شاميران مروكل : الحزب يدعم المرأة ونضالها ويضع قضيتها ضمن اولوياته

طريق الشعب : يتوجه حزبنا الى عقد مؤتمره الوطني العاشر. هل لك ان تضعي قراءنا في صورة معالجات المؤتمر لقضايا المرأة العراقية ؟
 اولى الحزب الشيوعي العراقي قضية المرأة اهتماما خاصاً داخل العائلة وعلى الصعيد الوطني، واكد اهمية وتميز مكانتها في المجتمع. وفي وثائق المؤتمر العاشر يضع الحزب قضية المرأة ضمن اولوياته، ويتابع آلية تنفيذ إلاستراتيجية الهادفة للنهوض بالمرأة وصولا الى ادماجها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وبما يمكنها من ممارسة حقوقها السياسية لتأخذ دورها الفاعل في كافة المحافل ولضمان مشاركتها في بناء العراق الجديد . كما يسعى الحزب الى معالجة اثار التخلف وانتهاك حقوق المرأة بسبب سياسات الحكومات الدكتاتورية السابقة والممارسات الإرهابية والطائفية التي دفعت المرأة ثمنها، وبسبب تطويقها بالتقاليد البالية التي انتهكت انسانيتها . حزبنا وهو يتوجه نحو المؤتمر يضع قضية المرأة ومناقشتها موضع الاهتمام، وهو يعنى بها كانسانة قبل كل شيء. وهو في برنامجه يتوجه الى المراة العاملة ، الحضرية والريفية ، ربة البيت والموظفة ، ويسعى الى الارتقاء بمشاركتها في الحياة العامة .
طريق الشعب : في المؤتمر التاسع للحزب رشحت على القائمة العامة لعضوية اللجنة المركزية وليس على " الكوتا". ما هو رايك في " كوتا المرأة " كموقف تمييزي ايجابي تجاه المرأة ودورها ؟
 نعم انا رشحت على القائمة العامة في المؤتمر الوطني التاسع للحزب وقبله في المؤتمر الثامن، بهدف اثبات حقيقة ان لنا نحن الرفيقات في الحزب نفس حقوق الرفاق في المشاركة على قدم المساواة في الترشيح والانتخاب وتنفيذ المهام الحزبية . ولكن من اجل ضمان مشاركة اوسع للنساء في اللجان القيادية جاء قرار المؤتمر التاسع بتثبيت الكوتا للمرأة والذي هو فعلا تمييز ايجابي لمصلحة المرأة . فالفرص المتاحة للنساء لتطوير ذواتهن تقل كثيرا على الدوام عما يتاح للرجل في المجتمع، بسبب السياسات الظالمة والتقاليد والعادات البالية التي حكمت على المرأة ان تحيا في فضاءات محدودة، بعيدة عما تحتاجه لاطلاق طاقاتها وصقل مواهبها الأدبية والثقافية والسياسية وغيرها . لذا كان قرار حزبنا بتعزيز الثقة في الرفيقة، كي ترشح نفسها الى قيادة الحزب من خلال الكوتا، وبما يتيح لها المشاركة الواسعة في دراسة ومناقشة الشؤون الحزبية واتخاذ القرارات ورسم السياسات العامة.
طريق الشعب : كيف تنظرين الى دور المرأة العراقية حاليا في الحياة العامة ؟ وكيف يمكن تعزيز هذا الدور ؟
 اصبح للمرأة العراقية دور اكبر وبارز من خلال مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، بالرغم من كثرة حزم المحرمات والعادات والتقاليد البالية التي تطلقها مجموعات متطرفة، تحاول اعاقة المرأة وتقييد حركتها ارتباطا بما اصاب مجتمعنا من تراجع بسبب السياسات الخاطئة من تهميش واقصاء والغاء حقوق الآخر ، وتأجيج النعرات الطائفية التي مزقت المجتمع ، والتراجع عن الكثير من القوانين المدنية التي تحمي حقوق المرأة . مع كل هذا الذي يحصل تواصل النساء توجيه الانتباه نحو قضاياهن والتأكيد على اهمية التزام الدولة باتخاذ مجموعة من الاجراءات والتدابير، التي تكفل للمرأة حق المشاركة في كافة البرامج المتعلقة بمفاوضات السلام والمصالحة الوطنية والحياة العامة .
