العراق بحاجة الى الأقلام الوطنية / جمعة عبدالله

في ظل الظروف الصعبة والمعقدة والحساسة ، التي يمر بها العراق ، وفي ظل مواجهة التحديات المصيرية ، في المواجهة الدموية ، واشتداد رقعة المعارك الطاحنة مع تنظيم داعش الارهابي ، يستدعي وقفة مسؤولة من الاقلام الوطنية ، في المساهمة الفعالة في معركة المصير ، والتحديات التي تعصف بالعراق ، بالمشاركة الفعالة في عمليات انقاذ العراق من الارهاب الدموي ، وكسر المقومات والعوامل التي يتغذى عليها تنظيم داعش الوحشي ، والعمل على سلخ كل مسند ودعامة يستند اليها وتعطيه اكسير الحياة والديمومة ، لابد من المساهمة في كشف زيف عقيدته ورياء اقواله الاسلامية المنافقة والخبيثة ، التي تسهم في تشويه الدين الاسلامي وهو براء من اعمالهم الوحشية . والعمل على استعادة الارضي المحتلة التي وقعت تحت سيطرة داعش الارهابي ، والذي عاث فيها خراباً ودماراً ، وممارسة ابشع وسائل التنكيل والبطش ، ضد اهالي هذه المناطق المحتلة ، في بشاعة القتل والتدمير للحضارة المدنية والانسانية وتاريخها الطويل ، لا يمكن دحر هذه العصابات والانتصار عليها ، إلا بالخطاب الوطني السليم ، الذي يجمع مكونات الشعب ويقربها تحت خيمته ، دون تفريق بين طائفة واخرى ، او التمييز بينهم بشكل يخل بالدستور العراقي ، الذي اقر بالحقوق المتساوية بين جميع العراقيين ، وهذا يحتم ويتطلب من الاقلام الوطنية الدفاع عن هذا الحق المشروع ، والتصدي لمحاولات الاخلال به وطمسه والقفز عليه ، وبفضح وتعرية كل محاولة ترتكب بحق الوطن ، وان تكون هذه الاقلام ، اصوات مدوية لصالح خيمة الوطن ، وتعرية الاقلام التي تصدح ليل نهار لصالح الطائفة الواحدة على حساب الطوائف الاخرى ، وحصرها والتضيق عليها وفضح اصحابها ، لانها بالاساس تعتمد على الخطاب الطائفي، الذي يفجر الفتن والنعرات والكراهية بين الطوائف ، ويساهم في ابقى الانقسام والشرخ الطائفي هو السائد على السطح السياسي .
ان هذه الاصوات الطائفية ، تعيق معركة التحرير ، وتصب في اطالة عمر العصابات الارهابية الداعشية ، في الوقت الذي يشتد عليها الطوق والخناق والحصار ، من قبل قوات الجيش وقوات الحشد الشعبي وقوات بعض العشائر السنية ، التي هي ضد تواجد عصابات داعش في مناطقها ، وفي هذه الظروف الحساسة ، التي يعاني تنظيم داعش الارهابي من التفكك والانحلال والتشرذم والتقوقع في ساحات المعارك ، فان كل هذه العوامل ستؤدي الى هزيمة منكرة لهذه العصابات الاجرامية ، وسيكون النصر حليف العراق ، محسوماً سلفاً ، لذلك يجب ان تشرق صباحات الحروف الوطنية ، بجلاء ووضوح ، وتكون السند الفعال في المساهمة في معركة التحرير ، بكل العواطف الجياشة بالحماس الوطني النزيه ، وان يشرق الخطاب الوطني بقوة واندفاع في كل وسائل الاعلام وصنوفها المتعددة والمتنوعة ، في سحب البساط من داعش ومن يقف خلفها ويدعمها ، ان انتصار الخطاب الوطني في معركة المصير ، سيقرب ويعجل من الانتصار المحتوم على عصابات داعش ، وانقاذ العراق من شرورهم الوحشية ، ان الارهاب الدموي والارهابين ، استغلوا ثغرات واخطاء القادة السياسيين ، الذي تركوا الشعب في مهب العواصف الصفراء ، وتحت رحمة الاهواء والاطماع العدوانية ، وانشغلوا بمنافعهم ومصالحهم الذاتية الخاصة ، في السلطة والنفوذ والمال ، والآن جاء الوقت المناسب لتصحيح هذا المسار الاعوج والمنحرف والاعمى ، في السير في الطريق الديموقراطي بشكل نزيه ، ليدافع عن حياض الوطن واستقلاله وسيادته الوطنية ، وتعميق اواصر اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب ، وتعميق المسار نحو القانون العادل ، الذي يحقق الحياة المدنية في اشراقاتها الديموقراطية . ان الاقلام الوطنية التي تؤمن بالوطن لا بالطائفة الواحدة ، عليها مسؤولية وواجب بما يتطلبه الضمير الوطني ، في تنظيف الوطن من الازبال والقمامة الطائفية ، التي تعيق بناء صرح الوطن على المقومات السليمة ، يكتسب منها فائدة عامة تصب في خدمة الشعب ، وتشديد الحملة الوطنية ضد الفساد والفاسدين، ونزع الاقنعة عن الساسة المزيفين ، الذين يحتمون تحت عباءة الطائفية ، ويجب التفريق والتمييز ، بين الغث والسمين ، وبين الرخيص والثمين ، وبين الصالح والطالح ، وان يدرك من يهمه مصير الوطن ، بان الوطن لا يمكن ان يخرج من ازماته الحالية ، إلا بشفائه من وباء داعش ، ولا تشفى جروحه ، إلا بوحدة الصف الوطني ، واندحار الخطاب الطائفي وانهزامه ، وفي هذه الايام الصعبة والعصيبة ، تضع العراقيين امام تحدي مصيري ، بتحرير العراق من عصابات داعش و انهزامها الشنيع ، والتخلص من ثعابين الفساد ، ووضع العراق على سكة السلامة ، التي تقوده الى بر الامان.