داعش واردوغان يسعون الى سقوط كوباني / جمعة عبد الله

لم يعد ينطل نفاق وخداع اردوغان، على الرأي العام التركي والدولي ، بانه بالضد من ارهاب وجرائم تنظيم داعش ، فقد انكشفت حقيقة اللعبة السياسية ، من خلال مجريات الاحداث المتسارعة ، التي تتمثل في تقدم تنظيم داعش نحو مدينة كوباني ( عين العرب ) ومحاصرتها ، ومحاولات اقتحامها ، لارتكاب مجازر ومذابح بحق المئات من اهل المدينة , الذين رفضوا المغادرة والخروج , لقد سقطت كل الفقاعات الاعلامية ، التي تاجر بها اردوغان طويلاً في اللعب على الحبلين ، وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد , هو غرض امتصاص النقمة الشعبية الداخلية في تركيا , وخداع المجتمع الدولي بانه يساهم في الحملة الدولية على الارهاب والتنظيمات الارهابية ومنها داعش . لقد اتضحت الصورة بجلاء ووضوح من المواقف التي اتخذها اردوغان , التي تعكس بوضوح بانه يساهم في تمدد داعش وتقوية نفوذها . وما الخطوات التي اتخذها توضح اهدافه الشريرة , في صب الزيت على النار لصالح داعش , فمن الاوامر صادرة بسد واغلاق الحدود ومنع كل اشكال العون والمساعدة الى اهالي كوباني , وامر بالتوقف الدبابات التركية على تخوم الحدود , لتأخذ دور المتفرج المشاهد , رغم ان المعارك على تخوم الحدود , ورغم المظاهرات العنيفة والصاخبة من اكراد تركيا , التي عمت اغلب المدن التركية وسقوط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين , وهم يطالبون الحكومة التركية بحماية مدينة كوباني وانقاذها من السقوط , حتى لا تتكرر مجازر ومذابح داعش ضد سكان المدينة كوباني . ومنع اردوغان من وصول اي شكل من اشكال المساعدة والنجدة والعون الى المدينة المحاصرة , رغم مناشدات ونداءات مبعوث الامم المتحدة في سورية , في مطالبته بالسماح للمتطوعين المقاتلين الاكراد , بعبور الحدود ونجدة اهالي كوباني , لكن النية المبيتة عند اردوغان , هي سقوط كوباني , واحداث خراب ودمار ومجازر مروعة , كي يكسر شوكة الاكراد , ان هذا الحقد الاعمى والشوفيني , يؤطر السياسية الاوردوغانية تجاه الاكراد , وهو في نفس الوقت يفضح نفاقه وخداعه بالسلام والمصالحة مع الشعب الكردي . ان اردوغان يلعب لعبة خطيرة , ستكون لها نتائج وعواقب وخيمة , في المنطقة وخاصة على العراق , وستنعكس سلباً على الاوضاع الداخلية التركية , وكل الاحتمالات السيئة ستكون مفتوحة وممكنة , ان بحقده المتعصب والمتعجرف يلعب بالنار , ويفضح سوء نواياه , بانه حليف مع داعش , مهما تبجح وصرح , فانها فقاعات اعلامية فقط , اما المدافعون عن كوباني من المقاتلين من الرجال والنساء , فقد اظهروا شجاعة وبطولة نادرة في الدفاع عن المدينة من السقوط , رغم امكانياتهم الضعيفة والسلاح البسيط , لكنهم يمتلكون ايمان راسخ , وارادة صلبة , تتجلى بروح الصمود والمقاومة والتحدي والثبات , وبات كل مقاتل ومقاتلة , مشروع شهيد , لقد عزموا العزم وبثقة عالية وباصرار الابطال , اما الموت او النصر , لا طريق ثالث لهم . لقد افزعت بطولة وجسارة المقاتلة الكردية , صفوف تنظيم داعش , وهي تواجه الموت بشجاعة وشرف , واثبتوا للعالم اجمع بطولات المقاتلين الاكراد باسلحتهم الخفيفة , واثبتوا بانهم مدافعين حقيقين وبواسل في سبيل ارضهم وقضيتهم , واصحاب عقيدة ومبادئ نبيلة , تجاه شعبهم , في التضحية والفداء ..... لذلك على التحالف الدولي مهمة انسانية واخلاقية , تجاه ضمير العالم , في منع سقوط مدينة كوباني ( عين العرب ) والاسراع في تكثيف الغارات الجوية والمساعدات الحيوية واللوجستية , بما فيها مد المقاتلين بالسلاح والذخيرة , من اجل ابعاد تنظيم داعش عن المدينة , وانقاذ السكان من المذابح والمجازر الوحشية القادمة.