- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين2/نوفمبر 2016 19:06
جمال نوري
عن دار "الإبداع للطباعة والنشر" صدر كتاب (قراءات في المشهد العراقي) للكاتب ممدوح التكريتي. ويضم الكتاب العديد من المقالات التي سبق نشرها في الصحف والمجلات العراقية.
ما الذي يمكن أن يفعله الكاتب في الظروف الصعبة والمعقدة غير أن يشهر قلمه ويتصدى لجملة من الإشكالات والمواقف عبر معالجة فكرية ودراسة واعية وقد يعبر الكاتب عن رؤيته الشخصية أو رؤية الفكر الذي ينتمي اليه. ويعرض الكاتب ممدوح محمد الحبوس عبر قراءاته المتعددة الكثير من المواضيع التي تشغل الفرد العراقي . وتحدث عن قضايا مختلفة تنوعت بين السياسة والاقتصاد والتربية والفكر ومن بين الأمور التي أولاها اهتماما خاصا هو الجانب السياسي الذي يؤثر وينعكس تناغمه أو تنافره على المشهد الحياتي للناس فكلما كانت القوى السياسية متزنة تؤمن بالمواطنة كقيمة عليا والإخلاص للوطن هدفها الأسمى كلما تقدم العراق وتطور وتجاوز محنته ومشاكله ولا سيما بعد تعرضه لاحتلال سافر أدى إلى نتائج وإفرازات كثيرة تركت ندوباً واخاديداً في الجسد العراقي الواحد. لقد بيّن الكاتب أيضاً خطورة الفساد الإداري واستشرائه وآثاره القاتلة في تبديد ثروات العراق فضلا عن تشخيصه وإدانته المحاصصة كداء حل على العراقيين واستنزف قدراتهم عبر الاختيارات العشوائية للمناصب حسب المحاصصة المقيتة وما أدت إليه من نكبات وكبوات وآثار سلبية.. ولم يتوقف الحبوس عند هذه العناوين حسب بل تطرق إلى معاناة العمال والفلاحين والطبقات الكادحة في نضالها وسعيها إلى الحصول على حياة حرة كريمة ولعل مناشدته المتكررة صوب (وطن حر وشعب سعيد) هو ما جعل الكاتب يبحث عن حقوقهم ويلاحق همومهم ويناضل من اجلهم على الصعيد النظري والعملي ومن خلال موقفه كعضو لمجلس المحافظة وتسلمه مهمة التربية كواحدة من المؤسسات الخطيرة التي تساهم في بناء المجتمع وتطوره .. وطرح الكاتب أيضا جملة من الأماني التي يتمنى تحقيقها عبر ما يسعى إليه الجميع في بناء مجتمع متمدن ومتحضر ينبذ المحاصصة والاثنية والصراع السلبي بين القوى المتنفذة التي تسعى إلى الحصول على مآربها ومنافعها الشخصية ولعل هذه المقالات هي غيض من فيض مما كتبه الحبوس متعرضا لمفردات الحياة اليومية والإشكالات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالواقع العراقي طيلة السنوات الماضية.