مدارات

نيبال .. تحالف اليسار يفوز في الانتخابات البرلمانية وانتخابات برلمانات الولايات

رشيد غويلب
لم تعلن بعد النتائج النهائية رسميا الخاصة بالانتخابات النيبالية، وسيحتاج الأمر قرابة اسبوع. ولكن من الواضح بالفعل أن التحالف اليساري المؤلف من الحزب الشيوعي النيبالي/الماركسي اللينيني المتحد (UML) والحزب الشيوعي النيبالي/ المركز الماوي (MC) هو الفائز بالانتخابات البرلمانية وانتخابات برلمانات الولايات في النيبال، التي جرت على مرحلتين في 26 تشرين الثاني و 7 كانون الأول الحالي. وان حكومة اليسار قادمه. واضح ايضا توازن القوى بين طرفي التحالف، في حين حصل الحزب الشيوعي حتى الان على 72 مقعدا في البرلمان الوطني، ويتقدم في عشر دوائر انتخابية اخرى، حصل شقيقه الماوي على 29 مقعدا، ومن المتوقع ان يحصل على 6 مقاعد اخرى. وفي برلمانات الولايات حصل الشيوعي على 134 مقعدا، مقابل 59 لشقيقه الماوي..
واصيب حزب المؤتمر النيبالي بكارثة حقيقية، اذ لم يحصل حتى الآن سوى على 17 مقعدا، وفشلت شخصيات مهمة في الحزب في الحفاظ على تواجدها في البرلمان الجديد. وعلى 35 مقعد فقط في برلمانات الولايات. ولم يشفع للحزب تنصيب نفسه وصيا على الديمقراطية، ولا حملة التخويف التي اثارها بشأن الدكتاتورية والخطر الأحمر.
وبعد مرورد تسع سنوات من إعلان الجمهورية - في عام 2008 وانهيار الملكية، وبعد حرب أهلية استمرت عشر سنوات، دعي 15,4 مليون نيبالي لانتخاب برلمان وطني جديد، وللتصويت ولاول مرة لانتخاب المجالس التشريعية لولايات البلاد السبعة. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 66 فى المائة.
وتحدث الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "لحظة تاريخية بالنسبة للنيبال في بناء نظامها الفيدرالى كما جاء فى دستور عام 2015 ". لقد جرى صراع مرير بين القوى السياسية استغرق عقدا بأكمله قبل الاتفاق على دستور البلاد النافذ. ويمكن التعرف على تشظي المشهد السياسي في البلاد من خلال مشاركة 6 آلاف مرشح في الانتخابات يمثلون 90 حزبا. ولكن كان منذ البداية واضحا ان الحزبين الشيوعيين وحزب المؤتمر هي القوى صاحبة الحظ الأوفر في الفوز. يذكر ان شيوعيي النيبال خاضوا كفاحا مسلحا خلال سنوات 1996 - 2006 ضد الملكية، كان له الاثر الأكير في اسقاطها. وشكل الحزبان في تشرين الاول الفائت تحالفا لخوض السباق الانتخابي. وهناك مساع جدية لتوحيد الحزبين في اطار واحد. وعلى الرغم من ان الحزبين كانا ذوي تأثير سياسي كبير، الا ان خلافات سياسية وتنظمية حالت دون توحيد جهودهما في وقت مبكر.
ويتطلع سكان البلاد البالغ عددهم 28 مليون نسمة الى الاستقرار والتنمية بعد حربا اهلية كلفتهم 16 الف ضحية، وما تبعها من فوضى سياسية، وماسببته كارثة زلزال عام 2015 من خسائر فادحة. ولحد الآن هناك نسبة منخفضة من المباني المدمرة اعيد اصلاحها جزئيا واصبحت قابلة للسكن. والنيبال واحدة من أفقر بلدان العالم . ويعمل العديد من النيباليين في الهند وفي بلدان آسيوية أخرى.وتعد الصين. والهند اكبر شركاء النيبال تجاريا، واكبر البلدان المانحة. ولاسباب استراتيجية يتنافس كلا الجاران على التأثير في النيبال. ووفق تقارير صحفية استثمرت الصين في النيبال، 8,3 مليار دولار، خلال العام الحالي. وتضاعف التبادل التجاري مع الصين، منذ عام 2006 ، 17 مرة مقارنة بمثيله مع الهند. وسيؤدي استلام تحالف اليسار للسلطة الى تغيير كبير في علاقات النيبال الخارجية، ففي الوقت الذي كان حزب المؤتمر يتمتع بعلاقات متميزة مع الهند، تحتفظ قوى تحالف اليسار بعلاقات متميزة مع منافستها الصين.
بوشبا كمال داهال القيادي في الحزب الشيوعي الماوي، والذي لا يزال ينادى باسمه خلال سنوات الكفاح المسلح (براشاندا)، ويحظى بشعبية كبيرة، من المرتقب ان يكون رئيس الوزراء القادم، وصف النصر الانتخابي بـ "تفويض من الشعب"، وفي الوقت نفسه "تحديا هائلا". وفي تصريح صحفي ، اكد الزعيم الشيوعي، ان استلام حكومة اليسار للسلطة، سيتفح الطريق امام ازدهار الشعب.وان هناك حاجة ماسة لتطور البنى التحتية، وتحسين الظروف المعاشية. وشدد على اهمية العمل لتوحيد الحزبين الشيوعيين، وانه لاشك في ذلك، وهناك لجنة قد تشكلت لانجاز هذه المهمة.