خطر داهم من الحدود الشمالية...ويتطلب الرد السريع / د . رمزي توماس

أقر البرلمان التركي ، البلد الذي يمثل الحدود الجغرافية الجنوبية للحلف الأطلسي " الناتو " أقر الموافقة على دخول الجيش التركي في كل من العراق وسوريا ، بحجة مكافحة تنظيم داعش الرهابي ...
أول مباركة لهذة الخطوة جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث ايدت الأدارة الأمريكية دخول الجيش التركي في الأراضي العراقية والسورية لمحاربة قوات داعش ...
يعتبر القرار التركي هذا مبادرة خطيرة للتدخل العسكري التركي في شؤن العراقوسوريا ، علماً بأن الحكومة التركية أقرت بعد التغيير في 2003 إدخال 10000 عشرة ألاف جندي تركي في العراق بحجة الحفاظ على الأمن في محافظة الموصل وضواحيها ، وكان ذلك إستجابة للضوء الأخضر الذي أستلمته تركيا من القرار الأمريكي ، وكان الرد الشعبي والرسمي والسياسي العراقي رفض هذا المقترح ...إذن هذة ليست المرة الأولى تسعى الحكومة التركية للتدخل العسكري الرسمي في شؤن العراق الداخلية ، وكلنا نعلم أن الحكومات المتعاقبة على الحكم في تركيا منذ أنهيار الأستعمار العثماني في أوائل العشرينات من القرن الماضي الى يومنا هذا تتمنى أن تتدخل عسكرياً في العراق لتحقيق طموحها ومآربها في السيطرة على منطقة ما يسمى ب " لواء الموصل " إنه حلم رجعي تعسفي تسعى الحكومات التركية تحقيقه والعودة الى النظام العثماني المتخلف وجعل المنطقة أحد الألوية التركية...
ومن الجدير بالذكر أن القوى الوطنية والديمقراطية والدينية بمختلف إتجاهاتها ومشاربها ، أضف الى ذلك جميع مرجعياتنا الدينية الموقرة ، مطالبة برفع صوتها شعبياً ورسمياً من أجل أصدار قرار يرفض رفضاً قاطعاً لدخول القوات العسكرية التركية داخل حدودنا الشمالية ، وتبيان مدى خطورة هذة الخطوة التعسفية المشينة للتدخل في شؤون العراق الداخلية ، وبأسرع وقت ممكن ، لأن هذة القوات تعشعش في صفوفها ومراتبها عناصر الداعش والبعث الفاشي وحلفائهم الأرهابيين الآخرين ، وكما أشارت معظم الصحف والوكالات العربية والدولية بأن تركيا كانت ولازالت مركز تجميع وتدريب الأرهابيين من مختلف دول العالم بالأضافة الى المساعدات العسكرية والنموينية واللوجستية التي تقدمها الحكومة التركية لهذة المنظمات الأرهابية ، بحيث سرعان ما تدخل هذة القوى العسكرية التركية في الحدود العراقية ستكون المنطقة المحصورة بين المناطق التي تسيطر عليها داعش وحلفائهم من جهة ومنطقة الجيش التركي في قبضة الأرهاب وساقطة عسكرياً بيد الأرهاب ، وينطبق على المنطقة وأهاليها بانها ستكون بين سندانة القوى الأرهابية ومطرقة الجاندرمة الرتكية الوحشية، بحيث ستسقط المناطق التالية من زاخو ثم دهوك وسهل نينوى بأكمله ، علماً بأن تلكيف وباطنايا التي تشكل بداية سهل نينوى من جهة الجنوب ( الموصل ) لحد اليوم تحت قبضة القوى الأرهابية / داعش وحلفائهم...
ناهيكم عن ما تضمره القوى العسكرية التركية من عداء لشعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكردي بشكل خاص وشعبنا من المكونات الأخرى من الكلداني السرياني الأشوري والشبك والأيزيديين والصابئة المندائيين وغيرهم ...
تحركوا وأرفضوا هذا القرار قبل فوات الآوان ...