طريق الشعب : هل لك ان تحدثينا عن دور المرأة في الحراك الجماهيري المستمر؟
الدور الذي تلعبه النساء العراقيات اليوم في الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ، هو دور كبير لا يمكن إغفاله ولايقل اهمية عن التظاهرات والاحتجاجات نفسها. وقد ساهمت المرأة في قيادة هذه التظاهرات وفي ادارتها عبر التنسيقيات والمجاميع، من منطلق الإيمان الحقيقي بأهمية تعزيز دور المرأة وتأمين مشاركتها في كافة المجالات والمستويات. والاشتراك الواسع للمرأة في المظاهرات دليل جيد على مستقبل الحركات المؤيدة لحقوق المرأة ، وهو يعكس وعي المرأة العراقية وحضورها المشرف وهي تقف مع الرجل في المطالبة بالدولة المدنية واصلاح القضاء ومحاسبة المفسدين واعادة الهيبة للعراق وتأمين الحياة الحرة والكريمة للعراقيين.
طريق الشعب : ماذا تقول الرفيقة شاميران عن رابطة المرأة العراقية ، ودورها وعلاقاتها ، على الصعيد الوطني والصعيدين الإقليمي والعالمي ؟
 رابطة المرأة العراقية منظمة نسائية جماهيرية ديمقراطية تضم في صفوفها النساء العراقيات من كافة الانتماءات والفئات الاجتماعية وجمعت في اهدافها النضال من اجل التحرر الوطني والديمقراطية والسلام الى جانب النضال من اجل حقوق المرأة والطفل. وقد لعبت منذ تأسيسها دورا مهما في النضال من اجل وحدة الحركة النسوية العراقية، وتجلى هذا في الشعارات التي تبنتها الرابطة في مؤتمراتها وخاصة بعد 2003 . وللرابطة موقع متميز في ساحة المنظمات الديمقراطية، وهي من مؤسسي شبكة النساء العراقيات وشبكة المستقبل الديمقراطية العراقية، وشريك اساسي في تحالف 1325، وتحرص على اقامة العلاقات الوثيقة مع المؤسسات الرسمية الثقافية والتعليمية والاجتماعية. والرابطة تنفذ مع هذه المؤسسات العديد من الفعاليات الجماهيرية والتثقيفية ذات البعد الانساني والوطني وعلى مساحة الوطن، حيث تتواصل في تنفيذ هذه الفعاليات من خلال فروعها في المحافظات العراقية ، اضافة الى المركز بغداد .
وللرابطة على الصعيد الاقليمي والعالمي، منذ تأسيسها في 10 آذار،1952 دور مهم في السعي الى وحدة الحركة النسوية الديمقراطية في البلدان العربية وفي العالم اجمع . وتجلى ذلك في انضمامها الى الاتحاد النسائي العربي، والى الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي منذ تأسيسه. كما كان لها حضورها في دعم حركات المرأة التحررية في الجزائر وفلسطين ومصر وكل نضالات المرأة في الدول العربية . وكانت عضوا مؤثرا في محكمة النساء العربيات، ولها مشاركات مهمة ومتميزة في كافة المؤتمرات المحلية والاقليمية والعالمية. وبسبب قرارات جائرة من الحكومة الدكتاتورية جمد نشاط الرابطة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، ما اضطر الرابطة للانتقال الى العمل السري في الداخل، وتشكيل لجان للعمل الرابطى خارج العراق في دول المهجر التي لجأ اليها العراقيون ومن ثم في كردستان، حت تحققت العودة للعمل في الداخل بعد 2003.
وبفضل نشاط الرابطة بكل فروعها ، في الداخل والخارج ، وما اكتسبت من مصداقية، فقد استعادت عضويتها في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ( أندع ) كنائب لرئيس الاتحاد، بعد ان كانت قد خسرته لسنين خلت بسبب سياسة الإقصاء والقمع والاضطهاد التي مارسها النظام الدكتاتوري تجاه المنظمات الديمقراطية .