من استدرج من الى حرب سوريا؟ دول الخليج؟ أميركا؟ أم تركيا أردوغان المخادع الذي استدرج الجميع اليها ؟ ميشيل حنا الحاج

هذه ليست "فزورة" وتحتاج الى جهد كبير لحلها. فكل من هذه الدول، كانت لها أهدافها الخاصة من اشعال تلك الحرب. الا أنها لم تتفق على كيفية انهائها او النتائج التي تتوخى تحقيقها من اشعالها.
فالسعودية ومعها دولة الامارات (باعتبار أن قطر حالة أخرى وخاصة)، كانت لهما توجهاتهما المتفق عليها بينهما ولو الى حد ما. فكلاهما ترغبان في اسقاط النظام السوري لسبب أساسي وهو تحالفه مع ايران، العدوة المشتركة لكليهما، اضافة الى ممانعته وتأخيره للحل السلمي ولو على الطراز الأميركي، خصوصا وأن بقاء قضية الشرق الأوسط الأساسية والمحورية، أي قضية فلسطين، مشتعلة... قد يهدد أنظمتهما عاجلا أو آجلا، ويحول دون استقرار المنطقة ولو بأي ثمن كان. أما السعودية، فكانت لديها هدف ثالث خاص بها، وهو نشر الوهابية في "سوريا" التي تواجد فيها العديد من العلويين ونسبة عالية من الشيعة.
أما "الولايات المتحدة"، فكانت تلتقي مع هاتين الدولتين في بعض أهدافهما، ومنها تفكيك تعاون سوريا مع "ايران" وبالتالي مع روسيا، عبر ايجاد المتاعب للرئيس السوري، ولكن الى حد ما قد لا يصل الى استبداله بنظام آخر غير مضمون النتائج، كما تريد كل من "السعودية" و"الامارات". فكل ما يهم الولايات المتحدة في المنطقة، هو الحفاظ على أمن ربيبتها وقاعدتها المتقدمة "اسرائيل"، وهي لذلك لم تكن واثقة بأن قلب النظام السوري هو بالضرورة الحل الأمثل لحماية اسرائيل، بل وجدت في مشاغلة النظام السوري ومعه بعض دول المنطقة في حرب استنزاف طويلة، هو الحل الأمثل والأضمن لتحقيق أمن "اسرائيل" وضمان بقائها. فالولايات المتحدة لا تضمن أن الأنظمة القائمة في دول الخليج والمتحالفة معها، ستبقى قائمة الى أمد طويل. فاذا تبدلت تلك الأنظمة فجأة، وجاءت الى سدة الحكم أنظمة معادية ولديها وفر كبير من أموال النفط، ستكون قادرة على خلق المتاعب لها ولاسرائيل معا وفي آن واحد.
ومن هنا تطلعت الولايات المتحدة من وراء اشعال الحرب في سوريا، الى استنزاف القوة العسكرية السورية ومشاغلتها عن "اسرائيل"، وتجريدها من قدرتها على الممانعة، اضافة الى استنزاف الفائض من أموال الخليج (وخصوصا المتواجد منها في بنوك الولايات المتحدة والدول الغربية)، والتي ستتحول الى عامل مدمر للاقتصاد الأميركي والغربي، اذا ما قلبت الأنظمة فجأة في تلك الدول، وحلت محلها حكومات معادية للغرب.
وعزز توجهها ذاك فيما بعد، ما أفرزته الحرب من ظهور حركات جهادية معادية حاليا للنظام السوري، لكنها اذا ما استقر الأمر لها بالاستيلاء على السلطة في "سوريا"، قد تتحول الى معاداة "اسرائيل" و"أميركا" أيضا، بل وكل الدول الغربية، عن طريق الجهاديين من دول الغرب، الذين أفرزتهم تلك الحرب. وكان ظهور الدولة الاسلامية في العراق والشام بمثل هذا الزخم والقوة، عنصر آخر يعزز توجهها ذاك المتزايد يقينا وتصميما. وهذا ما يفسر تلكؤها في تزويد المعارضة السورية المسلحة بالأسلحة الحديثة (بعذر خشيتها من وقوعها في أيدي المتشددين)، فهي عل أرض الواقع، لم تعد تثق بالمعارضة المسلحة المعتدلة منها أو الارهابية المتشددة. فالولايات المتحدة اذن كانت تتفق مع دولتي الخليج المذكورتين على الحاجة لاشعال الحرب في "سوريا"، دون الاتفاق على كيفية انهائها، بل وعلى وجوب انهائها سريعا.
