ما يلزم حمدان بروانة ؟! / يوسف أبو الفوز

حالما أنتهت أنتخابات مجلس النواب، اشار المراقبون الى ان ما هو مشترك عند الكثير من العراقيين، كان الذهاب الى الانتخابات بأعتبارها الحل السلمي والديمقراطي لتغيير الحال المزري الذي وصلت اليه البلاد، والذي خلق ظروفا غير طبيعية جرت فيها الانتخابات، فتركت تأثيرها الواضح على التهيئة لها وعلى مجرياتها، وبالتالي على نتائجها.
كان صديقي الصدوق، ابو سكينة مستاء وهو يتابع ما قيل عن كون الاجهزة المعنية، من المفوضية الى الحكومة، كالت بمكيالين في تعاملها المباشر مع مجريات الاحداث، قبل وخلال اجراء الانتخابات.
ومن جانب آخر فان مجمل الاجواء السائدة، كانت عاملا مساعدا لمزيد من التدخلات الاقليمية والدولية في شؤون البلاد. تحدث جليل عن الدعايات الانتخابية التي لعب فيها المال السياسي الداخلي والخارجي، دورا بارزا في شراء ذمم البعض، وجاء بأمثلة صارت معروفة للقاصي والداني. وتحدثت سكينة عن نماذج من الخروقات الانتخابية التي سجلها مراقبون محايدون. رويت لهم كيف ان دبلوماسيا شارك في الانتخابات في دولة اوربية وحضر بمستمسكات مستنسخة وهو مخالف لتوجيهات مفوضية الانتخابات حيث تطالب بوثائق اصلية، والى جانب كون وثائقه صادرة من العاصمة بغداد، رغب بالتصويت لمرشحه في محافظة معينة، مما جعل مسؤولو المركز في حيص بيص من الحيرة، فاضطروا لتغطية الامر وتمشيته بالضد من رغباتهم والقوانين. ضحك ابو سكينة فالتفتنا اليه جميعا، واضاف: قصدك مثل سالفة حمدان بروانة ؟
وهذه حكاية طالما كررها ابو سكينة، حين جرى التنافس على مختارية قرية آل عودر، واذ شعر حمدان بروانه ان الفرصة ربما مؤاتية له، وربما ينجح في ازاحة المختار القديم ، الذي شبعت الناس من وعوده وخططه، التي لم تنفذ لجلب الرخاء للقرية. وقف خطيبا باهل القرية، ووزع ما شاء له من الوعود، واخذه الحماس واهتاج، وطالب اهل القرية بالالتزام بالعدل والانصاف، وان يقدموا للمحتاجين من اهل القرية ما يفيض عن حاجتهم :(اذا كان عندك بطانية نوم زائدة قدمها لجارك المحتاج ، واذا عندك قدرين قدم احدهما لجارك الذي لا يملك واحدا. احتفظ لنفسك فقط بما تحتاج، حتى تريح ضميرك وترضى عنك الناس ويرضى عنك رب العالمين).
وبعد ان دار حمدان بروانه هنا وهناك وعاد الى بيته متأخرا، وجد ان زوجته قد وزعت للجيران واهل القرية نصف ما كان عنده في البيت، فصاح بها مصعوقا : ماذا فعلت يا أمرأة ؟ فاجابته بهدوء ورضا نفس، بأنها فعلت ما كان ينادي به ويطالب الناس بفعله ! فصاح غاضبا : هدمت لي بيتي ، نحن نطالب الناس بفعل ذلك ولا نلزم انفسنا به !