السياسي السوي / د . ناجي نهر

السياسي السوي هو انسان سوي يتميز بالنضال والبسالة ،ويتصف فى عصرنا الرقمي المعاش فى الكفاح والجدية والمثابرة بعمله ووظيفته ، وتضحيته من اجل سعادة الآخرين، وتكمن فضائله فى استمراريته وقدرته على الانتاج المفيد واكتساب الصفاة الانسانية الجديدة المفيدة ،التي سوف لن تأتي من فراغ ،بل ستكتسب من خلال عمله وجهده الجمعي المتواصل الذي ابتدأ مع الناس منذ آلاف السنين معتمدا على تجاربه وخلفيته الثقافية المتوارثة المتدرجة السمو مع ثقافة عصره والمتدرجة السمو مع تطور عمله واثره فى تطوير ادوات العمل والانتاج ،والائر والتأثيرالمتبادل بينهما وبين الحاجة الانسانية فى الزمان والمكان. ويتم التعرف على سعادة الانسان من المقارنة بين واقعين (قديم وجديد) فالتاريخ يحكي بالارقام ما عاناه الانسان السابق من صعوبات ومآسي عجاف، مقارنة بانسان اليوم الزاخر بتطور العلوم والثقافة الانسانية ،واساليب تسخيرها الصائب والمفيد فى تطويرعيشه وتسهيل عمله ،ومنحه فرصة التفكير فى كيفية تطويرافكاره وتقنياته المستقبلية نحو الافضل. ولذا تجد الانسان ينظر الى عمله نظرة نقدية تقدمية ،بمعنى محاكاته لتاريخ عمله وكيف تطور، وكيف ستتطور مختلف العلوم والتقنيات فى المستقبل . فلقد اضحت مختلف العلوم والتقنيات المتطورة ملبية لمتطلبات الانسان ومستقبله ومستقبل اجياله، فهي صاقلة لمواهبه، وقائمة على خدمته، وقد اكسبته اروع الصفات الانسانية المعاصرة التي ياتي فى قمتها ما نراه من سمو (الوعي) العالي المبتعد عن الأنانية والهمجية والسطو والظلامية والعنصرية والقومية والاثنية، وفى مشاركة الجموع العمل الصالح المنتج للخيرات، والاعتراف بالآخر والمساواة بين الناس فى الحقوق والواجبات بغض النظرعن جذورهم ومعتقداتهم وانسابهم واصولهم وفصولهم . وتناسبا مع هذا التطور الراقي المزدان بادوات العمل الرقمية المريحة والخلق الانساني المنزه من المفاسد ،والذي بدوره سهل عمل المناضل فى استثمار هذا التطور للعمل النافع لمستقبل الانسانية جمعاء. لذا سيكون من الخطأ التفكير بان الانسان المعاصر الواعي لن يقبل بثقافة العصر الجديدة أويقاومها أو يفكر لحظة واحدة بالعودة الى الماضي ،والقبول بالعيش القديم على وفق اساليب مرحلة التوحش والقتل والسطو على اموال الآخر. الانسان بطبعه تواق الى الارقى ،كما نراه اليوم تواق الى العيش فى كواكب السماء المجاورة لكوكبنا ،وهو فعلا يجد الخطى من اجل ذلك ،ولا يقبل العيش فى حالة تقل عن مستوى العصر. ولكن :وبرغم هذا التطور الهائل ،فما برح البعض يتساءل : ما دامت سجايا الانسان متساوية ، فلماذا تبقى شعوب العالم الثالث متخلفة ؟؟ ولماذا يشذ ساستها عن القاعدة العلمية للتطور؟ ، فيخلقون لهم ولشعوبهم المتاعب ، ولماذا يروج المغرضون لمعلومة تتهم المجتمع العراقي بالتخلف والشذوذ عن المنهجية العلمية (الميسرة) للتطورعلى وفق قوانين التطورالعلمية المعروفة والمجربة التي سار عليها كافة الناس فنجحواحيث فشلوا وحرموا من فضيلة التطور الرائعة!! ثم ما هي مبررات وموانع الاستفادة من تجارب الناجحين والحاق بركبهم وركب الحضارة الانسانية من دون عناء !!!!. فلقد اكدت الحقائق وبرهن التاريخ القديم والحديث على ان ساسة دول العالم الثالث..هم فقط من يشذ عن قاعدة وقوانين التطور وليس الشعوب ، حتى تكاد الشعوب الشك بعمالتهم للاجنبي الذي يملي عليهم تطبيق ما يريد ضمانا لمصالحه. كما اكدت الحقائق على ان معظم ساسة العالم الثالث، يعلمون علم اليقين انهم يسلكون مع شعوبهم سلوكا شاذا، وانهم بهذا السلوك ،انما يخسرون سمعتهم ويفشلون، وبفشلهم ،ستخسر مجتمعاتهم حقوقها المشروعة فى التقدم الى امام ،وهو ما سيؤدي بالنتيجة الى تذمر الشعب والثورة عليهم ، ثم اذا ما ثار الشعب ،واوقفهم امام القانون .. تراهم حيذاك يندمون ويعتذرون ويتوسلون .. حيث لن ينفع الندم. وهو ما سيتحقق عاجلا ام آجلا . امنيتي للساسة فى العام الجديد الاسراع في.. تلافي السلوك المشين والجعجعة دون طحين .. و الاسراع فى تصحيح كافة الممارسات الضارة، وتطوير المفاهيم الانسانية على ضؤ الالتزام بمبادئ حقوق الانسان فى حرية العمل والمعتقد ،واستيعاب ان الجمود على القديم يعني الموت والتوقف عن العمل وعن مشاركة الجموع عطائها المثمر وغدها السعيد. . فلقد طال ليل مجتمعات العالم الثالث الحالك أكثر مما يحتمل ..وحذاري من العاقبة. اما امنيتي لشعبنا الباسل ولكل شعوب الارض الطيبة، بان لا يستغفلوا وان يكونوا قادرين على التقييم الصحيح لتاريخهم الكفاحي وقدرتهم فى اختيارساستهم على وفق تاريخهم النضالي ،ونزع هالة القدسية الوظيفية عنهم لكي لا يبتعدوا عن آدميتهم وسجياهم الانسانية....