أما "قطر" و"تركيا"، فلهما شأن آخر ورؤية أخرى، وخصوصا بالنسبة للرؤية التركية. فدولة "قطر" الأصغر حجما بين دول الخليج، بل وبين دول العالم باستثناء امارة "موناكو" ودولة "الفاتيكان"، باتت تتطلع للعب دور كبير على الساحة السياسية العربية والخليجية، بل والعالمية أيضا، مستخدمة الكم الهائل من الأموال المتوفرة في جعبتها. وها هي قد خلقت المتاعب الكبرى لدول الخليج، بل ولدول العالم قاطبة متمثلة بالتحالف القائم حاليا، والتي هي من باب السخرية والغرابة عضو فيه، وذلك بخروجها عن الخط السعودي الاماراتي فيمن تمول من مجموعات المعارضة السورية المسلحة، وقيامها بتمويل "داعش"، سواء عن طريق تمويل مباشر، او بأسلوب غير مباشر، عن طريق تمويل نفذه مواطنون قطريون. فالرغبة القطرية في لعب دور مؤثر على الساحة السياسية والعسكرية، هو ما دفع "قطر" للمساهمة في اشعال الحرب في "سوريا"، اذ كانت تلك هي فرصتها الملائمة لتحقيق طموحاتها الكبرى، وللظهور أمام دول الخليج ثم العالم، كلاعبة كبرى على الساحة السياسية العربية والدولية.
فالدول الأربع تلك رغم اتفاقها على اشعال الحرب في سوريا، لم تكن متفقة على كيفية اشعالها مع وجودها جميعها بعيدة عن الأراضي السورية ولا تملك حدودا معها. وكانت تلك الدول تدرك أن "لبنان" الذي كان يملك حدودا برية مع "سوريا"، لم يكن البلد الملائم أو الممكن الاستعانة به لتمرير القوات والسلاح الى الداخل السوري، بسبب تواجد حزب الله، الصديق الحميم للنظام السوري، على امتداد تلك الحدود، وبالتالي لم يكن بوسعهم استخدام تلك الحدود لتمرير أسلحة أو مقاتلين. ومثلها حدود الجمهورية العراقية المتحالفة مع "سوريا"، فهذه الحدود لم يكن أيضا بوسع أحد تمرير مقاتلين أو أسلحة عبرها. ولا يختلف الأمر بالنسبة ل"الأردن"، الذي هو رغم امتلاكه حدودا برية طويلة مع "سوريا"، ورغم وقوعه في ضائقة اقتصادية شديدة، وبالتالي يحتاج الى الدعم المالي من دول الخليج، لم يرغب في أن يصبح طرفا في ذاك المخطط ضد جارته "سوريا". ويقال أن كل ما سمح به نتيجة ضغوط من الأمير "بندر بن سلطان" المسئول عن المخابرات السعودية، كما قال أحد التقارير، هو أنه قد أذن بانشاء موقع على أراضيه، لتدريب بعض أولئك المقاتلين، دون السماح لهم بالعبور من خلال حدوده، الا قلة ضئيلة من المتسللين، الذين عبروا الحدود تسللا دون علم الحكومة الأردنية. ويقول التقرير المذكور، أن الأردن ذهب الى حد قيام بعض ضباطه بتمرير المعلومات الى "سوريا" عما كان "بندر بن سلطان"، والذي كان يشار اليه باسم حركي هو "الكاهن"، يخطط له ويسعى لتنفيذه.
