«الجوكر» نقيب النُقَباء ..!/ مازن العاني

ممتن أنا لأستاذي الجليل الدكتور فرحان باقر أمد الله في عمره، لان العنوان الذي وسم به مذكراته الشخصية التي صدرت قبل سنوات: « حكيم الحكام من قاسم الى صدام» أوحى لي بعنوان هذا العمود. أستاذنا قصد بالحكام رؤساء العراق الذين كان طبيبا شخصيا لهم، خصوصا الزعيم عبد الكريم قاسم و أحمد حسن البكر.
يبدو ان واحدة من حِكم حكامنا بعد التغيير في 2003 هي موقفهم السلبي من العمل النقابي و المهني عموما. و هناك الكثير من الشواهد و المواقف التي تؤكد ذلك، بدءا من القرارالذي جمد نشاط الهيئات النقابية التي كانت قائمة، و لجنة القرار رقم 3 لسنة 2004، وصولا الى الاحتفاظ بكل قرارات «مجلس قيادة الثورة» المنحل التي تقيد العمل النقابي، مرورا بالقرار المجحف رقم 8750 ، الذي جمد السيد الجعفري بموجبه أموال النقابات، تدخلات أطراف حزبية حاكمة و محاولاتها للتزوير و الترهيب.
واقترن بهذا الموقف السلبي الحكومي من العمل النقابي موقف آخر مثير للتندر والسخرية، عبرعن ازدواجية موقف الحكومة وتعاملها الانتقائي مع الهيئات التي تم انتخابها.
هناك نقيب مقرب من حزب حاكم، وهذا النقيب المدلل ينفرد دون غيره من رؤساء النقابات الاخرى بحضور المؤتمرات الرسمية و شبه الرسمية، كذلك يكاد لا يخلو نشاط لسفارة او مكتب منظمة دولية في بغداد من حضوره، و على الدوام يكون مقعده محجوزاً الى جانب مسؤولين كبار في الدولة! و ظهر في مناسبات الى جانب رئيس الوزاء يوشوش في اذنه، ليوحي للحضور مدى قرب السيد النقيب من السيد الرئيس..!
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا هذا النقيب بعينه ولوحده يحتل هذه الحظوة لدى مسؤولين كبار في الحكومة من بين عموم النقباء ورؤساء الاتحادات المهنية في العراق الذين يزيد عددهم على 50 نقيبا ؟
فبدلا من حضور نقيب المحامين او الحقوقيين مؤتمرا حكوميا عن حقوق الانسان مثلا، يتصدر صاحبنا « حكيم الحكام» المشهد. وحين يكون النشاط خاصا بالمبادرة الزراعية او خطط التنمية او اصلاح النظام التعليمي، نرى صاحبنا «الجوكر» «يكش» نقباء الزراعة والمهندسين والمعلمين و يتصدر الجلسات. دع عنك صولاته وجولاته في الفعاليات والمؤتمرات الرسمية الاخرى التي تنظم حول «الارهاب والكباب» والمرأة والبيئة والطاقة وغيرها الكثير..! والأَمرُ من ذلك ان صاحبنا المعروف للجميع بانه من رهط النظام السابق، يُدعى الى حضور فعاليات تقام عن ا?مقابر الجماعية والشهداء والسجناء السياسيين !
ان التساؤل المقترن بالسخرية أمام هذه الميلودراما هو: ما سر «البازباند» الذي يحمله «نقيب النقباء» كي تفتح امامه لوحده الابواب الموصدة بوجه نقباء و رؤساء اتحادات آخرين؟
ساترك لكم اكتشاف سر حظوة صاحبنا، و من يفوز منكم دون الاستعانة بصديق أو بالجمهور، وبدون حذف اية إجابة، سيربح المليون..!