استنكر اللقاء اليساري العربي، امس الاثنين، جريمة اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر، داعيا كافة القوى الديمقراطية في البلدان العربية إلى إدانة مختلف الممارسات التكفيرية. في غضون ذلك، نظم العشرات من مناصري حتر، امس، وقفة احتجاجية ضد اغتياله من قبل مسلح، الاحد، امام دار العدالة وسط العاصمة الاردنية عمان، وفيما وجه المدعي العام لمحكمة الجنايات الكبرى في عمان، ثلاث تهم الى قاتل الكاتب ناهض حتر، قد تكون عقوبتها الإعدام شنقا، اعترف القاتل بجريمته، مؤكدا أنه لم يخطئ وغير نادم.

استنكر اللقاء اليساري العربي، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "جريمة اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر"، وأدان"عدم اتخاذ تدابير فعالة من قبل الأنظمة العربية لمجابهة سياسة التكفير والترهيب كانت في أساس العديد من الجرائم خلال الآونة الأخيرة". ودعا اللقاء، "كل القوى الديمقراطية في البلدان العربية إلى إدانة مختلف الممارسات الإرهابية والعمل على توعية الجماهير الشعبية بخطورتها ورفضها"، متقدما بتعازيه الحارة الى "اتحاد الكتّاب والصحافيين في الأردن وعائلة الفقيد".

قالت وسائل اعلام اردنية إن وقفة احتجاجية لمناصري الكاتب حتر تم تنظيمها في حي الفحيص وسط عمان، لافتة الى أن أجواء الوقفة الاحتجاجية سادها الحزن والغضب وسط هتافات بإسقاط الحكومة ووزير الداخلية.

واتهم المحتجون وزارة الداخلية الاردنية بعدم توفير الحماية للكاتب القتيل، رغم التهديدات التي تلقاها وأخطرت الحكومة بها، بحسب المحتجين. وصرحت مصادر مقربة من الكاتب ان "ناهض حتر سبق أن تلقى تهديدات بالقتل وأنه كان خائفا على حياته، وكان يغير مكان إقامته بين فترة وأخرى".

نقلت وسائل إعلام أردنية عن مصدر أمني مطلع لم يُكشف عن هويته، أن المدعي العام لمحكمة الجنايات الكبرى في عمان ب‍الأردن، وجه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وجناية القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، وحمل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص، وفيما قرر المدعي العام توقيف المتهم 15 يوما على ذمة التحقيق، احال المتهم إلى المدعي العام لأمن الدولة للتحقيق معه في التهمة الثانية.

وأكد المصدر ذاته أن المتهم قال في اعترافاته وأقواله أمام الأمن والادعاء العام أنه لم يكن على معرفة سابقة بالكاتب قبل إعادة نشر الكاريكاتير على "فيسبوك" ليقوم بعدها بالبحث عن صوره في الإنترنت للتعرف عليه ومعرفة موعد جلسة محاكمته (ناهض) المقررة ذلك اليوم. وأضاف المصدر، أن الجاني قام بشراء مسدس من أحد الأشخاص الأسبوع الماضي ليتوجه به صباح الأحد إلى قصر العدل الكائن في منطقة العبدلي سيرا على الأقدام قبل ساعة من حضور ناهض حتر إلى المحكمة، وعند نزوله من المركبة قام الجاني بإخراج المسدس من كيس يحمله والركض نحو درج المحكمة ليطلق عليه عدة رصاصات ويرديه قتيلا. وأشار المصدر أن القاتل اعترف بجريمته وأنه ليس نادما على فعلته قائلا: "أي شخص يسيء الى الذات الإلهية يجب قتله". الى ذلك، قال وزير الإعلام الأردني والناطق باسم الحكومة، محمد المومني، إن "الثقة بالقضاء الأردني وبأجهزتنا الأمنية عالية في متابعة ومحاسبة من اقترف هذه الجريمة النكراء".

وأضاف الناطق باسم الحكومة أن "اليد التي امتدت إلى الكاتب المرحوم ستلقى القصاص العادل حتى تكون عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة".

وعبر مجلس الأعيان الأردني بدوره عن "إدانته الشديدة لمثل هذه الأعمال البشعة والتصرفات المستهجنة والغربية على المجتمع الأردني".

وجاء هذه الحادث بعد شهر من توجيه هيئة الادعاء في الأردن تهمة "إثارة النعرات المذهبية والعنصرية" الى حتر بعدما أعاد نشر كاريكاتير على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، اعتبر "مسيئا للذات الإلهية".

وأصدر حتَّر بيانا أوضح فيه أن الرسم الذي نشره كان يسخر ممن وصفهم بالإرهابيين. وواجه حتر، وهو مسيحي الديانة، هجوما عنيفا على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما نشره على صفحته.