وهنا جاء دور "تركيا"، بل دور "رجب طيب أردوغان"، ذو الميول الاخوانية والتطلعات لانبعاث الدولة العثمانية، ليعرض خدماته التي رحبت بها تلك الدول دون تفكير ودراسة. فالسعودية مثلا التي تعادي حركة الاخوان المسلمين، وترغب في احلال الفكر الوهابي محل فكرها، لم تفكر للحظة في عواقب ما تفعله، لكونه يتناقض مع أهدافها بعيدة المدى، خصوصا وأن "أردوغان" بات أحد أركان الدعوة الاخوانية في المنطقة.
ويبدو أن "أردوغان" المخادع، لم يستدرج "السعودية" فحسب، بل استدرج كل الأطراف المشاركة في الرغبة باشعال حرب في "سوريا"، بعرضه المغري بفتح الحدود التركية على نطاق واسع ودون قيود، أمام تدفق المسلحين والأسلحة والأموال الى الداخل السوري، دون أن يقدر أي منهم بأن لأردوغان أهدافه الخاصة التي تختلف تماما عن أهدافهم، والتي ربما تلتقي في جزء منها، وهي اشعال الحرب في سوريا، الا أن لديه أهدافه الخاصة التي بدأت تتجلى مؤخرا للمراقبين، وخصوصا بعد رفضه المشاركة في التحالف الدولي المقام ضد "داعش" مع وضعه للمشاركة بها شروطا تعجيزية، كما وصفها اللبناني الأستاذ "الياس فرحات"، الباحث في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية. وكان من شروطه التعجيزية اقامة منطقة عازلة، وحظر للطيران فوق تلك الأراضي، والسماح له بتدريب المقاتلين (المنتمين للمعارضة المعتدلة كما قال) على أراضيه وليس على أراضي السعودية كما قرر التحالف، اضافة الى اسقاط النظام السوري.
والواقع كما بدأ يتجلى أخيرا للمراقبين، أن "أردوغان" كان يسعى لاستدراج أولئك لاشعال تلك الحرب، ليفرض شروطه بعد ذلك عليهم في كيفية انهائها على الطريقة ألأردوغانية. فالرئيس التركي الذي كان يخشى من ناحية مطالبة سوريا في يوم ما، باقليم "الاسكندرون" الذي كان طوال التاريخ جزءا من "سوريا"، والذي تبرعت به "فرنسا" (التي كانت سوريا تحت انتدابها عندئذ) لتركيا في عام 1939 تبرعا دون تفسير واضح، ومن ناحية أخرى، كان يتطلع الى انبعاث الدولة العثمانية الكبرى، ان لم يكن بضم أراضي سوريا الكبرى(سوريا، لبنان، الأردن و ربما العراق أيضا) الى الدولة العثمانية، فببسط نفوذها عليها.
فالتبرع الفرنسي لتركيا بذاك الاقليم ذي النسبة العالية من العلويين، كان شبيها بتبرع "خروشوف" الأوكراني لأوكرانيا بشبه "جزيرة القرم" في أوائل الخمسينات، وهو التبرع الذي أدى الى ضم شبه الجزيرة الى "اوكرانيا" بعد جلسة سريعة للمكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي، لم يستغرق اتخاذ القرار فيها الا مناقشة قصيرة استمرت عشرين دقيقة فقط. ومع أن استعادة "روسيا" الحديثة لشبه "جزيرة القرم" لم يتم الا مؤخرا، فان "أردوغان" بقدرته على الرؤية المستقبلية، كان يخشى وقوع حدث كهذا بالنسبة لقضية "الاسكندرون". وتأكيدا لرؤيته بأن ضم "الاسكندرون" هو ضم نهائي، بات يرغب في تعزيزه عن طريق ضم مزيد من الأراضي السورية، بل أراضي "سوريا الكبرى" بكاملها، سواء عن طريق الضم الفعلي، أو عن طريق بسط النفوذ عليها عبر انبعاث الحلم العثماني تحت ستار الأخوة الاسلامية ذات الاتجاه الاخواني هذه المرة.
