الانتخابات المحلية لمحافظة نينوى ما لها وما عليها/ سمكو مراد دوغاتي

تم فتح ابواب المراكز الانتخابية يوم السبت 20 نيسان 2013 من الساعة السابعة صباحا لتستقبل الصناديق فيها اوراق الاقتراع بعد ان تؤشر عليها خيارات الناخبين وعلى ضوء نتائجها تشكل مجلس محافظة نينوى . لكن هنالك من ينظر الى هذه العملية بشك ويرتاب في قدرة صندوق الاقتراع على احداث التغيير، فالبعض لم يشاركوا فيها بسبب عدم جدواها مستخفين بقدرة اصواتهم على التأثير في المعادلة، كما لم يلتمسوا سوى زيف خطاب المتنفذين و اجحافهم في بناء قاعدة خدمات مما اضطرهم للجوء الى الشحن والتصعيد والتخويف ، نحن في الحزب الشيوعي ننظر الى هذه الانتخابات كمحطة نضالية و منافسة سياسية من اجل التغيير نحوى الافضل وان من واجب المثقف والمواطن الواعي ان يدرك مسؤولياته العامة و واجباته في التأثير بالشأن العام و دوره في احداث التغير و كذالك عليه ان يدرك ان دوره ينبغي ان لا يقتصر على المشاركة بالتصويت و اختيار الاصلح ، بل يجب ان يتجلى كذلك بالترويج للعناصر المتحصنة بالكفاءة العالية والقدرة على الاداء المرضي والجاد في تطبيق وتنفيذ البرنامج المتكامل والنزيه في الاصلاح والتعمير . وان الكثيرين من الذين يفتقدون الى الكفاءة ومن اقرانهم الفاسدين و المتسترين عليهم وصلوا الى مواقع السلطة و النفوذ عبر صناديق الاقتراع، انا لا اعترض على حق الجميع في الوصول الى مجلس محافظة نينوى بالطرق الديمقراطية والحضارية ولكن ما يثير الدهشة الاساليب والطرق والخطط غير المألوفة التي اتبعها الكتل الكبيرة والتي تتعارض مع قيم الديمقراطية وحقوق الانسان ولا يمكن تفسيرها إلا عكس ما يدعون فهو المتعدي والمصر على الوصول الى اهدافه بأكثر الاساليب بؤسا حتى لو وصل الامر الى اشعال الفتنة في ظل غياب الدور الفاعل لمفوضية الانتخابات المفروض ان تكون مستقلة ولا تتأثر بالتأثيرات والمغريات و العاجزة عن حماية اصوات الناخبين وحقوق المرشحين في ضمان سلامة الحصول على اصواتهم فانه بالتأكيد على اتم الاستعداد لممارسة التزوير مهما كان الثمن.
وتعرضت انتخابات نينوى لعدة عوامل مما اثر سلبا على نتائجها و اكثرها تخص المفوضية حيث لم يرد الكثير من الاسماء في سجلاتهم وبسبب ذلك لم يستطيع الكثير من المواطنين الادلاء بأصواتهم كما ورد في سجلاتهم الكثير من اسماء المتوفين الذين كانت وفاتهم قبل اكثر من عشر سنوات او من هم الآن في الغربة وان التزوير حل في الانتخابات كما حل سابقا وكانت نسبة المشاركة لا تتعدى 30% في الكثير من المناطق المتنازع عليها ولكن عند العد والفرز اصبحت تلك النسبة اكثر من 60% نتيجة التزوير من قبل الذين يملكون شهادات عليا في اختصاص التزوير، وكان هناك الترهيب والتهديد لموظفي المراكز الانتخابية والناخبين وان الاشخاص الذين يعتلون مجلس محافظة نينوى بهذه الطرق الرخيصة بالتأكيد لا يخدمون الشعب وسيكون التزوير والفساد جل اهتمامهم في حياتهم المهنية لأنهم لم يصلوا الى هذا المكان بأصوات الخيرين بل بالتزوير على حساب المعادلات السياسية في المحافظة ظنا منهم يستطيعون تغير هذه المعادلة فنحن في قائمة التآخي والتعايش لمحافظة نينوى كان لنا النصيب الاكثر من هذا التزوير بعد ان تبين ملامحها عبر وسائل الاعلام وعم طريق الموظفين لهذه المراكز والمقترعين. ولا اريد القول بان العملية الانتخابية تمت بسلامة وخالية من التزوير فلا بد ان تتخذ المفوضية بالتنسيق مع الاجهزة الامنية والقانونية و مراقبي منظمات المجتمع المدني والمنصفين ودعاة الديمقراطية بمحاسبة وفصل الموظفين المأجورين من المفوضية والمراكز الانتخابية لأجل سلامة ونظافة الانتخابات وتحسين صورة مفوضية الانتخابات وفق الاساليب الديمقراطية والحضارية.