تنبهوا واستفيقوا أيها العراقيون / جواد وادي

يوما بعد آخر تتزايد أصوات العراقيين العقلاء الذين شعروا بخبرة العارف الفطن بعواقب النتائج الخطيرة التي تسود الوضع السياسي والنسيج الاجتماعي والتي تنذر بأبشع العواقب الكارثية، إن لم تشتغل الكوابح لإيقاف هذا المد الخطير الذي سيحرق الاخضر واليابس وسوف لا يبقي ولا يذر حتى لمن أشعلوا ولا زالوا يؤججون الفتن والكل سيكون في ذات المركب ليغرق الجميع حيث لا عاصم لهم قبل فوات الأوان إلا العودة الى العقل المتزن ورجحان كفة الحكمة على التطير والاندفاع غير محسوب النتائج والنهايات.
ها نحن ننذر ونكرر تحذيراتنا، في حلنا وترحالنا ونحن نراقب تسلسل الأحداث بعين الراصد للمنحدر المخيف لما عليه الأمور الآخذة بالزحف نحو الهاوية والجميع قد أغلقوا مجساتهم وكأن الطوفان اذا ما وصل ذروته سوف لن يطالهم، ويبقى وسط هذا الموج المتلاطم من التهديدات بانتظار المد الأعنف، يتحرك العقلاء والوطنيون الأحرار بتوجيه التحذيرات من أجل التهدئة بعد أن بلغت رائحة شواط الحريق مديات من الاختناقات الخطيرة، ولتفعيل مجساتهم الوطنية قبل فوات الأوان.
وها هو الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يدق ناقوس الخطر بسبب موجة العنف والتفجيرات الأخيرة والتي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء ولا زالت متواصلة في عموم العراق مستهدفة المسحوقين والفقراء من كافة شرائح المجتمع العراقي، الأمر الذي بات الصمت الغريب وعدم التحرك السريع بمثابة مساهمة في هذا الخراب وهذا العبث الأرعن، وبات على كل الشرفاء الأحرار من سياسيين وغيرهم من بين الحريصين على الحفاظ على حرمة الدم العراقي تذويب خلافاتهم مهما كانت عصية على الحل، اكراما لهذا الدم المسفوح ظلما وعلى أيدي عصابات القتل المجرمة من بعثيين وسلفيين وغيرهم، واسترشادا بما جاء في هذا التصريح الوطني الحريص على استبعاد العراق عن دائرة الخطر المحدقة به، نستشهد به للتذكير والتأكيد على أن تتخذ كل الكتل العراقية المتناحرة والأحزاب المنضوية في حكم البلد هذا الكلام ملفا وطنيا ملحا ينبغي العمل على تفعيله ورمي كل الخلافات جانبا قبل عض أصابع الندم، والتي بدت لنا هذه الأصابع المتطايرة تلوح في الأفق، ندما لإدارة الظهر لمثل هذا الموقف الوطني من طرف كل الأطراف الموزعة على جغرافية العراق الجيوسياسية.
يقول التصريح الوطني المسؤول المنقول عن الرفيق موسى:
(عبر سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى عن بالغ القلق من تفاقم الاعتداءات الإرهابية ومظاهر العنف المنفلت في الايام الاخيرة، وقال ان هذا التدهور الخطير يشكل إدانة جديدة للقوى السياسية المتنفذة، التي تتحمل مسؤولية توريط البلاد في صراعات عبثية مدمرة. وقال موسى في تصريح صحفي صباح اليوم الثلاثاء إن ما تشهده البلاد منذ ما يزيد على أسبوع من تصعيد قوى الارهاب والجريمة عملياتها الدموية الغادرة، ومن اطلاقٍ للعنف على يد الاطراف المعنية جميعا، وما أدى إليه هذا وذاك من تفجير مساجد وحسينيات، واختطاف او اغتيال مواطنين أبرياء، وجنود يقومون بواجباتهم، ومسافرين عابرين آمنين، إنما يصيب مصالح البلد العليا في الصميم، ويمهد السبيل أمام مختلف التدخلات الخارجية، ويتيح المقامرة بمصائر الشعب وأبنائه.
وأضاف ان الأوان آن بالنسبة الى القوى الخيرة كافة، والأطراف غير المتورطة في العنف المنفلت اليوم، لتتحرك وتتواصل وتجتمع وتبادر الى اطلاق مشاريع ومبادرات ونداءات، للوقوف في وجه هذا المد الدموي المتفاقم، ووضع حدّ له، قبل ان يجرّنا إلى الحرب الاهلية الطائفية.
وشدد حميد مجيد موسى على ضرورة السعي إلى إيجاد مخرج من الأزمة المستفحلة التي تعيشها البلاد، والتي هي أساس التدهور المريع في الملف الأمني، مؤكداً ان تجاوز هذا الوضع الخطير لا يتم بالاجراءات الأمنية والعسكرية وحدها، بل أيضا بتفعيل المعالجات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وفي شأن الدعوات المؤسفة للثأر والانتقام التي يطلقها بعض السياسيين، أوضح سكرتير الحزب الشيوعي العراقي انها "سبب في تفاقم المشكلة، وتغذية العنف، وأساس لتشكيل وتحريك الميلشيات والجيوش والعصابات المسلحة. فهي بالتالي لا تعالج الأزمة، بل ولا تكون جزءاً من حلها، وانما هي عامل في تفاقمها وفي استبعاد أي حل لها".)
لا أظن أن هناك كلاما أبلغ من هذا الخطاب الوطني الذي يدمي القلب، والرفيق موسى يضع أصبعه على الجرح طالبا من الجميع المساهمة بحرص وطني ومسؤولية كبرى لتضميده قبل أن يصل الفتق مديات لا تنفع معه كل العمليات الجراحية، إنه نزيف متواصل بات من العسير السكوت عنه والصمت ازاءه لأنه دم أبرياء ومواطنين عزل، والسادة الساسة ممن خاطر العراقيون بأرواحهم ودمائهم لإيصالهم إلى ما هم عليه الآن، وبالتالي بات من الواجب الوطني على كل السياسيين التوقف عن هذه الإحترابات العبثية والتي لا معنى ولا مبرر لها مطلقا، وإيجاد الحلول العاجلة بتفعيل السلطات الثلاث ودراسة ما يحدث وبحرص وطني شديد، ودون ذلك فإن الطوفان قادم والكراسي في زوال، يوم لا ينفع لا طائفة ولا مذهب ولا قومية ولا... ولا... والكل سيركبون سفينة الغرق الأعظم ليعود الجميع في عداد الغرقى والناجون منهم سيعودون مخلوقات بلا وطن ولا هوية، إن بقى منهم ناجون؟!
والله... قد أعيتنا النصائح ونفذ مدادنا ونحن لا نملك غير هذا السلاح الوطني الشريف، فثوبوا لرشدكم أيها المتناحرون وليكن العراق والعراقيون هم من تسعون للحفاظ عليهم واسعادهم بعد سني الحرمان والقمع الصدامي المهين وها هو ذات الخراب ما زال متواصلا، فلا تجعلوا من العراقيين حطبا لمناحراتكم ومناكفاتكم التي وصلت مستوى لا تليق بكم كسياسيين تقودون بلدا كالعراق.