المصير مجهول.!!.. / حمزة عبد

كل القوى السياسية العراقية وبالرغم من الخلافات المبنية على المحاصصة والطائفية والعرقية لكنها متفقة بهذا القدر أو ذاك على دعم الجيش وقوات الأمن والحشد الشعبي والبيشمركة في مقاتلة الدواعش من أجل تحرير أرضنا من دنسهم، والأهم من ذلك فإن المزاج الشعبي هو مع هذا التوجه ويدعم الانتصارات التي تحققت في معركة تكريت والمناطق الاخرى، وهذا يعني أيضاً أن التوحد بين القوى السياسية هو عامل مهم جداً لرفع معنويات قواتنا المقاتلة وتحقيق الانتصارات الناجزة لطرد الدواعش .
إلا أن ما يقلق في هذه الأيام هو تزايد التدخلات الخارجية العالمية والاقليمية وبمرتكزات داخلية تحاول عرقلة وتخريب التوحد بين القوى السياسية وتهميش الانتصارات، وانعكس هذا في الكثير من المعطيات منها:
تأجيج الصراع الطائفي كما حصل في تصريحات الأزهر وبعض الدول العربية المجاورة في الادعاء من أن العرب السنة يتعرضون الى الإبادة ومما يعزز هذه الاتهامات تصرفات بعض العناصر السيئة أو المندسة في الحشد الشعبي والتي لربما تنطلق من مواقف طائفية.
ولابد هنا الاشادة بدور الحشد الشعبي في دعم قواتنا المسلحة في المعركة المصيرية لتحرير الارض المغتصبة.
وما يقلق الجميع أن تنجر القوى الفاعلة وحتى الرسمية منها الى تفعيل الخلافات في وضع الخطط والتوجه في المعركة حيث ظهرت تصريحات متضاربه بين قيادة الجيش من جهة وبين قيادات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي من حهة أخرى حول خطط المعركة في تكريت وهذا يؤثر بشكل كبير على المعنويات القتالية.
اضافة الى ما يجري من حديث من ضرورة مساهمة التحالف الدولي في المعركة والسؤال لماذا رفضوا هذه المساهمة بالوقت الذي كان هناك قرار لمجلس الامن في تخويل التحالف الدولي بمحاربة الارهاب
ان الوضع الذي يمر به بلدنا وضع تعدى موضوعة الخلافات السياسية حيث ان مخاطر داعش ومن وراء داعش ومن يستغل وجود داعش يتطلب الوقفة الوطنية في دعم معركة التحرير ضد العدو الذي يتخذ من الناس دروعا بشرية وتفجير بعض عناصره وآلياته وسط الناس وزرع الشوارع والبيوت بالعبوات الناسفة
إن الموقف الوطني الواضح يجب أن يشمل كل مفاصل الحياة في تعزيز الديمقراطية ومحاربة الفساد والابتعاد عن الطائفية والمحاصصة المقيتة أي العمل من أجل الدولة الديمقراطية المدنية والا فالمصير مجهول....