نساء وفكرة المساواة مع الرجال / فضيلة مرتضى

في الوقت الذي يسعى الخيرون من الرجال والناشطات من النساء في جميع بقاع الأرض لأجل وضع المرأة في الصفوف الأمامية مع الرجل لبناء مجتمعات يسوده العدالة والمساواة وحقوق الأنسان وترسيخ عملية التعاون بين الرجل والمرأة لتنشئة جيل سليم وقوي ومجتمع حضاري لخلق سواعد كفوءة وقادرة على بناء حضارات جديدة لخدمة البشرية, نجد هناك أصوات نسائية لاتريد فكرة المساواة مثل السيدة المسؤولة { ؟ } وتصريحاتها في لقاء لها بأنها ضد المساواة مع الرجل وعلى حسب قولها بأن المرآة ستخسر كثيرآ. هل من المعقول نسمع من أمرأة وفي مركز حساس تصرح وتؤيد خنوع المرأة ؟ وهل مطالبة بنات جنسها بالعدالة والمساواة خسارة؟ أي خسارة تعنيها هذه المسؤولة ؟ جائز في مفهومها خسارة مناصب ومكاسب شخصية لو طالبت بحقوقها في ظل هذه الحكومة التي تنظر الى المرأة نظرة دون, الا تخجل من هكذا تصريح وأمام الملأ؟ في الوقت الذي يطالب الكثير من الرجال مساواة المرأة بهم,{ كثر خير الرجال على موقفهم الجميل تجاه المرأة} بارك الله بالمرأة الطموحة والرائدة في مجتمع متخلف وسعيها لرفع مستواها ومستوى أخواتها في الوطن ووقوفها بشدة أمام أصوات كصوت هذه المسؤولة التي تحتل مكان الرائدات والناشطات في مجال المرأة بدون وجهة حق الأجدر بها أن تترك المكان لمن هن أكثر جدارة منها وكفاءة وعقلية أكثر فهم ودراية في شؤون المرأة والمجتمع والحضارة.

مساواة المرأة بالرجل من أهم القضايا في العالم لان المرأة دورها في المجتمع جدآ مهم وهي الوتد الذي يستند عليه بناء الأمم والحضارات. كانت المرأة منذ بدأ الخليقة هي أهم عنصر وكان نسب الأطفال يعود اليها كانت لها قدرة كبيرة في الصيد جنبآ الى جنب مع الرجل وكانت الحامية للأطفال من الوحوش المفترسة وفي مجال الزراعة والحراثة أيضآ كان لها حضور كبير وليومنا هذا نرى هذه الأنسانة تقف جنبآ الى جنب مع الرجل ,وحاليآ تلعب دور أعظم ألا وهي دورها في التعليم والمصانع والمعامل وفي المحافل الثقافية والأجتماعية والسياسية .والجدير بالذكر هناك مجتمعات آسيوية تعتبر المرأة هي الأهم في المجتمع ولذلك تكون المرأة المالك للأرض والبنات هن يكن الوريثات من بعد وفاة الأم ويكون دورها الأهتمام بالأرض والحيوانات الأليفة ورعاية الأطفال ونربيتهم والعمل أحيانا خارج البيت والرجل دوره فقط بالعمل خارج البيت .أي أن المرأة هي الأهم وتمتلك قدرة عاليه في أداء المهام الصعبة وتمتلك ذكاء قوي أن أتيح لها مساحة كبيرة من الحرية لتقديم طاقتها الخلاقة في الأبداع.

مع الأسف الشديد في عالمنا العربي دورها مهمش وتعتبر عورة ولذلك المجتمع العربي من تخلف الى تخلف اقوى في جميع المجالات . توجد نساء عظيمات عندما نقرأ لهن نحس بفخر شديد ونساء نسمعهن تدمع عيوننا فرحآ لتصريحاتهن البناءة ونساء لهن مواقع مشرفة في مجال أعمالهن يثلج صدورنا لأنجازاتهن ونساء يسعين لخلق رجال عظماء مثل الكاتبة والشاعرة المصرية منى حلمي وكتابها التي انجزته عام 1988 {رجل جديد في الأفق} هذه السيدة والكاتبة الرائعة تكتب عن الرجل الجديد الذي ظهر في الأفق والذي سيكون سندآ للمرأة في قضيتها المصيرية و نساء من عصر الحريم يسعين لأجل رجوعنا وتمسكنا بالعبودية والركن في الزوايا المهمشة ,أي مسؤولة هذه التي تتكلم بلسان المرأة وتعطي رأيها ورفضها لمساواة المرأة بالرجل ,أنا أرى أن تجلس في البيت وتعود الى الموقع الذي تؤمن به, وأنا على يقين بأنها لن تفعل ذلك لأن حفنة الأموال سيكون السد المنيع , واليوم هو يوم الجيوب المنتفخة في زمن المصالح والمكاسب الشخصية والعمى السياسي.

أناشد الأخوات في الدول المتخلفة وفي جميع بقاع العالم بان لايتركن قضيتهن ويطالبن بأستمرار بالمساواة لأن تطور المجتمع مسؤولية المرأة والرجل. ولاتنسوا أسكات اصوات نشاز تطالب بوضع قيود أجبارية بمعاصمكن.