أوربا تصاب بزلزال سياسي/ جمعة عبد الله

افرزت نتائج الانتخابات للبرلمان الاوربي، التي جرت في كل دول الاتحاد الاوربي، البالغة عددها 28 دولة أوربية، والتي شهدت مقاطعة كبيرة، وعزوف المواطنين، عن المشاركة والذهاب الى صناديق الاقتراع ، حيث بلغت نسبة المشاركة ، منخفضة جداً، اذ بلغت نسبة التصويت بشكل عام نسبة 43،11% بالمئة من الاصوات ، بينما توجد دول نسبة المشاركة فيها ضئيلة جداً ، مثل دولة ( سلوفاكيا ) بلغت نسبة المشاركة 13% بالمئة من الاصوات الانتخابية ، وكذلك في جمهورية ( الجيك ) بلغت المساهمة 19% بالمئة من الاصوات الانتخابية، في حين سجلت حضوراً كبيراً من المساهمة في صناديق الاقتراع في ( بولونيا ) ، حيث بلغت نسبة المشاركة 77% بالمئة من الاصوات الانتخابية على البرلمان الاوربي البالغ عدد مقاعده 751 مقعد ، بعد انضمام ( كرواتيا ) الى الاتحاد الاوربي ( خصص لها 12 مقعدا . مما يذكر بان مقاعد البرلمان الاوربي ، توزع حسب عدد سكان كل بلد ) ، ولكن المفاجئات الكبيرة، احدثت شرخا وصداعا كبيرا ، لاول مرة في تاريخ البرلمان الاوربي وفي تاريخ اوربا السياسي ، بالمفاجئات التي وصفها الرئيس الفرنسي ( هولاند ) بانها احدثت زلزال في أوربا . او حسب ما صرح به رئيس الوزراء البريطاني ( ديفيد كاميرون ) بقوله ( بانها اصابت أوربا بالاحباط الشديد ) . حيث صعدت احزاب اليمين المتطرفة ( العنصرية ) لتحتل مواقع متقدمة في التسلسل السياسي ، او بعضها احتل المراكز الاولية في نسب التصويت ، وبعضها يدخل البرلمان الاوربي لاول مرة ، هذا الحدث الابرز في كل الدول الاوربية، بدون استثناء ، ان النسب الانتخابية العالية التي حصلت عليها هذه الاحزاب العنصرية ، تشكل تهديدا وقلقا في الاتحاد الاوربي ، وهذا يدل على نجاح دعاياتهم الانتخابية ، التي تستند على بدعة وفزاعة من تواجد الاجانب والمهاجرين ، بتذرع وبحجج ، بان الازمة الاقتصادية الخانقة، التي ركعت أوربا الى الاسوأ، بان مصدرها الاجانب والمهاجرين ، الذين يحتلون مواقع عمل اهل البلد ، وان الازمة الاقتصادية ستظل بشكل حاد ، طالما ظل الاجانب والمهاجرين في البلدان الاوربية ، وانهم سيقومون بالطرد ، وفرض القوانين القاسية والصارمة بحق تواجد الاجانب والمهاجرين ، حتى يطردون من البلدان الاوربية بشكل جماعي ، حتى يتنفس مواطني أوربا الصعداء ورمي هذا الثقل الكبير، وحتى يبدأ طريق الرفاه والرخاء، بهذا المنطق العنصري اللانساني، احتلوا مواقع متقدمة في الانتخابات، وسجلوا انتصارات كبيرة في كل بلد أوربي دون أستثناء ، في النسب العالية ، لم يحلموا بها اطلاقاً من قبل ، ونسجل في هذا الاستعراض الموجز اهم هذه المفاجئات ، التي حدثت في الانتخابات للبرلمان الاوربي ، لدولة الاتحاد الاوربي ، وهي :
1 - فرنسا : حزب اليمين المتطرف ، الجبهة الوطنية ( FN ) احتل المركز الاول في النسبة العالية التي حصل عليها في الانتخابات ، بشكل غير متوقع ، حيث حصل على نسبة كبيرة لاول مرة في تاريخه السياسي ، اذ حصل على نسبة بلغت 25،41% ، بالمئة من الاصوات الانتخابية ، اي اكثر بخمس نقاط من الحزب الحاكم السابق ، ( حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية )، اذ حصل على نسبة 20،77% بالمئة من الاصوات الانتخابية ،واكثر من عشر نقاط من الحزب الاشتراكي ، الحاكم ، الذي مني بهزيمة ساحقة ، اذ حصل على نسبة بلغت 13،97% بالمئة من الاصوات الانتخابية . لذلك طالب الحزب العنصري ( FN ) الحزب الحاكم بالدعوة الى اجراء انتخابات برلمانية جديدة .
