الحزب الشيوعي المصري ينعي الزعيم الراحل فيدل كاسترو

فقدت الحركة الشيوعية العالمية وحركة التحرر الوطني أحد أبرز الرموز التاريخية المناهضة للقوى الإمبريالية والإستعمار العالمي، الزعيم الكوبي الراحل الرفيق" فيدل كاسترو"، عن عمر ناهز التسعين عاما قضى منها أكثر من ستين عاما متحديا العدوان والحصار الأمريكي لكوبا.
ولد الزعيم الراحل في 13 أغسطس عام 1926، وفي سنوات شبابه الأولى اتخذ مواقف مناهضة للنظام الاقطاعي الاستبدادي في كوبا بقيادة الديكتاتور باتيستا، واكتشف بعدها ضرورة الكفاح المسلح لاسقاط هذا النظام التابع للولايات المتحدة الأمريكية، فانشأ في عام 1953 وهو في السابعة والعشرين من عمره منظمة "26 يوليو" التي حملت السلاح ضد النظام الديكتاتوري الكوبي، وقبض عليه وسجن لمدة عامين ثم اعفي عنه وتم نفيه الي المكسيك، ولكنه عاد ليستانف نضاله عام 1956 مع رفيقيه "ارنستو تشي جيفارا" وشقيقه الرئيس الكوبي الحالي "راؤول كاسترو"، وتمكن بالتحالف مع الحزب الشيوعي الكوبي من تشكيل جبهة وطنية نجحت في اسقاط حكم باتيستا الديكتاتوري عام 1959 ، ثم انضم الي الحزب الشيوعي الكوبي وتولى قيادة الحزب والدولة الثورية.
وبعد نجاح الثورة الكوبية وعلى مدى أكثر من ستة عقود، دبرت وكالة الاستخبارات الامريكية محاولات مستمرة لاغتياله فشلت جميعها، وتمكنت كوبا في عهده من الصمود أمام الحصار الامريكي، ونجحت في أن تكون ملهمة لنضالات شعوب أمريكا اللاتينية والعالم اجمع، وامتد تأثيرها الي بقية قارات العالم عبر المشاركة في حركة عدم الإنحياز ودعم حركات التحرر الوطني في أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية للتخلص من الاستعمار وبناء اقتصاد وطني بافاق إشتراكية، كما تمكنت تلك الجزيرة الصغيرة الواقعة في الحظيرة الخلفية للولايات المتحدة الامريكية من تحقيق انجازات مبهرة للشعب الكوبي رغم الحصار الامريكي لها، فقد تم محو الامية تماما في كوبا، وتم تطبيق نظام للرعاية الصحية يشمل جميع المواطنين وانخفضت معدلات وفيات الاطفال حتى اصبحت قريبة جدا من الدول المتقدمة في العالم.
وكان الزعيم الراحل يؤكد دوما على ارتباط الديمقراطية في الرؤية الشيوعية بالعدالة الاجتماعية في ظل اقتصاد اشتراكي منتظم، كبديل للديمقراطية الليبرالية الزائفة. وكانت أخر كلمات الزعيم فيدل كاسترو للشعب الكوبي "قريبا سيكون عمري تسعين عاما، قريبا ساكون مثل الاخرين فالكل يأتي دوره، ولكن افكار الشيوعيين لن تموت ابدا".
ويتقدم الحزب الشيوعي المصري بخالص العزاء والمواساة للشعب الكوبي وللحزب الشيوعي والدولة الكوبية، ولشعوب العالم واحزابها وقواها التقدمية، مؤكدا ثقته في أن الإشتراكية هي طريق الخلاص من كل أشكال الإستعمار والاستغلال الرأسمالي.
ويؤكد حزبنا أن الزعيم الراحل فيدل كاسترو سيظل ملهما لكل الثوريين في العالم بدوره التاريخي ونضالاته وتضحياته العظيمة، ثائرا ضد الديكتاتورية والاستغلال، مناضلا فذا ضد الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وقائدا بارزا ضمن القيادات التاريخية لحركة التحرر الوطني العالمية، وأحد الزعماء التاريخيين في الحركة الشيوعية العالمية.