المنبرالحر

لغة يفهمها الناس! / يوسف أبو الفوز

نقترب من يوم الاستحقاق الدستوري، يوم انتخابات مجلس النواب في 30 نيسان القادم، واجواء عدم الثقة والتجاذبات بين الكتل المتنفذة متواصلة، وملفات كثيرة عالقة في مجلس النواب، دون اجراءات حاسمة وفعلية، بل ان العديد من الاجراءات الحكومية والقرارات والتصريحات السياسية صارت تصعّد من اجواء التوتر، والمواطن العراقي يشعر ان الامور تدور في حلقة مفرغة مع تواصل الخروقات الامنية ونشاط "داعش" واخواتها.
كان صديقي الصدوق، أبو سكينة، منتبها لكل كلمة اقولها وانا اعرض للحاضرين واقع الحال، وبعض ما تقوله التقارير الصحفية واقوال المراقبين للشأن العراقي. كان منتبها لتعليقات جليل التي بدت متفائلة رغم كل ذلك وهو يكرر: "الانتخابات ستكون حدا فاصلا، الكثير من ابناء شعبنا ينوون اختيار عناصر مؤهلة،وجوها جديدة لا تحوم حولها شبهات فساد، وان الامل بالتغيير هو الذي يجعلني اتفاءل، والكثير من الناس بدأت تفهم الامور".
ايدت سكينة كلام جليل فخلال مشاركتها في فعالية نسوية بمناسبة عيد المرأة لمست اصرارا عند جمهرة النساء بضرورة التغيير.
فاجأني ابو سكينة: "بروح موتاك ذكرني بوحدة من تصريحات "صاحبنه" بالانتخابات السابقة؟"
فهمت مزاجه المتفائل، فأجبته: هل تقصد حديثه عن "الانبعاجات المجتمعية في التحولات الظاهرة" أم "الانبهار المتوالي في التحديات الراهنة". ضحك ابو سكينة عاليا، قال : "افهم انه وباعتباره من جماعة حط لي واحط لك، يعني المحاططة، يمكنه ان يحكي بلغة "نحباني لالو" لان هو يعرف فقط الضحك على عقول الناس. لكن لماذا صاحبك المثقف المهندم يكتب مثله؟ احنا لازم نكتب حتى تفتهمنا الناس ونوعّيها، حتى تقف الى جانب الشرفاء في الانتخابات، لو نحيّرها ونكتب لها كلمات متقاطعة ؟!
وفهمت ان ابو سكينة يواصل حديثا سابقا ، حين طلب مني ان أفسر واشرح له نصا قرأته له ابنته سكينة ، ولم يفهم منه شيئا. كان كاتبنا الصديق، ويفترض انه يكتب لامثال ابو سكينة، يحلق في عوالم اللغة وانبعاجاتها وقواميسها، يكتب لنخبة يعرفها هو، فأستاء ابو سكينة من ذلك، وصاح بي ساعتها: بروح موتاك ما تقول لصاحبك المهندم، على لساني ان على كيفه ويانا، ليترك "الأنبعاجات المجتمعية" و"صمت الضجيج" و ما اعرف شنو، لصاحبنه وامثاله، وليحكي لنا عدل ، على قدر ما نفهم!