وكان "أردوغان" يدرك تماما أنه بامتلاكه ورقة الحدود التركية المفتوحة، بات يملك الورقة الحقيقية التي بوسعها أن تحسم مصير تلك الحرب، فهو من يملك القرار الفعلي ببقائها قائمة ومشتعلة وبالكيفية التي يريدها، بينما لم يملك الشركاء الآخرون أية ورقة فاعلة الا ورقة المسلحين والتسليح (اضافة الى التمويل) اللذين يصبحا دون فائدة تذكر اذا لم يأذن لهما "أردوغان" بالمرور عبر حدوده، بحيث بات يأذن بمرور السلاح والرجال للمنظمات المتحالفة معه ك"داعش"، وربما ك"النصرة" أيضا. ويفعل الرئيس التركي ذلك، وهو ما يشكل تحديا لتحالفه مع دول الخليج الممولة له وللحرب، دون أن يخشى تقصيرا في التمويل لمخططه، نظرا لوجود "قطر" داعمة وممولة له ولمخططاته.
وتجلى ذلك بوضوح لدى ظهور أسلحة حديثة في يد رجال "داعش" الذين يقاتلون في الجانب العراقي، بحيث بات بوسعهم اسقاط بعض الطائرات. فأسلحة كهذه ما كانت يمكن أن تمر الا عن طريق الحدود التركية التي أذنت بمرورها، رغم علمها بأنها سوف تستخدم ضد طائرات التحالف التي تضم دولا صديقة لتركيا. ويقول الدكتور "فواز جرجس"، مدير مركز دراسات الشرق ألأوسط في جامعة لندن، أن "الأولية لدى الولايات المتحدة هي مقاتلة داعش في العراق التي تشكل الخطر الأكبر". ومن هنا يرى المراقبون أن السماح التركي (ان صح) بتمرير هذا السلاح الحديث ل"داعش" العراق، يكاد يكون تحديا تركيا سافرا للولايات المتحدة التي تركز الآن بشكل أساسي على ملاحقة "داعش" العراق.
فالخلاف قد تمحور الآن بشكل واضح حول من نقاتل أولا: النظام السوري كما تريد "تركيا"، ام "داعش" كما تريد "الولايات المتحدة"، وباتت تشاركها الرأي الدول التي انضمت الى التحالف ومنها "السعودية" و"الامارات" اللتان ترغبان أيضا في اسقاط النظام السوري، لكن باتتا تعطيان الأولوية للقضاء على "داعش" ولو اقتضى ذ لك عدة سنوات.
ويقول "جراهام فولر"، نائب الرئيس سابقا في مجلس الأمن القومي التابع "للسي آي آيه" في مقال نشره في التاسع والعشرين من شهر أيلول، أن الأفضل للولايات المتحدة احتضان الرئيس الأسد على تقديم الدعم للجهاديين السيئين. ويضيف "فولر" في مقاله أن "الوقت قد حان للعض على الرصاصة، الاعتراف بالفشل، والسماح، ان لم يكن مساعدة الأسد، لانهاء الحرب الأهلية في سوريا بسرعة وطرد الجهاديين". كما يضيف أيضا في مقاله، أنه "لا يمكننا أن نكره في وقت واحد الأسد، ونكره الجهاديين أمثال داعش الذين يكرهون الأسد أيضا".
ولكن كراهية "داعش" دون كراهية "الأسد"، ليس ما ترغب فيه "تركيا" التي ربما ساهمت وقدمت الدعم لانشاء "داعش". وقضية تمرير أسلحة حديثة لداعش، مضافا اليها ما سمي بتبادل الأسرى بين "تركيا" و"داعش"، والامتناع عن تحول "تركيا" الى عضو كامل في التحالف ما لم تنفذ شروطها التعجيزية ومنها المنطقة العازلة والسعي لاسقاط الرئيس الأسد، انما تكشف عن النوايا التركية غير السليمة تجاه ما يجري في سوريا. ويقول الأستاذ "جاسم محمد"، الباحث في شؤون الارهاب، في مقال كتبه ونشرته صحيفة "رؤيا"، أن "صفقة (ما سمي) بتبادل الأسرى فضح "أردوغان". ويقول الأستاذ " جاسم" أن "السؤال المهم هو ما هي الوعود التي قدمها أردوغان الى (الخليفة) أبو بكر البغدادي للافراج عن الأتراك المحتجزين لدى الدولة الاسلامية؟ الشكوك والاتهامات ما زالت موجهة الى الحكومة التركية بسبب موقفها من هذا التنظيم، وتراجعها داخل التحالف الدولي، وعدم الايفاء بالتزاماتها داخل حلف الناتو.."