2 - بريطانيا : سجل حزب ( بريطانيا المستقلة ) نصراً ساحقاً في هذه الانتخابات ، وعلى المركز الاول ، بين جميع الاحزاب ، اذ حصل على نسبة بلغت 29% بالمئة من الاصوات الانتخابية ، ولذلك طالب الحكومة باجراء استفتاء شعبي يدعو الى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوربي ، والدعوة الى الاحزاب الاوربية بحل الاتحاد الاوربي .
3 - اليونان : لاول مرة في تاريخ اليونان السياسي ، يحصل حزب يساري ( سيريزا) على المركز الاول ، ويسجل انتصارا كبيرا على كل الاحزاب، اذ حصل على نسبة بلغت 26،60% بالمئة من الاصوات الانتخابية ، وحصل على 5 مقاعد في البرلمان الاوربي ( المقاعد المخصصة لليونان 21 مقعد ) . بينما حصل الحزب الحاكم ( الديموقراطية الجديدة ) على نسبة بلغت 22،71% بالمئة من الاصوات الانتخابية ، وحصل الحزب الحاكم السابق ( باسوك ) على نسبة بلغت 8،02% بالمئة من الاصوات الانتخابية . بينما لاول مرة في تاريخ اليونان السياسي ، الحزب اليمين المتطرف ( الفجر الذهبي ) يدخل البرلمان الاوربي ، ويحصل على نسبة بلغت 9،39% بالمئة من الاصوات ، ويحصل على 3 مقاعد في البرلمان الاوربي . ان الحزب اليساري ( سيريزا ) الذي حصل على المرتبة الاولى في هذه الانتخابات ، طالب بتسريع الدعوة الى اجراء انتخابات برلمانية جديدة بشكل عاجل .

ان احزاب اليمين المتطرفة ( العنصرية ) حصلت على نسب انتخابية عالية ، لم تكن تحلم بها ابداً ، لولا شماعة الاجانب والمهاجرين ، وهذا يترتب عليه ، عواقب وخيمة ضد الوجود الاجنبي ، وفرض القوانين الصارمة والقاهرة ضد الاجانب والمهاجرين ، بمعنى اخر ستسد أوربا ابوابها لتدفق الاجانب ، واحداث مشاكل عويصة وقاهرة ، بشأن الاقامات الشرعية وغير الشرعية ، في كل الدول الاوربية بدون استثناء ..... ان الخارطة السياسية الجديدة للبرلمان الاوربي ، البالغ مجموع مقاعده 751 مقعدا ، موزعة على الشكل الاتي .
1 - احزاب الديموقراطية المحافظة حصلت على 214 مقعدا
2 - الاحزاب الاشتراكية ، حصلت على 189 مقعدا
3 - الاحزاب الليبرالية حصلت على 72 مقعدا
4 - احزاب الخضر حصلت على 52 مقعدا
5 - احزاب اليمين المتطرفة ( العنصرية ) حصلت على 46 مقعدا
6 - احزاب ( اليسار والشيوعيون ) 42 مقعدا
7 - احزاب مستقلة 41 مقعدا
8 - احزاب متفرقة بتسميات مختلفة حصلت على 101 مقعد