داعش وماعش وشرطة المرور! / يوسف أبو الفوز

وسط الاحداث العاصفة، التي يمر بها وطننا والمنطقة، وامام التحديات التي يفرضها النشاط الارهابي لمرتزقة ما عرف بأسم «الدولة الاسلامية» والجرائم المرتكبة ضد الناس الابرياء في العراق وسوريا، قال صديقي الصدوق أبو سكينة انه لن يتبادل التهاني بمناسبة عيد الاضحى ولن يستقبل مهنئين بالعيد. الا اننا ومثلما اعتدنا وجدناها فرصة لنلتقي في بيته.
كنا وجليل بدأنا الحديث عن محاولات قوى اقليمية لاستغلال الاحداث وتشابكها للتدخل بشكل يهدد ما أنجز وماناله الشعب الكردي في المنطقة من حقوق بنضالاته وتضحياته الجسيمة. ونظراً لكون زوجتي وسكينة شاهدتا نفس التقرير المصور على أحد مواقع الانترنيت عن بطولات المرأة الكردية، انغمرتا في الحديث عن بطولات المرأة الكردية في التصدي لمجرمي وبرابرة داعش، الذين يواصلون جرائمهم ضد الناس الابرياء في مناطق سوريا والعراق، مستخدمين في هجماتهم العدوانية على اهدافهم قذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة والهاون.
قال أبو جليل :»من اين لهؤلاء الهمج كل هذه الاسلحة والامكانيات؟» رد جليل : « يا والدي ، سبق وتحدثنا عن هذا. الى جانب الاموال والاسلحة التي تزودهم بها اطراف مستفيدة من وجودهم ونشاطهم، صاروا أغنى منظمة ارهابية في المنطقة رغم عمرهم القصير، انهم يقبضون ملايين الدولارات يمومياً من بيع نفط المنطقة المهرب؟»
أعتدل أبو جليل بجلسته : «أها ، هنا الرباط ... النفط ... اللي صار علينا نقمة بدل النعمة» !
سعل أبو سكينة بصوت عال، وتنحنح يجلو حنجرته، وابتسم لنا إذ لاحظ اننا كلنا التفتنا نحوه، فوجه كلامه للجميع: «صحيح جدا كلام أبو جليل ، النفط صار اكبر نقمة، لكن يا بعد عيوني ألم نتفق بأن داعش وماعش خلقها الذي يريد الاستفادة منها؟ الذي البارحة كان مع ماعش واليوم صار ضد داعش. آآآآخ ... أنا اللي مارد قلبي ومحيرني أن جماعة التحالف الدولي، الله يستر عليهم ، طياراتهم تزدحم بيها سماء المنطقة، وحتى يحتاج لهم شرطة مرور تدليهم على موقع الاهداف، لان كل يوم وثاني ونسمع عن قصف جوي بالخطأ وقتلى وجرحى بين العراقيين، أقول ... ليش ما يقدرون يشوفون ويعرفون منو يهرب وينقل ويبيع النفط ويقصفون عمره ؟