ولمزيد من القاء الضوء على قضية تبادل ما سمي بالأسرى بين "تركيا وداعش"، لا بد من التساؤل ان كان الأتراك أسرى أم ضيوف على "داعش"، بسبب ما يبدو أنه علاقة وثيقة بين الطرفين. والسؤال الثاني: هل كان المائة وثمانون جهاديا المتواجدون في تركيا، والذين أفرج عنهم، أسرى لدى الحكومة التركية أم ضيوفا عليها. فبعد ا لآلاف من الجهاديين الذين مروا بسلام الى "سوريا والعراق" عبر الحدود التركية، ما الذي جعل تركيا تحتجز هؤلاء المائة والثمانين دون الآلاف الآخرين من الجهاديين الذين مروا بسلام، وعلى مدى أربع سنوات، عبر الحدود التركية التي باتت المفتاح لكل العقد فيما يجري في سوريا والعراق، وشكل استخدامها (أي الحدود) الطعم الأساسي للخداع التركي واستدراج الآخرين لتلك الحرب.
وتظن تركيا أنها تملك الآن الورقة الرابحة في معركة "كوباني" التي تبدو معركة مفصلية تؤكد أو تنفي جدية التحالف في مقاتلة "داعش". والواقع أن "تركيا" تملك فعلا ورقة هامة بانتشار دباباتها على مشارف مدينة "عين العرب" دون التدخل للحيلولة دون سقوطها، في وقت ليس بوسع دول التحالف (اضافة الى عدم رغبتها في التدخل بقوات برية) نشر قواتها في تلك المنطقة. لكن "تركيا" تنسى أن دول التحالف بيدها ورقة أخرى بوسعها استخدامها وتجعل الدور التركي هامشيا. وهي ورقة تمثل سابقة خطيرة استخدمتها الولايات المتحدة في حرب عام 1973.
ففي ذلك العام، كانت القوات السورية تتقدم في "الجولان" بشكل سريع، وقيل بأنها قد بلغت مشارف مدينة "صفد"، مما أسقط في يد "جولدا مايير" رئيسة وزراء اسرئيل آنذاك، كما قالت في مذكراتها. اذ اعتقدت "جولدا" لوهلة، أن نهاية "اسرائيل" قد دنت. ولكن القوات الأميركية هبت عندئذ لنجدتها، اذ بدأت تنقل بواسطة الهليكوبترات، الدبابات ا لاسرائيليية الممتلئة بالجنود الجاهزين للقتال، الى وسط الجبهة في الجولان، مما غير ميزان القوى واضطر السوريين للتراجع. ترى ماذا يمنع الأميركيين، ان كانوا جادين حقا في مقاتلة داعش من نقل دبابات ممتلئة بالمقاتلين، بالهليكوبترات الى داخل مدينة كوباني لتغير ميزان القوى في المعركة؟ أما المقاتلون، فيمكن أن يكونوا من "البيشمركة" الأكراد، ومن الجنود العراقيين، اذا لم تكن ترغب الولايات المتحدة حتى الآن، في التعامل مع الجنود السوريين في هذه المرحلة من القتال؟ ما الذي يمنع؟ ألا يبدل ذلك ميزان المعركة ضد "داعش" دون تدخل تركي أو قوات برية من دول التحالف؟
هذا مجرد اقتراح آمل أن ينظر اليه بشيء من الجدية اذا كانت دول التحالف جادة في محاربة "داعش"، وليست مخادعة كخداع "أردوغان" الذي جر العديدين الى حرب لا معنى لها وأودت بأرواح العديدين الأبرياء.