- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 05 تشرين1/أكتوير 2016 19:21
رشيد غويلب
يبدو ان الطريق في اسبانيا اصبح مفتوحا امام تشكيل حكومة اقلية يمينية برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال المحافظ راخوي، بعد ان استقال السبت الفائت سكرتير عام الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز من منصبه. وكان سانشيز يرفض باستمرار تشكيل تحالف حكومي بقيادة حزب الشعب اليميني الذي يرأسه راخوي.
وخسر سانشيز مساء السبت التصويت داخل القيادة الفيدرالية لحزبه عند طرح خطته القاضية بإعادة انتخابه عبر استفتاء عام لقواعد الحزب، يجري في 23 تشرين الأول الحالي، ومن ثم عقد مؤتمر استثنائي للحزب في تشرين الثاني المقبل. وقد صوت ضد مقترح السكرتير العام 132 عضوا، مقابل 107 صوتوا لصالحه. وبعد هزيمته اعلن سانشيز في وقت متأخر من مساء السبت استقالته. وسبق للجناح اليميني في الحزب الاشتراكي ان اتهم سانشيز بتبني سياسة ذات ملامح يسارية، خصوصا بعد اعلانه نيته التوجه لتشكيل حكومة بديلة بالتحالف مع قوى اليسار الأسباني، كما حمّله مسؤولية نتائج الحزب الانتخابية السيئة التي تكررت على صعيد الولايات والبرلمان الوطني. وانتخبت اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي خافيير فرنانديز كرئيس للجنة التنفيذية الى حين انتخاب سكرتير عام جديد للحزب. وقد حذر فرنانديز من الذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة قائلاً: "اذا ذهبنا الى انتخابات ثالثة فسيحصل حزب الشعب على نتائج افضل"، ولهذا يفضل الزعيم الاشتراكي الجديد دعم حكومة اقلية يمنية بزعامة راخوي. وتصاعدت الصراعات داخل الحزب الاشتراكي مع تهديد فروع الحزب في المناطق ذات الحكم الذاتي بتشكيل كتل برلمانية مستقلة. ويعد سانشيز الضحية الأبرز لأزمة تشكيل الحكومة الجديدة المستمرة في البلاد منذ تسعة اشهر. وكان يوم 28 ايلول الماضي قد شهد استقالة 17 عضواً ينتمون الى الجناح اليميني، من اصل 38 عضوا في قيادة الحزب الإشتراكي، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الأسباني السابق فيليب غونزاليس، الذي قال قبل بضعة ايام، انه يشعر ان سانشيز قد "خدعه". و جاءت الاستقالة الجماعية احتجاجا على استمرار رفض سانشيز للتحالف مع اليمين او دعم حكومة اقلية يمينية.
مواقف قوى اليسار الاسباني
وجعلت التطورات الاخيرة امكانية تشكيل حكومة بديلة على غرار النموذج البرتغالي، عن طريق تحالف الحزب الاشتراكي مع قوى اليسار المتمثلة بحزب بودوموس واليسار الاسباني المتحد، الذي يشكل الحزب الشيوعي الاسباني قوته الرئيسية، امراً صعبا.
وقد وصف السكرتير العام لحزب بودوموس اليساري بابلو اغليسياس ما حدث في اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي بـ"الاحتيال"؛ لان سكرتير الاشتراكي انتخبته القواعد الحزبية مباشرة. اما المنسق العام لليسار المتحد، الشيوعي البرتو غارثون فقد علق على ما حدث بالقول ان " حزب الشعب فاز بالتصويت" في اشارة منه الى هزيمة سانشيز في اجتماع القيادة الفيدرالية للحزب الاشتراكي. واضاف الزعيم الشيوعي ان ما حدث هو "تمرد من جانب الطغمة"، وهو امر ليس بالمستغرب. وكان غارثون قد شدد في تصريح سابق على ان حزب الشعب اليميني والحزب الاشتراكي يتبنيان باستمرار مواقف شائنة، مضيفا ان "القوى الحاكمة في بلادنا منذ سنوات لا تشارك في الانتخابات: انها النخب الاقتصادية، التي تقوم بطرق غير شرعية بتمويل هذه الأحزاب، لتحقيق ارباح طائلة بفضل هذا الدعم". يذكر ان حزب الشعب اليميني بزعامة راخوي كان قد خسر الأكثرية المطلقة في انتخابات كانون الأول 2015، ولم يستطع استعادتها في الانتخابات المبكرة التي جرت في نهاية حزيران الفائت، على الرغم من احتفاظه بموقع الصدارة. وإذا لم يتمكن المتنافسون حتى الحادي والثلاثين من الشهر الحالي من الاتفاق على تشكيل الحكومة المرتقبة، فسيقرر الملك الاسباني فيليب السادس تحديد اليوم الأول من ايام عطلة عيد الميلاد موعدا لإجراء انتخابات مبكرة جديدة في البلاد.