فتنة مجلس النواب في تقاعد شرب الانخاب / د. مؤيد عبد الستار

بعد جر وعر في مناقشات عقيمة لقانون التقاعد الموحد التي جرت في مجلس النواب لاكثر من عامين ، خرج علينا المجلس المعتبر باقرار الحد الادني للتقاعد العام بمبلغ400 الف ( اربعمائة الف دينار) اي ما يقابل 350 دولارا .
بينما اقر المجلس ( الموقر ) مبلغا يعد بالملايين تقاعدا لاعضاء المجلس و اصحاب الدرجات الخاصة الذين لا يعدون ولا يحصون لكثرتهم وتوزعهم كالفطريات في مكاتب الرئاسات الثلاث من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب وما يتبعهم من حابل ونابل .
ان التهاون في الحفاظ على المال العام والتفنن في سرقته أصبح مرضا مزمنا للمسؤولين في المؤسسات الرسمية ، فهم يسرقون المال بشتى الحجج ، مرة بحجة الراتب ، واخرى بحجة التقاعد ، وثالثة بحجة الشركات الوهمية ، واخرى بحجة الكومشن وغير ذلك من حجج برع فيها النواب والوزراء والاعوان واقارب المسؤولين وابناؤهم وذويهم وحاشيتهم وخدمهم واتباعهم ومن لف لفهم .
ايها المواطن المستلب الحقوق ...
ايها المواطن الفقير ....
ايها المواطن الجائع .....
اخرج من بيتك شاهرا فقرك ...
اقصد مجلس النواب
طالب بحقك .. ...
ياقراء المجالس الحسينية ....
يا ايها الذين تقودون الفقراء يوم عاشوراء في التعازي والسبايات نحو العتبات المقدسة ليسكبوا العبرات عند اضرحة الائمة الكرام :
اخرجوا اليوم لتقودوا هؤلاء الفقراء والمساكين الى مجلس النواب ليطالبوا بحقوقهم العادلة ويزيحوا السراق من تحت قبة البرلمان التي دنسوها بكذبهم ونهبهم لثروات العباد .
وان كنتم تخليتم عن مثل هذه المهمة ، فاولى بكم ان تتركوا مهمة اسالة دموع الفقراء، وتركهم ينامون على جوعهم وفقرهم .....
فقراء صدق فيهم قول الجواهري :
نامي جياع الشعـبِ نامي
حرستكِ آلهةُ الطعامِ
نامي فان لم تشبعي
من يقظةٍ فمن المنامِ
نامي على رنة البعوضِ
كأنه سجعُ الحمام ِ
يحقُ لنا أن نبدل صرخة الجواهري ( نامي على رنة البعوض ) الى نامي على رنة النواب ....