"وسيم بغداد الازل" بين الجد والهزل..! / مازن العاني

كلما استمعت الى المؤدي المصري شعبان عبد الرحيم "شعبوله" أحار في امري، و اعطف على الرجل قبل ان اعطف على نفسي، واتساءل عن مغزى تقديمه لنا بملابسه الفضفاضة وكلمات اغانيه الزرق ورق؛ أتساءل من يضحك على من ؟! هل يريد الذين يقفون وراء تسويقه، الاستخفاف بوعينا والضحك علينا، ام انهم يريدون الاستهانة بالرجل واضحاكنا عليه، أم انهم مقتنعون به كمطرب ممتع بما يقدمه ويؤديه، بعد ان غابت المعايير وتدنت الاذواق وتسطحت الثقافات؟! وشعبوله المسكين ذاته؛ هل يريد الضحك علينا ، ام يريدنا ان نضحك معه ام عليه؟!
الحيرة ذاتها تنتابني كلما اجبرت على متابعة لقاءات وسيم بغداد على الفضائيات التلفزيونية. وفي كل مرة اتساءل؛ هل الرجل يعي ما يقول، وهل انه ينسى نفسه ومنصبه ومسؤولياته وما يفرضه عليه ذلك من التزامات ومسؤوليات، وما يجب ان يتحدث عنه، و انه يريد ان يبدو «ظريفا» امام المشاهدين بصرعاته الغريبة؟ اليس هناك من ناصح في حزبه وكتلته ينبهه الى ما يقوله حماية للحزب والكتلة، واحتراما للمنصب الحكومي الكبير الذي يشغله، ورأفة بمشاعر الناس واذواقها؟ انه لأمر محير حقا!
احاديث الامين الوسيم الاخيرة عن انبهار الفتيات بوسامته وسفرهن من مدن،لا بل من بلدان بعيدة، للقاء به والتقاط الصور معه تذكرني بالاعلامي المصري حمدي قنديل وسخريته المرة من امة ضحكت من جهلها الامم، امة العرب والمسلمين التلفانة، العدمانة،كما يصفها، والتي تحولت من امة محمد الى امة مهند،بطل المسلسل التركي الشهير العشق الممنوع.
يبدو ان الامين ينسى القضايا التي يفترض انه ائتمن عليها حين تم فرضه في منصبه. ينسى ان اهالي بغداد ينتظرون منه ان يحدثهم عنها في لقاءاته الاعلامية العامة بدلا من الحديث عن اهتماماته الشخصية ودون جوانياته الباهتة. ينتظرون ان يسمعوا منه رأيه وموقفه من:
- عشوائيات بغداد، وكيف انها تؤوي مليوناً و600 الف مواطن، حسب تصريحات محافظ بغداد ووزير الاعمار والاسكان..
- النقص الواضح في إعداد الأبنية المدرسية للمدينة وحاجتها الى قرابة 3 آلاف مدرسة.
- ما تصبه معامل المدينة ومستشفياتها ومحطات الصرف الصحي فيها من فضلات من دون معالجة في نهر دجلة، والتي تبلغ حسب تقديرات الجهات الرسمية اكثر من مليون متر مكعب يومياً.
- تلال القمامة وطفح المجاري و»السم الهاري» والارصفة المهشمه في عموم احياء المدينة.
- التجاوز العام على الارصفة والاستحواذ عليها، بعد رشوة موظفي الامانة، من قبل اصحاب الدور والمحلات.
- التخريب المنظم والمتواصل للتصميم الاساسي لبغداد في محلاتها وشوارعها وساحاتها.
- الفساد الذي تفوح رائحته في اغلب دوائر الامانة.
أخيرا يتساءل البغداديون لماذا بغداد، من دون كل عواصم الدنيا ومدنها الكبرى، بدون مركز مدينة، يزوره الضيوف والسواح ويؤمه المواطنون وعوائلهم للاستراحة والترفيه؟
هل نضحك على حالنا ام نبكي، ام نلوذ بابي الطيب المتنبي ونردد:
وَماذا "ببغداد" مِنَ المُضْحِكاتِ وَلَكِنّهُ ضَحِكٌ كالبُكَا