تحرير مدينة تكريت والمؤتمر الوطني/ حمزة عبد

ما أن أعلن السيد رئيس الوزراء البدء باستكمال تحرير مدينة تكريت انهالت التصريحات والبرقيات التي باركت هذا الاعلان، وهذا يذكرنا بالانقلابات العسكرية التي حصلت في العراق حيث بعد اذاعة البيان الاول يبدأ المذيع بقراءة برقيات التأييد الواردة من قادة الفرق العسكرية ومنظمات ورؤساء عشائر وغيرهم (عملية مفبركة) وتتضمن البرقيات ضمن ما تتبناه من شعارات رنانة عبارة سيروا ونحن من وراءكم وفي حقيقة الأمر انه لا يوجد من هذا الوراء الا الحبر الذي سطر على الورق حيث أن الانقلاب الجديد حتى لو حدث بعد عدت أيام أو شهور فستصل البرقيات المؤيدة من نفس العناوين والعناصر السابقة.
إعلان رئيس الوزراء أمس ليس إنقلاباً وإنما توجه، يبدو أنه وبعد ترتيب الأمور العسكرية والتفاهم مع التحالف الدولي الذي إفتقدنا مساهمته في عملية تحرير صلاح الدين في المرحلة الأولى والذي كان مثار تساؤلات عن سبب عدم مشاركته!، توجه لاستكمال المهمة الشريفة في طرد الدواعش اللذين دنسوا ثلث مساحة العراق وقاموا بجرائم لم يفعلها من قبلهم الطغاة والغزاة، لذا فإن هذا العمل الوطني الكبير لا يكفي اسناده ببرقية تأييد أو تصريح يبارك به أصحابه بدء عملية التحرير، وإنما يتطلب الأمر جهداً كبيراً مشاركاً في كافة المفاصل منها الدعم العسكري والمعنوي والمادي والإعلامي، والأهم من ذلك الاعلان عن الوحدة ونبذ المهاترات والتخلي عن مبدأ الطائفية والمحاصصة ومحاربة الفساد، بمعنى وحدة وطنية خالصة واضحة تدعم كل القوى المشاركة في عملية التحرير، ومن أجل أن يترجم هذا الى ميثاق شرف بين القوى السياسية المتنفذة وغيرها من القوى السياسية المساهمة بالعملية السياسية والحريصة على ديمومتها ونجاحها على الجميع امتلاك الشجاعة والغيرة الوطنية بتبني مطلب الحزب الشيوعي العراقي الذي طرحه منذ عام 2003 أي بعد التغيير مباشرة والذي تضمن عقد مؤتمر وطني عراقي تنبثق عنه حكومة وحدة وطنية نعبر فيها المرحلة الانتقالية الا أنه ومع الأسف الشديد لم يسمع أحد هذه الدعوة المخلصة لأسباب كثيرة لست في صددها الآن، ومن جديد وفي هذه المرحلة الحرجة أعاد الحزب وبالتحديد في يوم 20 شباط 2015 دعوته لعقد مؤتمر وطني لإصلاح العملية السياسية يضم جميع الاطراف التي ناضلت ضد النظام السابق وساهمت في اسقاطه، وبهذا سوف تتحقق خطوات ملموسة تسهم في حشد كل طاقات الشعب العراقي للوقوف وراء قواته المسلحة من أجل إستكمال تحرير تكريت والمناطق الاخرى.