عبادي لو حضيري!؟ / جمال النبطي

في جلسة خاصة مع بعض الأخوة، وقد طلبوا مني إبداء رأي في ما يقوم به رئيس الوزراء العراقي الحالي(العبادي)، خصوصاً حول محاولتهِ حل الأمور بصورة دبلوماسية سياسية أكثر من كونها عسكرية، اتضح ذلك من خلال سماحه لمؤتمر السُنة في أربيل، وذهابه إلى تركيا.
فبدأتُ حديثي بذكر المستشار الألماني بسمارك، وهو زعيم الاتحاد الجرماني, الذي حول بلاده من دويلات متناثرة الى دولة واحدة اسمها ألمانيا الموحدة, يعتبر من أشهر الساسة الأوروبيين بالقرن التاسع عشر عن طريق منصبه كرئيس وزراء بروسيا ووزير خارجيتها, فحقق مكانة كبرى في السياسة الأوروبية لبروسيا ثم فيما بعد لألمانيا الموحدة, وقد خاض بسمارك ثلاث حروب ناجحة من أجل توحيد البلاد وهي حربه على الدانمارك والنمسا وفرنسا وعقد الحلف الثلاثي مع النمسا وهنغاريا وايطاليا ووضع بعض التشريعات الاشتراكية, حقق بسمارك كل هذا النجاح معتمدا على مهارته الدبلوماسية والحكمة والسياسة العسكرية الصارمة مع براعة التنفيذ, إضافة الى عدم اراقة الدماء مع أبناء جلدته فأحبه الجميع, أصبح بعد ذلك مستشارا للرايخ الثاني للامبراطورية الألمانية الجديدة.
فقام أحد الجالسين وقال: إلى ماذا تريد الوصول، وبمن تريد تشبيه بسمارك!؟
قلتُ: نتأمل خيراً بالعبادي
فأجاب ساخراً كعادة العراقيين في التحشيش وقد استشاظ غضباً: عبادي لو حضيري!؟
إستاذنا العزيز ألم تسمع بأن العبادي إتفق مع أعضاء حزب الدعوة على أن التغيير لا يشملهم وبكافة الوظائف بالرغم من علمه بفسادهم!؟
ألا ترى أن العبادي إلى هذه اللحظة لم يحاسب المالكي ولا أي أحد من أعضاء حزب الدعوة!؟ بل أنهُ لم يتعرض أو يشهر بأي أحدٍ منهم!؟
ألا ترى بأن العبادي مجرد فزاعة ستعلم غربان حزب الدعوة حقيقته فينزلوا ليأكلوا ما نزرع!؟
إننا لا نتأمل خيراً من العبادي أو غيره إلا إذا بدأ الإصلاح من حزبهِ أولاً وأن يكون مثالاً للرجل الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، وإلا فما فرقهُ عن الآخرين!؟
وصراحة القول إن هذا الرجل نطق الصدق، وأبان الحق، فعلى من يريد الأصلاح أن يبدأ بنفسه وذويه، وليرضى من يرضى وليغضب من يغضب.