانته هذه الجريمة، وموجها دعوة بضرورة ضبط النفس وعدم اثارة الفتنة، مؤكدا ان حل الخلافات لا يكون بهذا الشكل في دولة المؤسسات والقانون.
كما استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي حادثة القتل التي أودت بحياة الكاتب حتر، مؤكدا رفضه تجاوز القانون واخذ دور المؤسسات القضائية والامنية، مضيفا "نستنكر مبدأ العقاب بصورة فردية ونحذر من أن يكون هذا الحادث بداية لفتنة طائفية ونسأل الله ان يحفظ بلدنا من كل مكروه".